مذكرات التجاني... الحلقة 12
لماذا قتل موسى بسوق الأربعاء؟ بقلم أحمد المودن من ودكة اقليم تاونات
حمل هدهده الميت ، و عاد ، وبداخله سؤالين لم يجد لهما جوابا .... لماذا جاءت الأم في آخر انفاس الشجيرة المنقذة...ثم هل سينجح كل سنة مادام قد ابتلع قلب الهدهد وهو ينبض؟؟؟؟؟؟
وصل التجاني الى المنزل ليصادف وصول ظرف اصفر يحمل إسمه...يفتحه تحت أنظار افراد أسرته مرتعشا...المعدل...سبعة فصلة واحد وثلاثون على عشرون...القرار: " ينتقل"...فرحت الأسرة لنجاح التجاني ، ولا أحد عرف ان معدله لم يتجاوز الثمانية...اغلق الظرف بسرعة ثم انطلق الى غنمه ليعيدها الى المرعى في حصة المساء ...
هكذا تتوالى الأيام متشابهة لا يميزها سوى الأحد والأربعاء، فهما يومي سوق ...انهما فرصة لسكان الدوار للتزود بأرگاز والحوت...فقد يذهب جبالة للسوق فقط لشراء الحوت !!!
ذات أربعاء قرر التجاني ان يذهب مع ابيه الى السوق...ملأ الأب " الشواري " بالباذنجان واللفت قصد بيعه...فقد كانت للأسرة عرصة تذر مداخيل لا باس بها ... وما ان استوقف البغلة حتى رمى بالبردعة فوقها ، ثم شد حزام " البردع " باتقان...ناول البغلة سطلا ممتلأ بالماء...و صفر لها مشجعا اياها على شرب أكبر قدر منه...في حين اغتنم فرصة هدوء البغلة ليلقي عليها " الشواري " بما فيه مستعينا بزوجته ...ركب الأب و هو يردد عبارة تعود عليها كلما اعتلى صهوة بغلته: " باسم الله، باسم الله، الوالدين، الصالحين...ارا زيد ارا..."
انتظر التجاني دعوة بالركوب من أبيه ، لكن شيئا من هذا لم يحدث...فكان الحل ان امسك بذيل البغلة وانطلق خلفها ...
وما أن وصلوا إلى السوق حتى جلس التجاني قرب ابيه يتعلم فن البيع، وعينه عما سيمده له ابوه من ريالات كي يشتري حلويات من عند عمي المفضل النقلي...فهو يبيع " حلوة بالقرابط " يضرب بها المثل في تكسير اعتى الأسنان...
وفعلا جاد عليه أبوه بعشرين ريالا جعلت التجاني يتبختر في مشيته وكأنه إبن أغنى فلاح في المدشر...اشترى ما لذ وطاب ...وتجول بين خيام السوق المطل على دواوير تينزة وتسلة وتازگارت في تلة تحيط بها اشجار جهة الشمال والغرب...
فوجئ التجاني بشخص ضخم يسيل منه دم كثير ، وهو يضرب شابا نحيلا بحذائه ، في حين تجمهر الناس حولهم ، ولا أحد تدخل ...اعترض حبل خيمة الرجل الضخم ليسقط بعدها بقوة ،لم يتمكن بعدها من النهوض...كبرت بركة الدم تحت صدره، ليلفظ انفاسه الأخيرة ، ثم صرخ احدهم بقوة : " موسى مات...موس مات..."
بعد دقائق اصبح السوق كالخلاء...بحث التجاني عن أبيه فلم يجد له أثرا...ثم جرى كبقية الناس عائدا الدوار وهو يتساءل : " لماذا قتل موسى ؟ ...ومن يكون القاتل؟...
وللقصة بقية انشاء الله
مع تحيات صديقكم : احمد المودن من المشاع، ودكة ببني زروال.
وصل التجاني الى المنزل ليصادف وصول ظرف اصفر يحمل إسمه...يفتحه تحت أنظار افراد أسرته مرتعشا...المعدل...سبعة فصلة واحد وثلاثون على عشرون...القرار: " ينتقل"...فرحت الأسرة لنجاح التجاني ، ولا أحد عرف ان معدله لم يتجاوز الثمانية...اغلق الظرف بسرعة ثم انطلق الى غنمه ليعيدها الى المرعى في حصة المساء ...
هكذا تتوالى الأيام متشابهة لا يميزها سوى الأحد والأربعاء، فهما يومي سوق ...انهما فرصة لسكان الدوار للتزود بأرگاز والحوت...فقد يذهب جبالة للسوق فقط لشراء الحوت !!!
ذات أربعاء قرر التجاني ان يذهب مع ابيه الى السوق...ملأ الأب " الشواري " بالباذنجان واللفت قصد بيعه...فقد كانت للأسرة عرصة تذر مداخيل لا باس بها ... وما ان استوقف البغلة حتى رمى بالبردعة فوقها ، ثم شد حزام " البردع " باتقان...ناول البغلة سطلا ممتلأ بالماء...و صفر لها مشجعا اياها على شرب أكبر قدر منه...في حين اغتنم فرصة هدوء البغلة ليلقي عليها " الشواري " بما فيه مستعينا بزوجته ...ركب الأب و هو يردد عبارة تعود عليها كلما اعتلى صهوة بغلته: " باسم الله، باسم الله، الوالدين، الصالحين...ارا زيد ارا..."
انتظر التجاني دعوة بالركوب من أبيه ، لكن شيئا من هذا لم يحدث...فكان الحل ان امسك بذيل البغلة وانطلق خلفها ...
وما أن وصلوا إلى السوق حتى جلس التجاني قرب ابيه يتعلم فن البيع، وعينه عما سيمده له ابوه من ريالات كي يشتري حلويات من عند عمي المفضل النقلي...فهو يبيع " حلوة بالقرابط " يضرب بها المثل في تكسير اعتى الأسنان...
وفعلا جاد عليه أبوه بعشرين ريالا جعلت التجاني يتبختر في مشيته وكأنه إبن أغنى فلاح في المدشر...اشترى ما لذ وطاب ...وتجول بين خيام السوق المطل على دواوير تينزة وتسلة وتازگارت في تلة تحيط بها اشجار جهة الشمال والغرب...
فوجئ التجاني بشخص ضخم يسيل منه دم كثير ، وهو يضرب شابا نحيلا بحذائه ، في حين تجمهر الناس حولهم ، ولا أحد تدخل ...اعترض حبل خيمة الرجل الضخم ليسقط بعدها بقوة ،لم يتمكن بعدها من النهوض...كبرت بركة الدم تحت صدره، ليلفظ انفاسه الأخيرة ، ثم صرخ احدهم بقوة : " موسى مات...موس مات..."
بعد دقائق اصبح السوق كالخلاء...بحث التجاني عن أبيه فلم يجد له أثرا...ثم جرى كبقية الناس عائدا الدوار وهو يتساءل : " لماذا قتل موسى ؟ ...ومن يكون القاتل؟...
وللقصة بقية انشاء الله
مع تحيات صديقكم : احمد المودن من المشاع، ودكة ببني زروال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "