قصة قصيرة
بقلم المودن أحمد من ودكة / غفساي / تاونات
جلس احميذو على " بالة " تبن كغيره من أبناء الدوار محتفلا بزفاف أحد الشبان الذين قرروا أخيرا توديع عالم العزوبة...
كان المنظر يوحي بأن شيئا ما تغير في هذا الدوار...أن يجلس الناس على التبن عوض الفراش قد يبدو عاديا لأهل البلدة بعدما تراجعت تجارة " العشبة " إلى أدنى مستوياتها...لكن بالنسبة لحميذو، الذي تعود على زيارة مسقط رأسه كل صيف، فان الأمر مختلف...
هدوء يعم المكان رغم أن صخب الموسيقى المنبعثة من جهاز الديسكو الذي حل خصيصا من غفساي لتنشيط الحفل...
ليلة مقمرة تشجع على التجوال بعيدا عن دار العرس...اتكأ احميذو على كومة من أعواد الكيف اليابسة وأعطى الفرصة لنفسه ليستمتع من بعيد بمزيج من نباح الكلاب و صخب الموسيقى و نهيق حمار مجاور له...وكل هذا على طبق شاسع لا يرى منه الناظر سوى ما يسمح به ضوء القمر...
- أيَّاه يا ليام !!!
هكذا ردد احميذو وهو يتنفس بعمق متذكرا أيام البساطة في كل شيء ...بساطة اﻷفراح...بساطة اللباس...بساطة الطعام المقدم للضيوف...و ميل الناس إلى الفكاهة والمرح ﻷتفه اﻷسباب...
ثم عرج بمخيلته على السنوات اﻷخيرة حينما كان الرواج وما صاحبه من ارتفاع الدخل الفردي وظهور شباب بهواتف يفوق ثمنها ثمن البغل والثور...وسكارى يرقصون في اﻷعراس، يتمايلون ويتقيؤن فيسقطون على الجالسين...وإن نهضوا عادوا لرقصهم المتمايل حول الراقصة، ينثرون عليها الأوراق النقدية كما ينثر الخليجيون الدولار على معشوقاتهم ... فترى القوم وكأن أهل البادية ما عاد منهم راشد ولا عاقل...تصفيفات شعر تحيلك على منحنيات خطوط التسوية وخرائط الجزر ...وسراويل اجتهد أصحابها في إضافة ثقب ونوافذ للتي كانت موجودة بها أصلا...و كلام فاحش ينفر منه العقلاء...
ثم يعود احميذو إلى الخيمة ليسلط عليها بصره...جو بارد...
وفراشات تحوم حول المصابيح الكئيبة...طاولة عليها ما تبقى من " القراشل و " كاوكاو " وابريقا شاي...الناس ينتظرون نهاية الحفل فقط،، وكأنهم جاؤا لتسجيل حضورهم فقط...لا أثر لقهقهة، ولا رنين لهاتف ذكي...وحده " نوكيا دالبيل " كان السائد ...يستعين الناس به ليتنقلوا من مكان لآخر...ويتبادلون به المكالمات....
مر بقربه رجلان مسنان، فعلق أحدهم :
- ايوا لباس مكاين لا سكايرية لا والو...
فرد عليه اﻵخر:
- الزلط حكمة ل..........
Hassan El Alami
ردحذفالزلط حكمة للمنشقين عن التربية والاحترام وترك عاداتنا وتقاليدنا والذهاب إلى ما لا تهواه أنفسنا إنما وضعوه أصحابه انتقاماً منا ولاخلاقنا وايخاءنا وتماسكنا ليجعلونا شرذمات متفرقة تحياتي أستاذي إنه الصدق في التعبير والبحث عن ما عشناه قديما
Mohammed Bousraraf
قصص الأستاذ أحمد المودن الهادفة والغزيرة أصبحت ركنا ضروريا وممتعا يؤثث الفضاء الأزرق ويعوض عن بعض التفاهات التي تعترضنا بين الحين والآخر .
Shad Choud
ذكرنا ذ المودن بحنين الماضى بما له وما عليه كما يشجعنا على القراءة والتمعن بدل تصفح النيت والمرور عليه سريعا شكرا للاخ احمد المودن واننا فى انتظار المزيد من الانتاج .
Mfadal El Atifi
الزلط حكمة للتلاف وللعقلاء نقمة
تابع أستاذنا أحمد أتحفنا بإبداعاتك الجميلة
ردحذف