الصفحات

20‏/4‏/2016

مذكرات التجاني " متدير يداك فغيران، ميعضوك حياي "

مذكرات التجاني حلقة لأخذ العبرة فقط

" متدير يداك فغيران، ميعضوك حياي"

كان للتجاني جار طيب جدا...ولهذا الجار زوجة مرحة و طيبة بل و صديقة لزوجة التجاني...
في كل مرة يطل فيها من النافذة يصادف التجاني زوجة صديقه بالباب و قد بدأ بطنها ينتفخ يوما بعد يوم...
انتظر بطل قصتنا يوم ولادة الجارة بفارغ الصبر...فهو سيحتفل و يطرد الهم و الغم و يأكل الجاج المحمر...و الحلويات بأنواعها خاصة إن كان المولود ذكرا...فلجاره بنتان و ينتظر ولي العهد بشغف...
ذات مساء سمع التجاني زوجة جاره تنادي عليه بصوت عال:" و اعتاق السي التيجاني أعتاق "
قفز من مكانه خوفا على جارته التي هي بمثابة أخت لزوجته...وجد نساء و فتيات حولها، ثم طلبوا منه حملها إلى المستشفى قصد الولادة، خاصة و أن زوجها " الجيلالي " يعمل بالليل و لا يمكنه الحضور...
كان المولود ذكرا كما تمناه أبواه...و كم كانت فرحة الجيلالي وهو يعرف الخبر...فأقسم أن يذبح خروفان يوم "السابع " و و و...
انتظر التجاني أسبوعا كاملا ليفاجأ بتأجيل الحفل أربعة أيام بعد السبعة، لكي يتمكن كل اﻷهل و الحباب من الحضور...
إلا أنه تقرر ذبح الخروفان في اليوم السابع و اﻹحتفاظ بهما في المجمد إلى اليوم الحادي عشر...
تابع التجاني عملية الذبح و السلخ على أنغام " عيساوة " ليتم دفنهما في المجمد...
ليلة نفس اليوم السابع هذا سيقرر الجيلالي الأحتفال مع أصدقاءه على أحد أطراف المدينة يحتسون الخمرة و يمرحون...
أما التجاني فلم ينل من الخروفين سوى صورتهما و هما معلقين يقطران دما...
غدا صباحا سيفاجأ التجاني بزوجته تهمس في أذنه:" نوض نوض السي الجلالي داوه البوليس "
و جاء الخبر اليقين...لقد تم اعتقال الجلالي بسبب وفاة أحد المشاركين في جلستهم ليوم البارحة...
نعم لقد ضرب أحدهم اﻵخر بحجر لرأسه...
فتوفي على الفور...
اعترف القاتل بالمنسوب إليه...و تمت إعادة تمثيل الجريمة...الجيلالي ليس هو القاتل و رغم ذلك لم يطلق سراحه!!!
استفسر اﻷهل عن السبب، خاصة و أنه لم يبقى لحفلة السابع سوى يوم واحد، فاكتشفوا أن التهمة هي عدم التبليغ...
الجيلالي لازل مقبوضا عليه...الخروفان بالمجمد راقدان...و التجاني يرثي حظه التعيس...
قالت له زوجته مؤنبة:" افعل شيئا ما يا تجاني فلك معارف كثيرون..."
فأجابها " متدير يداك فغيران ...ميعضوك حياي...أنا مقلتلوشاي يمشي يسكر و يخلي مراتو نفيسة "
( للإشارة فقط فكلمة حياي هي جمع حية عند بعض جبالة، أي أفعى )
ولكم تحيات صديقكم المودن أحمد من بني زروال بتاونات.


                                                        

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "