الصفحات

20‏/2‏/2016

مذكرات التجاني الحلقة 1

مذكرات التجاني الحلقة 1 
بقلم المودن أحمد من المشاع إقليم تاونات.


" البداية : من الرعي الى المدرسة "
من هناك كانت البداية ...حكت له جدته أنه ازداد يوم النصف من شعبان...وأنه كان شديد الصراخ... لكنه كان جميلا الى درجة جعلت أمه تقول لجارتها خديجة وهما راجعتان من الغابة يحملان حطبا
"إنني أسمع صر اخا للأطفال،أتمنى الا يكون إبني...
فردت عليها أم التجاني:
"اتمنى ألا يكون ابني ،فابنك حتى وإن بكى فهو قبيح"
جواب لا محل له من الإعراب ولكنه تعبير عن إحساس الأم...
لم يكتب للتجاني أن يعيش مع أمه وأبيه ، فقد اختار العيش مع جدته، نعم كيف لا يعيش معها وهي التي تملك ثلاث "طنات" من التين والشريحة، وكذلك ما يزيد عن خمس "كنبورات" من زيت الزيتون...وحضن دافئ، مع حكاية ( خرافة) كل ليلة...
امتهن التجاني الرعي...وكان قوته الذي لا يتغير هو االتين و الخبز، ولتعويض النقص في التغذية كان يلجا للسرقة...يسرق الرمان والبرقوق والعنب والبطيخ...اما في موسم الزيتون فقد كان كل زيتون الدوار ملكا له...فيجمع دريهمات يشتري بها جبادا ليصطاد الطيور...
احب المواسم عنده كانت "الحكوز"،يطوف صحبة أبناء مدشره من دار لدار مرددين"هيه بينو ابينو زيدو زيدو لتخافوشي هانا معاكم قد بباكم"
طفولة بئيسة جدا عنوانها الحرمان ...لم يتغير طعمها و لا قساوتها على مدى ست سنوات ختمها بختانة شملته هو إخوانه الحساين و رشيد في يوم واحد...
و نظرا لكبر سنه فهو يتذكر تفاصيلها بشكل جيد ....فقد كان يأكل " الدوارة " و"المنقوبين " صحبة مجموعة من الأطفال... في حين كان رجال الدوار يرددون بالداخل " قارتيتو عظيمو..."...
فجأة جاء عنده خاله عبد السلام و مسكه من يده قائلا : " انت كبرت ، يجب أن تأكل مع الكبار و ليس مع الأطفال "
صدقه التجاني ليجد نفسه و جها لوجه مع " الحجام"...لييفعل به ما يفعله الجزار بالذبيحة...
هو يتذكر انه ذهب مرة مع اخيه الى المدرسة، كان عمره ست سنوات...كانت المدرسة عبارة عن بيت من الطين ...خلف التلاميذ توجد مدفئة "شيميني " كان التلاميذ يدفئون أياديهم وخبزهم عليها...
جلس التجاني قرب المدفئة يتابع المعلم"الهزاز" بشغف ...وفي آخر الحصة طرح المعلم سؤالا ،فلم يجبه احد...عم الصمت القسم ، فجاة رفع التجاني يده ...تطاولت الاعناق نحو الطفل الأشقر الهزيل الذي يخفي جسده في جلباب قصير من دون سروال...
أمر المعلم التجاني بالجواب، فكان جوابه صحيحا...أمره بالتقدم الى اول القسم ...دون إسمه وبشره بأنه قد سجل في قسم التحضيري رغم عدم بلوغه السن القانونية...
رجع التجاني فرحا عند اهله ليبشرهم بالخبر السار... اشترى له ابوه على الفور لوحة ودفتر، ووضعهما له في كيس بلاستيكي " خنشة دلانكري" ثم لفها بحبل على شكل محفضة وانطلق الى حصة المساء....
وللقصة بقية مع تحيات صديقكم : احمد المودن
شرح المفردات الجبلية :
_ الطنة : و عاء طيني كبير يملأعادة بالتين أو الزرع له فتحة في الأسفل تسمى " الخراجة "
_ الگنبورة حاوية مصنوعة من الطين تملأ بالزيت عادة .
_ الحجام : شخص مختص في ختان الأطفال.
‫#‏أحمدالمودن‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "