الصفحات

26‏/3‏/2016

مذكرات التجاني ، الحلقة 72

مذكرات التجاني الحلقة الثانية و السبعون بقلم المودن أحمد من ودكة بتاونات. 

                                           ...أول قصة غرام بفاس ... 

كانت سعادة التجاني كبيرة جدا و هو يلج الجامعة و يشنف أسماعه بصوت مرسيل خليفة عند مروره قرب المطعم الجامعي ، و هو يتمتم " منتصب القمة أمشي ، مرفوعة الهامة أمشي، في كفي غصن غصن زيتون و على كتفي نعشي...و أنا أمشي ، و أنا أمشي..." ، طبعا و حدها أسطوانات الأغاني الملتزمة كانت تباع داخل الحرم الجامعي...وهكذا بقي التجاني يمشي ، و يمشي إلى أن إهتدى إلى كلية الآداب ليجد صديقه عبد الله قد ٱختار نفس الشعبة مثله، فكان هذا كافيا ليساعده على تحمل غربته عن غفساي...
 اختار التجاني مكانا رسميا له بقاعة الدرس الكبيرة بجوار عبد الله، و ذلك في آخر صف... كان أول اكتشاف تعيس بالنسبة إليه هو أن بصره ضعيف جدا ، فهو لا يتمكن من قراءة ما يكتبه الأستاذ على السبورة، و هكذا اعتمد على صديقه عبد الله في نقل ما يكتب، إلى أن جاء الفرج ... فقد ترجل يوما إلى أن و صل إلى باب الملاح... و هناك و جد شخصا يبيع نظارات مستعملة، و بعد عملية الفرز ، ثبت لديه أن إحداها مناسبة له ، و هكذا اشتراها من دون زيارة طبيب عيون و لا نظاراتي!!!
 عبد الله كان طالبا غير مواظب على الحضور إلى قاعة الدرس...فكان التجاني يضع دفترا على كرسيه في انتظار حضور صديقه حتى لا يجلس طالب آخر على الكرسي... لكن حدث أن جاءت طالبة متأخرة يوما و لم تجد مكانا تجلس فيه...حز في نفس التجاني وقوف الطالبة ، فأخذ دفتره عن الكرسي لتجلس عليه ... و مع الأيام أصبحت عادة التجاني أن يحجز للفتاة الكرسي عوض أن يحجزه لعبد الله...
 مرت الأيام على هذا المنوال مدة طويلة، فاستغرب التجاني كيف أنه لكل طالب رفيقة تسير بجانبه، إلا هو !!!
 و بدأت الأسئلة تراوده : " لماذا اختارت الجلوس بقربه في كل حصة مع أن القاعة تتسع لأربعمائة طالب و طالبة؟ " لماذا تتأخر يوميا لتجد الأماكن ممتلئة ، فتجلس بقربه؟ ثم لماذا هو يحجز لها الكرسي و يظل ينتظر قدومها؟ بل لماذا قلبه يخفق عند قدومها؟ "
 نقل كل هذه الأسئلة و غيرها لصديقه عبد الله الذي أكد له أن الفتاة الفاسية قد سقطت في شباكه، و أنه عليه أن يقوم بخطوة يؤكد لها من خلالها أنه معجب بها، بل و ربما يحبها !!!
 تردد التجاني كثيرا في القيام بأي خطوة قد تفسد كل شيء، خاصة و أن حديثه معها لم يتعدى يوما التحية ، و طلبها لدفتره من أجل نقل ما فاتها من الدرس بحكم تأخرها المتكرر...
 و بعد أيام خطرت بباله فكرة ذكية جدا طبقها بعد استشارة صديقه ...
 و إلى حلقة الغد إن شاء الله.



 #‏أحمدالمودن


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "