الصفحات

7‏/4‏/2016

مذكرات التجاني الحلقة 75


  مذكرات التجاني الحلقة 75

 بقلم المودن أحمد من غفساي بتاونات.


ركب التجاني بالحافلة ليحدث له أمر غريب جدا...فقد كان يهوى أكل " الزريعة " و بالتالي فهو يدخل يده بجيبه باستمرار، إلى أن ثقب جيبه، ليكبر الثقب مع مرور الأيام...
كان هناك ازدحام شديد بالحافلة، أحس بأن أحدا ما يبحث في جيبه الخلفي، فلم يعره التجاني اهتماما، فهو قد خبأ النقود في جواربه...ولكن اللص قرر البحث في الجيب اﻷمامي، ليحس التجاني بيد تداعب (....) خاصة و أنه لم يلبس تبانا قط...فافرج عن ابتسامة ساخرة في و جه اللص الذي لم يطق اﻹهانة فنزل في أول محطة...
اتجه التجاني إلى " جوطية " بوجلود فاشترى " فستة " و سرولا من نفس الصنف و اللون، وكذا تبانا و ألبسة قديمة ومستعملة لجميع أفراد أسرته، ثم حمل مشترياته و عاد للحي الجامعي ...
اغتنم أول عطلة ليقرر السفر إلى الدوار، فقد اشتاق لأهله و لرائحة الغنم...
قبل أن يتوجه إلى باب الكيسة غير تسريحة شعره ليرده إلى الخلف متبعا آخر موضة أو ما يسمى ب" كوب طليان " ، ثم حمل هداياه و عرج على محطة الطاكسيات لتنقله إحداها إلى غفساي...كان الركاب يتقيؤون كثيرا فنال " كوستيمه " بعض شظايا اﻷكل...
كانت غفساي كما تركها بجمالها و فاطمتها و شامتها...
لم يلبث بها سوى ساعة لتحل شاحنة " قبوش " بالزريقة ، ولم يرضى التجاني بالركوب سوى بالقرب من السائق، فجواربه مليئة بالنقود ، و هيئته تدعو للإحترام...
حل بالدوار مزهوا فرحا كما لو أن الناس جميعا يعرفون ما يخبئه بجيبه من نقود، فاستقبلته اﻷسرة كما يستقبل الموظف الذي حصل على أول أجرة...سلم لأبيه ثلث منحته و فرق دراهما و هدايا على إخوانه و أخواته،ثم خرج لعله يجد أحدا يحكي له عن المدينة و عجائبها...
عند المساء ذبح أخوه خلوق " عتوقة " على شرفه ثم بدأت النسوة تتقاطرن على منزل عائلة التجاني حاملات " قففا " مليئة بالخبز مهنئات اﻷم و اﻷب على عودة اﻷستاذ التجاني من العاصمة العلمية...وهذه عادة أهل الدوار إذا عاد عسكري من الصحراء أو خرج سجين من محبسه ...ومن بين المهنئات كانت هناك شابة أبدت إعجابها بهندام و تسريحة شعر التجاني، و كل ذلك تم عن طريق أخته التي وافته بالخبر...
كان أبو التجاني من أسعد ما يكون، بل و كان يكرر على مسامع ضيوفه أن إبنه يدرس و يأخذ أجرة في نفس الوقت قائلا:

-" وراه تبارك الله عليه كيقرا و يتخلص "
فتتدخل اﻷم مصححة :
-" ألا هو أيقبض الملحة "
فيصحح التجاني مبتسما:

 -" أيقولولا المنحة أيما ماشي الملحة "
 فترد اﻷم المسكينة :
-" إيوا بحال بحال أولدي "
 وإلى حلقة قادمة مع تحيات صديقكم
المودن أحمد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "