الصفحات

22‏/3‏/2016

مذكرات التجاني. الحلقة 9.

مذكرات جبلي. الحلقة 9. " وصف غفساي " بقلم أحمد المودن

 

يوم غد استفاق أهل الدوار على خبر غريب...لقد اختطف ثلة من شباب المشاع " الشيخات " ...
اثنى عشر شابا يختطفون فتاتين ...ولما انتهى بهم الأمر بمنزل أحدهم ...اتفقوا على ان يجعلوهن " وسادات" تحت رؤوسهم في انتظار حلول النهار والنظر في كيفية اقتسام الغنيمة...
قام أحدهم ليلا بسحب الفتاتين من تحت الرؤوس مغتنما فرصة عياء أفراد المجموعة ، والتجأ الى حيث اعتقد أنه آمن.
انتشر الخبر سريعا في كل المداشر المجاورة ...ثم تكلف الدرك الملكي بالباقي...تم القاء القبض على أغلبية شباب المدشر...ففازوا بسبع سنوات سجنا وأكثر...
التجاني لا يعبأ بمثل هذه الأخبار...يتبع غنمه ممتطيا حمارة...يلتحق به أقرانه...تختلط المواشي فيما بينها...ويلعب الأطفال " التورة" ...قطعة فلين مستيرة الشكل ، يضربها الأطفال بالعصى الى ان يضعوها في حفرة ، هي أشبه بلعبة الگولف ...وحين يصيبهم العياء ، يجتمعون حول التين واللبن...
" عاودنا على غفساي التجاني، كيفاشني؟ " يتسائل المفضل و هو يزيل زريعة التين من بين أسنانه ...لقد كان للمفضل فما يستطيع من خلاله أقرانه أن يعرفوا غذاءه وعشاءه...
جلس التجاني مزهوا فوق حجرة ، والأطفال حوله ينتظرون بلهفة لمعرفة مميزات هذه القرية التي لا يعرفون عنها سوى أنه بها سوق الأحد...
" غفساي قرية بسيطة ...فيها شامة وفاطمة و القناني وجمال وغريبة"...يصمت التجاني قليلا وكأنه لم يعرف عن غفساي سوى حمقاها...ثم يستطرد:
" أحسن ما في غفساي "الجردة دياب" ففيها ثانوية الإمام الشطيبي التي درست فيها...وبها داخلية نأكل فيها بالمجان...وغير بعيد عنها هناك خيرية...وجنان المضلي...نحن كنا نلعب الكرة في مرجة قرب المقابر...كما أني كنت كثير التنقل بين الجردة و الديوانة مرورا بالگراج...كثيرا ما تستوقفني رائحة الخبز الصادرة من فران " مايندا" ثم امر مرور الكرام على مكتبة العمراني ...اقرأ عناوين صحيف الاتحاد الاشتراكي أو العلم ، أو كيخ كيخ...أنا لم أشتري يوما جريدة ...ولكني كنت أجمعها من المزابل وأقرأها...
كنا نذهب الى الگراج لنشرب من عين هناك ثم نطل على اعدادية كانت في طور البناء...وأحيانا نذهب الى سور قريب من محكمة غفساي وقيادته ، لعلنا نفوز بلقاء أحد أبناء الدوار الذين يهوون الدعاوي و " البروسيات " ...وقد نصعد الى " القشلة " ...بل ونصل الى " بوشيبة او الزريقة " لما لا ندرس مساء..."
يتوقف التجاني قليلا ليزيل دودة تتوسط حبة تين، ثم يضيف :
" غفساي لا تختلف عن الدوار سوى ببعض المباني الإسمنتية المتناثرة ...وأخرى مغطاة بالقرمود على شاكلة " الدار دبوغابة " ..."
ينظر التجاني الى اصدقائه فيرى منهم اهتماما بوصفه لهذه الأرض التي اكتشفها قبلهم ...ثم ينظر الى الأعلى ...الشمس في كبد السماء ...إنه موعد العودة الى المنازل لتناول الغذاء ، ثم السباحة في "أفرط" ...يمتطي حمارته، ويهش من فوقها بعصا على غنمه ...قاصدا منزل أهله...
وللقصة بقية انشاء الله
مع تحيات صديقكم : أحمد المودن من المشاع، ودكة ببني زروال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "