الصفحات

1‏/3‏/2016

مذكرات التجاني ...الحلقة 7

مذكرات التجاني ...الحلقة 7
بقلم المودن أحمد من المشاع بغفساي..
خرج التجاني مسرعا قاصدا بيت جدته...تبعته " لويزة " وكانها تشد بأزره...ففي البادية كل شيئ يخيف ليلا...الجن،الضفادع، البوم...كانت ليلة مقمرة سهلت مأمورية التجاني في هذا العبور الخطير ...يدق الباب وهو ينادي : " العزيزة...العزيزة ...يما أدقولك أجي...يمكن بدولذ..."
حملت الجدة أدواتها وأغلقت وراءها بابا خشبيا أوثقته بقفل قل نضيره...
وبسرعة تم ربط الحبل في "القسامة" ( قطعة خشب غليضة تربط بين حائطين متقابلين، وفوقها توضع قطعة خشب أخرى صغيرة ترفع "السهام " من الوسط )
يدخل التجاني جحره وسط اخوانه ...يغطي الجميع وجوههم متظاهرين بالنوم...
" ازحم...ازحم...ازحم...ساين ندير الزيت ..." تكررت هذه الكلمات كثيرا...كان جسد التجاني يقشعر عند صراخ أمه...بل خاف أن تموت كما حدث في السنة الماضية لحليمة...
ماتت حليمة وهي تلد ...حاولت عائلتها انقاذها...وضعوها فوق بغل...وقصدوا الطريق الرابطة بين كتامة وغفساي...وفي الباب دالهواري جلس الجميع ينتظر شاحنة أو بيكوب...قد تاتي او لا تاتي...عدد الشاحنات بالمنطقة كلها لا يتعدى الأربع وكلهم لأناس من كتامة أو تاينزة...كان يوما ممطرا...صعد العياشي الى كدية ليستطلع...وفجاة صرخ " نوضو...نوضو...الكاميو دقبوش ماجي ..."
بعد نصف ساعة وصلت الشاحنة ...ركب العياشي وزوجته في الخلف...وانطلقت رحلة القفز والتزحلق...المطر يزداد تساقطا ...وفجأة تتوقف الشاحنة ...يستفسر العياشي ، فياتيه الجواب صادما ...
" راحنا وصلنا للنقلة...ورا الكاميو وغل في الغيس...نزل تدفع معانا..."
ينزل العياشي تاركا زوجته وهي تنزف دما...
تطلب الأمر جر الشاحنة بالدواب...لم يتردد سكان مدشر النقلة في مد يد المساعدة...خرجت الشاحنة من الوحل...صعد العياشي ليبشر زوجته، فوجدها جثة هامدة ...
التجاني لا يريد هذا المآل لأمه...
يطول الانتظار...وفجأة صراخ مولود جديد ...كشف الجميع وجهه...لكنهم لم يبرحوا أماكنهم...يدخل الأب الذي ظل طيلة هذا الوقت في الخارج مستفسرا :
- " طفلة أو طفل؟"
- " طفلة...ولكن ممكمولاشي ...انتنا طرحتي مراتك... محال واش دعيش."
تذكر التجاني آثار الضرب على وجه أمه ، و تقاذفته احتمالات حياة أو موت أخته...ثم غرق في نوم عميق...

وللقصة بقية انشاء الله
مع تحيات صديقكم : احمد المودن من ودكة ببني زروال.
‫#‏أحمدالمودن‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "