الصفحات

19‏/4‏/2017

زفاف التيجاني - الجزء الثالث و الأخير -

من مذكرات التجاني 

بقلم المودن أحمد من ودكة بتاونات

في العرض الثاني يلبس التجاني جلبابا أبيضا و رزة و يعلق خنجرا...أصبح يشبه العروسي إلى حد كبير...كان يهدد بخنجره، ممازحا، كل من بادله التحية من أفراد أسرته...
رويدا رويدا بدأ النشاط يعم المكان ليقتحم الفناء أول سكير...و قد كان نجم السهرة بامتياز...فوسط مكان الحفل كانت هناك بئر مغطاة...و في كل مرة يسقط فوقها السكير لينفجر الحاضرون ضحكا...
عمت الفرحة قلوب الحاضرين ...و بدأ الرقص على أشده، فأحس التجاني برغبة في الرقص، وبينما هو جالس بجانب العروسة يحرك كتفيه، جاءه ابن أخيه يوسوس في أذنه :
- " جدي كيقولك تَبَّثْ شْوِيَّا..."
في عرض آخر...أمُّ التجاني تقول لإحدى النساء :
- تبارك الله الشعر  دالعروسة دبني شحال طويل...
طبعا فقد كانت تعلق على العروسة وهي تلبس فستانا هنديا يتدلى منه شعر اصطناعي طويل...
انصرف الحاج لينام فانطلق أهل التجاني إلى وسط الحفل راقصين...لم تبقى سوى اﻷم و زوجة خلوق...أما الباقي فقد تنافسوا مع أهل العروسة على اقتسام فناء الحفل ليأخذ التجاني وقته في اﻹستمتاع برقصات صديقه "الشراع " وكذ أخوانه خلوق الحسين محمد رشيد والمجاهد على نغمات أغنية الشاب تيتو " الخالي دارو " و التي كانت قد خرجت للتو إلى اﻷسواق...
ثم جاء العرض ما قبل اﻷخير...تم وضع العروسة بعمارية حملها شبان متمرسون في حين تم استدعاء إخوان التجاني و صديقه " الشراع" ليحملوا به عماريته.
كان حلمه الوحيد هو أن يركب على البغل وهو يلبس سلهام العريس...و شباب الدوار يحيطون به والغياضة والطبالة يكسرون صمت الدوار...ليجد نفسه في " عمارية " يحملها أربعة بدويين لا عهد لهم بحمل العماريات...إثنان طويلان وإثنان قصيران...و التجاني متشبث بجنبات العمارية وكأنه جالس فوق منحدر أو ظهر جمل...
واﻷفضع أنهم يرقصون وهم يحملون العمارية ليجد التجاني نفسه و كأنه فوق حمار " مشكل بالمخلف "...ورغبته كبيرة في قذف مخزون معدته...
وبينما التجاني يمسك بكلتا يديه على جنبات العمارية أمرته النكافة بتقبيل جبين زوجته، وما أن وضع يديه على عماريتها حتى تحرك حاملو عماريته متراجعين إلى الخلف راقصين، فمسك بأطراف عماريتها ليتمدد على شكل خط مستقيم... وقد نجا بأعجوبة من سقوط مؤكد بعد تدخل بعض النساء...
لبست العروسة فستانها في عرض الوداع، وبعد تقطيع الحلوى و توديع المدعوين استقل التجاني وزوجته سيارة فخمة مرقمة بإيطاليا يسوقها شاب انتفخت عيناه من كثرة شربه...
كان التجاني يردد الشهادتين كلما دخلت السيارة في منعرج أو أطلت على حافة...و لم يطمئن باله إلا بعد وصوله إلى فاس حيث استقبله الأهل والجيران حوالي الخامسة صباحا...
ذبح الأب الخروف الذي أتى به من بني زروال فوق حافلة الغزاوي...ليبدأ حفل الزفاف بمنزل التجاني...
كان أهم شيء قام به التجاني أن عاهد الله سرا ألا يخون زوجته...
..............................
بعد ستة عشر عاما كتب التجاني في مذكرته : " يسرني أن أعترف أنني أسعد الناس داخل بيتي...وأن كل أفراد أسرتي وأهلي و جيراني يعترفون أنني تزوجت امرأة يُضرب بها المثل في احترام و حب و طاعة زوجها و تربية أبنائها...  

                               

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "