مغامرات عمي علال المرشح
سلسلة ساخرة بقلم: المودن أحمد من المشاع بتاونات
الحلقة 3 " إلى فيلا الأمين العام للحزب"
خرج عمي علال فرحا مسرورا و قصد فرع الحزب ممتطيا سيارته الرباعية الدفع...و في الطريق تذكر نصيحة "الجيلالي بوعروف " ( إذا كانت عندك "الشكارة " و " الشطارة " و " الحمارة " فيمكنك طلب التزكية من أي حزب شئت ...)
فإذا كانت الشكارة و الشطارة معروفتان في قبيلة بني زروال...فماذا يقصد الجيلالي بالحمارة إذن ؟...
احتار عمي علال في فك هذا اللغز ...
خطرت بباله كل التفسيرات القدحية التي تحملها كلمة " حمارة " و ما يتبعها من حمير، و لكنه لم يرتاح له بال إلا بعد أن قام بنصف دورة و عاد إلى الدوار، قاصدا منزل " الجيلالي بوعروف "
سأله دون مقدمات:
- بالله عليك أكمل تفسير المنامة... فأنا لم أفهم ما تقصده بالحمارة في معرض نصيحة البارحة .
فابسم الجيلالي وقال:
- الحمارة يا علال هي السيارة الفاخرة فالناس هنا يهتمون بالمظاهر...و شحال ما عندك شحال ما تسوى...الكاط كاط يا علال...كي تتمكن من الوصول إلى كل الدواوير و الجبال...الطرق هناك جد رديئة و محفرة، وحدها السيارة الرباعية الدفع من تطوي تلك الطرق طيا...و أعتقد أن هذا الشرط متوفر فيك..."
قبل أن ينتهي الجيلالي من كلامه ،كان الغبار يرتفع معلنا انطلاقة عمي علال نحو الكتابة الإقليمية للحزب عوض فرع الجزب...
في مكتب يحمل فوق بابه لافتة اعتلاها الصدأ...تمجد الحزب و تبين توجهاته...كان يجلس الكاتب اﻹقليمي واضعا الرجل على الرجل...
- "أهلا و سهلا السي علال، تحية نضالية..."
هكذا استقبل عمي علال...خاصة و أنهم يعرفون بعضهم البعض بشكل جيد...
- "أمر السي علال...كينشي منقضيو؟"
- " بغيت التزكية ...بغي نترشح للبرلمان...مالي منستهلش ؟!"
-" تستاهل علاش ألا...و لكن سبقاك و حد الشاب مثقف و عندو شهادات...و عندو ميقول..."
- "شكون يكون هاد السيد فملك الله...أوالله و نتقاتلو عليها بالله...واش هي بقات فالقراية...المهم قيد لي الطلب ديالي و ماشي شغلك فالشي لاخور ..."
إنها الشطارة بلغة المصريين و الصنطيحة بلغة المغاربة...و بعدها سيأتي دور الحمارة ...
دون أن يفكر عمي علال في راحته...ركب سيارته ثم اتجه نحو معصرة زيتون...ملأها عن آخرها ببدونات الزيت البلدية و انطلق قاصدا الدار البيضاء... سيحج اذن الى فيلا الأمين العام للحزب...
يتبع...
Jawad Marwan
ردحذفسلسلة رائعة و مشوقة للغاية استادي المودن، تحياتنا لك ايها الاديب الطيب و المتميز حقا انها في السطر
علي معتصم
ردحذفالله يعطك الصحة السي مودن اكثر من رائع
Adam Ayour
ردحذفالله يعطيك الصاحة السي احمد قصة مستوحات من الواقع المعاش
Ali Remmah
ردحذفبحال هاد علال هما اللي ضربوا الدنيا جوايح كما يقال فشراكة.
Abdelouahab Nfissi
ردحذفبعد نيل التزكية بالزيت البلدية ...غدا مجموعة من علالات ستطرق بابكم محاطة بهالة من الكائنات تتقن فن التصفيق ...تحياتي لسي احمد...واصل..
Abdo Hamid
ردحذفأمر التزكية عجيب عندنا لكن نأمل خير في المستقبل
Mfadal El Atifi
ردحذفصراحة لم اكن اعرف ماهي الحمارة التي هي السيارة وبالضبط الكات كات التي تسهل الجولان في جبالنا وتطويها طيا
فعلا قصة من شوقة مقتبسة مت صميم الواقع وتحمل الكثير من الألغاز والمعاني، رائع حدا
EL Motaki Souad
ردحذفاسلوب جميل يجعل القارئ يتتبع في شوق كبير مجريات الاحداث المتعاقبة ، وكعادتك لا يخلو السرد من استعمال كلمات في اسلوب مباشر فيضفي نكهة خاصة على القصة ، رائع اخي احمد موفق باذن الله تحياتي
Sedik Bentahra
ردحذفاصبحنا مدمنين اخي المودن على سلاسلك الرائعة التي تحمل كل ما هو مشوق
Mohammed Bousraraf
ردحذفجميل . والله نستمتع.
Bada Hmed
ردحذفانه الواقع قصة فيها كل المعاني