هجرة بغل من تاونات
بقلم المودن أحمد من و دكة بغفساي
فوجئ أهل تاونات هذه اﻷيام بموجة غلاء تعرفها " زريبة البهائم " لم يشهدوا لها مثيلا...خاصة الحمير و البغال...
اغتنم اعتنم احميدو فرصة تواجده بسوق اﻷحد فقررالقيام بزيارة ميدانية إلى هذه "الزريبة " التي كثيرا ما حكى عنها التجاني في مذكراته...فكانت المفاجئة!
الحمار بثمن البغل، و البغل بثمن سيارتي أو أكثر سومة منها!
فوجئ و هو يقرأ ذاك الحزن على محيا الحمير...حزن صاحبه عزوف عن ممارسة طقوس المتعة بين الحمير كما حكى عنه التجاني ...
استغرب أكثر و هو يرى حميرا تباع "مبردعة" و فوق ظهرها قارورات ماء، عليها لافتة صغيرة كتب عليها " حمار جاهز للسقي" ...
اقترب أكثر من الحمير فوجدها " مدبورة" و مبثورة، ألسنتها متدلية، و عظامها بارزة!!!
تساءل مع نفسه :" أأنا متواجد بتاونات بلاد السدود أم أنا في صحراء قاحلة مفقود؟!"
فأجابه بائع حمير و هو يقول: " هنيئا لك أنك مجرد زائر لزريبتنا...ارجع لمدينتك فالعطش هنا يضرب أطنابه..."
بعد أسبوع عاد احميدو إلى المدينة، و قد فاجئه منظر بغل نحيف معتصما بمدارة...هذا البغل لم يكن يختلف عن البغل الذي كان يحكم لجامه بائع البهائم الذي هنأ احميدو لكونه مجرد زائر...
لم يشعر احميدو بهذيانه و هو يردد:
- " أيها المسؤولون ارحموا الحمير و البغال...نحن في حاجة لزيرو عطش قبل زيرو ميكة...أيها المسؤولون الناس بتاونات يريدون ماء...و العاداااااااو الناس كيموتوا بالعطش........"
Ali Remmah
ردحذفكل الكائنات بربوع إقليمنا تعيش وضعا استثنائيا .
Mfadal El Atifi
ردحذفحتى الحمير كرهت نفسها وملت من الدنيا وتمنت الموت على الحياة في مثل الظروف
Khadroun Mohamed
ردحذفشكرا يا اخ احمد داءما تبهرنا بتقاسيم حكايات تمزج الهزلي بالواقع المعاش
Sellam Elbjouk
ردحذفكيف لمسؤول يسبح في اطنان من الماء التي تستبدل على مدار اليوم. والمكيفات في كل زاوية ...ان تصله رسائل العطشانين الذين يحترقون على نار هادئة؟؟؟؟ جميل ما نكتب وما ننشر ولكن في بلادي الحق ولا يعطى.