الصفحات

12‏/4‏/2016

مذكرات التجاني. الحلقة 13 المسمن

مذكرات التجاني الحلقة 13

بقلم احمد المودن. من المشاع، بني زروال

                " المسمن "


فوجئ التجاني بشخص ضخم يسيل منه دم كثير ، وهو يضرب شابا نحيلا بحذائه ، في حين تجمهر الناس حولهم ، ولا أحد تدخل ...اعترض حبل خيمة الرجل الضخم ليسقط بعدها بقوة ،لم يتمكن بعدها من النهوض...كبرت بركة الدم تحت صدره، ليلفظ انفاسه الأخيرة ، ثم صرخ احدهم بقوة : " موسى مات... موسى مات..."
بعد دقائق اصبح السوق كالخلاء...بحث التجاني عن أبيه فلم يجد له أثرا.ثم جرى كبقية الناس عائدا الى الدوار وهو يتساءل : " لماذا قتل موسى ؟ ...ومن يكون القاتل؟
إلتحق بفوج من الهاربين...كان من بينهم "الكحواشي"...شاب اشتهر بالدوار بكثرة الكذب والسرقة ...تظاهر التجاني بالعياء وهو يتبع بغل الكحواشي ...رق قلب الأخير لحال التجاني فاستوقف بهيمته قرب صخرة و أطلق العنان لسخائه وكرمه طالبا من التجاني الركوب خلفه...ثم استرسل في حديث مع امرأة كانت تركب على بهيمة تسير أمام بهيمته...
" موسى كان يلعب القمار مع قاتله ...لكن لم يرقه ان يخسر كثيرا امام الفتى التينزي الهزيل...وهكذا تم رفع سقف القدر المراد ربحه الى درجة ان خسر موسى كل ما كان بجيبه ...فقرر ان يقامر بحذاءه...لكن التينزي رفض...فغضب موسى وشرع في ضرب الفتى الهزيل بحذاءه...فسل التينزي سكينا صغيرا وطعن موسى في قلبه...إلا أن الأخير لم يعبأ بالجرح ولا بالدم الغزير ، واستمر في ضرب غريمه الى أن تعثر في حبل " قيطون " ليسقط دون أن ينهض أبدا..."
يتوقف الكحواشي قليلا ثم يكمل سرده لحكاية موسى والتينزي...
" لقد كان موسى مغرورا ومتسلطا...لقد احتقر التينزي ، فنال جزاءه..."
لم يكن التجاني ليعطي كثيرا من الإهتمام لرواية الكحواشي، لأن شهرة كذبه يضرب بها المثل...ولكنه كان مهتما بحركات المرأة المصاحبة لهم...كانت تكشف عن ساقيها حينا ، وتغمز بعينها حينا آخر...بل وتطلق ظحكات ترد صداها أشجار الغابة ...تطور الحديث ليصبح غزلا، بل ان الكحواشي و محدثته اتفقا على مقابل تجاوز المائة ريال...مع تحديد مكان اللقاء وموعده...إلا أن المرأة سرعان ما انتبهت لوجود ذاك الفتى الأشقر المختفي وراء ظهر الكحواشي...فنبهت الأخير قائلة: " عاندك ديك الطفل يقولها ..."فرد الكحواشي مطمئنا :" هداك راه موس ، متخفيش منو "
أحس التجاني بالفخر وهو يسمع مدح الكحواشي له...لكن سوالا غريبا ظل يراوده ... لماذا سيلتقيان بعد آذان العشاء قرب " غابة السيد"؟
سؤال فرخ اسئلة أخرى كثيرة ..." بما ان المرأة لها زوجها فلماذا ستلتقي برجل يسكن بحومة اخرى؟"
يتسائل التجاني مع نفسه....بل رجع به تفكيره الى سن الرابعة من عمره حين جاء أبوه بامرأة متزوجة بفقيه مهاجر لتعوض أم التجاني الهاربة الى بيت أبيها بعد خصام عنيف...التجاني لا يتذكر سوى أن تلك المرأة هيأت لهم فطورا " بالمسمن"...ولكنه اليوم وهو يتجسس على الكحواشي ، وجد بداخله سؤالا رهيبا ...هل جاء أبوه بالمرأة فقط من اجل "المسمن"؟؟؟؟؟
وللقصة بقية انشاء الله

                                                            

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "