الصفحات

9‏/11‏/2017

خروف بوزيد...غفساي الثمانينيات (' 2 )



 بقلم المودن أحمد من المشاع / غفساي / تاونات



انطلق التجاني متأبطا دفاتره و كتبه، بعدما انتهت صلاحية محفظته، نحو الگراج...هنالك مد أربع ريالات لبائع "الزريعة" الملقب ب " النية " وخاطبه قائلا :
- إيوا وفي معانا أعمي.
التجاني لا يتقن أكل الزريعة، فهو يلتهمها بقشورها ...إنها مالحة ولذيذة ، والحقيقة أنه لا يتقن تقشيرها...
يجلس على سور الگراج أسوة بأطفال مثله، وبين الفنة والأخرى يسمع صوتا ينادي :
- أبني مجرو ، بني مجرو.
 ثم آخر:
 - أولاد صلاح ولاد صلاح ...تفرانت...ورزاگ...
  يقف القوم و تتطاول الأعناق، فيقول أحدهم:
- ها الكار دالغزاوي جا...
هذا ما كان ينتظره التجاني ...إذ له قصة غريبة مع الحافلة القادمة من فاس...هو لا ينتظر أحدا ولكن كل ما في الأمر أن حافلة الغزاوي كانت تحمل معها الجرائد لمكتبة العمراني ...يتبع التجاني مساعد السائق الى أن يمد رزمة الصحف والجرائد للمكتبي.
ينتظر بعيدا إلى أن يتم وضعها في أماكنها قرب باب المكتبة، ثم يلتحق بالقارئين للعناوين، بين الفنة والأخرى يدخل التجاني يده في جيبه المقطع فتلامس فخضه...هو يقوم بذلك ليوهم صاحب المكتبة أنه يخرج النقود...يداعب (...) و هو يقرأ عناوين صحيفة الإتحاد الاشتراكي...كانت شبه ممنوعة في غفساي ، بل والأكثر مبيعا على الإطلاق، كانت تُشترى من طرف الأساتذة على الخصوص ...في حين ينتظر التجاني إلى أن يلقوا بها في مزبلة، ليلتهم حروفها...
كل الأخبار كانت تدعوللحزن...إضرابات واعتقالات...دراسة متوقفة ،و طواف بين الثانوية و الگراج لسماع أغاني جمال أو رؤية
خروف بوزيد...لقد كان خروفا من نوع خاص ، يرافق بوزيد حيثما حل وارتحل ، في حين اشتهر الأخير بعربدته و سكره، لدرجة كان يُضرب به المثل في غفساي كلها.
للاطلاع على تعاليق القراء المرجو الضغط: هنا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "