الصفحات

19‏/7‏/2016

خدعتني حبيبة - قصة قصيرة -

خدعتني حبيبة

قصة قصيرة بقلم المودن أحمد



حبيبة شابة ظريفة، بدوية تحمل جميع معالم الشقاء فوق جبينها، ورغم ذلك فهي تضحك و تبتسم لجيرانها كما يبتسم الشوك للورد...
ابتسمت لي حبيبة و هي تسمع شروطي في عملية بيع و شراء تتم ليلا على ضوء القمر:
- " اسمعي يا حبيبة أريد " ببية " سمينة، صغيرة السن، ليس ببطنها بيض، ولا هي "حضانة " فوقه...فعندي ضيوف كرام أسنانهم تتهشم لأبسط عضة..."
ابتسمت حبيبة و هي تقودني إلى شجرة تين ارتمت فوقها "دالية" فغطتها بالكامل، ثم سحبت كائنا أسودا يضرب بجناحيه و هي تقول:
- هذه "ببية " سمينة صغيرة تصلح للضيوف، لن تجد أفضل منها..."
جاء أصدقائي، فرحبت بهم بعدما عجزت سيارتهم عن الوصول إلى بيتنا، فالطريق عندنا لا تصلح سوى للدواب فقط...
تكلف أهلي بطهي " ببية " في حين خضنا نحن في السياسة...فتحدث بعضنا عن صدق نوايا الحزب الذي ينتمي له، واتهم البعض الآخر اﻷحزاب بأنها تبيع الوهم و تخدم مصلحتها فقط، في حين دافع أحدنا باستماتة عن أن بلدنا به أشخاص وليس به أحزاب...
أما أنا فما كان يشغل بالي فهو " ببية "...فقد أثارني غياب الريش من بطنها، ولولا ابتسامة حبيبة لما كنت ذبحتها...
حمل أهلي العشاء للضيوف، أكلوا البصل ليزيحوا الغطاء عن " ببية " كان لحمها أسودا، و عظامها تكفي لتشييد قنطرة ببوادينا المعزولة...
كنت في كل مرة أنظر لفم صديقي خالد، فأحسب أسنانه، ثم أحمد الله أنها في مكانها ثابتة...
عجزت عن إزالة جلد يكسو فخضا، فاستعنت بالأنياب...كنت أحاول تشجيع المجموعة على اﻷكل رغم اهتزاز أسناني...
المفضل يلحس اللحم بلسانه و كأنه يتغزل به، و محمد يستعين بالمشروبات الغازية لهضم ما ابتلعه...أما باقي البدويين فكانوا أكثر شراسة...
سألت إحدى النساء عن " ببية " فقالت لي ساخرة :
-"أتقصد جدتك ؟!"
خدعتني حبيبة إذن...

 فقررت أن أقول لضيوفي ،لدرء الحرج، أنني إنما أردت أن أعطيهم مثالا واقعيا عن اﻷحزاب ببلادنا...فكلهم في اعتقادي يشبهون حبيبة...
وقفت عند الباب لأعبر لهم عن هذا اﻹحساس، فوجدت أغلبهم يغط في نوم عميق...و حده المفضل كان يسمع كلامي ويدافع عن نفسه ومبادئه...كنت أتمنى أن يحصل نفس الشيء مع الجميع...فدفاعهم عن نفسهم يجعلني بمنأى عن هجومهم...
بعد يومين من لقائنا تجرأ أحدهم وقال :
-" بطني تؤلمني...أعتقد أن " ببية " هي السبب..."
فقلت له كما قال رئيس حزب معروف:
" شبع الفرخين لحام ، يقولولك د الحمير " ...
و هكذا قالت لي حبيبة حينما عاتبتها...ووعدتني بأن تبيع لي زيتا."بلدية " خالصة في المرة القادمة...

 
                                           

هناك 17 تعليقًا:

  1. غير معرف19/7/16

    EL Motaki Souad
    كعادتك يا اخي احمد ، كوميديا ساخرة باسلوب بسيظ سلس وواقعي احسنت

    ردحذف
  2. غير معرف20/7/16

    Fadel Daoud
    خطأ طبي هههههه

    ردحذف
  3. غير معرف20/7/16

    Mohamed Edfili
    البيع والشرا دليل ضحكة ذنهار السي احمد دوخاتك حبيبة بالضحكة ذيالها و تقتي فيها هههههههه

    ردحذف
  4. غير معرف20/7/16

    Ab Do Abdo
    هههههههه وعاد بغيا تبيع ليك الزيت . ولا عليك السي احمد المهم هو كرم الضيافة

    ردحذف
  5. غير معرف20/7/16

    Ali Remmah
    أولا عودة ميمونة سي المودن ، ونحن في انتظار ما ستجود به قريحتكم.
    أما فيما يخص القصة فشغل الليل شفاية للنهار كما قال أسلافنا.

    ردحذف
  6. غير معرف20/7/16

    خالد التسير
    على هذا العشاء فقدت كل اسناني الامامية للاسف وذالك بسبب لحم بيبي الذي اكرمنا به الاخ المودن احمد فلذا اطالبه باصلاح اسناني . وشكرا لكرمك صديقي .

    ردحذف
  7. غير معرف20/7/16

    Mfadal El Atifi
    غي ولفت لحم الجاج الرومي وصافي

    ردحذف
  8. غير معرف20/7/16

    Badre Tajdine
    C'est vraiment l'occasion pour faire savoir aux opportunistes ce qu'ils devraient faire ou ne pas faire. ...!

    ردحذف
  9. غير معرف20/7/16

    Charaf Chouaib
    كما عودتنا سي أحمد دائما بأفكار جديده في قالب فوكاهي جميل غير متغاض عن ما هو مفيد في حلة واقعية بدون زواق ولا نفاق...

    ردحذف
  10. غير معرف20/7/16

    Jbala Hta Lmoute
    بمجرد أن بدأت في سرد القصة تبادر إلى ذهني أصدقائي خالد ومحمد فهما من أعز أصدقائي محمد مدات منو ببية ما جابت اما خالد فأنا أعلن تضامني معه قصد إصلاح الأضرار التي لحقت باسنانه ولكي لا أكون فضوليا انا أساهم معك ب 25/100 من ثمن تلك البيبية

    ردحذف
  11. غير معرف20/7/16

    Ma Di
    اخي اجمد حبيبتك علمت انك ستستفيد فقط انت واصدقاءك من الذبيحة لذا ارتات ان تهول ذهنك كل الليلة لتعرف مقدار حبها لك

    ردحذف
  12. غير معرف20/7/16

    Mohammed Bousraraf
    لا يندم القارئ إذا فتح الفيس وشرع في التصفح ووجد قصة من قصص التيجاني .
    قصة بيبية جميلة تذكرني بأغنية الحسين السلاوي مفادها أن بعض أهل البادية (مطورين ) ويكذب بعضهم في الكثير من الأحيان.
    مرة قام لي بدوي مثلي دجاجة في صفة ديك ، ولما نبهني فاعل خير، كان البائع قد انصرف مسرعا بين خيام السوق.

    ردحذف
  13. غير معرف20/7/16

    Nordin Nordin
    احذر ان تكون زيت (التريوق)

    ردحذف
  14. غير معرف20/7/16

    Hamid EL Jartini
    رائع السي أحمد إنها قصة ذات دلالة عميقة عن أحوال العباد في هذا البلد السعيد !... في الصميم هههههه.

    ردحذف
  15. غير معرف20/7/16

    أنيس الخير
    البدويون شرسون شكرا لك السي التجاني (اوا رگب عليا فشهار 8)

    ردحذف
  16. غير معرف20/7/16

    خالد التسير
    ههههههه اذحلف فيه غدي نطلعوا مسلحين معاه لحبيبة .

    ردحذف
  17. غير معرف20/7/16

    أحمد المريزق
    قصة رائعة اخي احمد. كنت اتمنى من اعماق قلبيان اكون معكم في جبل ودكة .صراحة اسمع عنه الكثير ولكن لم يسبق لي زيارة هذا المكان الجميل .

    ردحذف

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "