مبروك الزيادة
بقلم المودن أحمد
نمت على غير عادتي باكرا...كان الجوع قد رسم منعرجات أمعائي واضحة على جلد بطني...فأنا فقدت الشهية منذ اليوم الذي أهين فيه اﻷستاذ أمام عيني...صحيح أنني لست أستاذا و لا متحزبا و لا أبو أستاذ ولا ولا ولا...و رغم ذلك فقدت الشهية !!!
ورأيت في منامي- والقلم مرفوع عن النائم حتى يستيقض- أن شخصا يسميه الناس " السي أبو زيادة " يطوف قرب نجار ويجمع المسامير...وبعد حين أخذ من أناس ضعاف مالا ...ثم اشترى خشبا...ثم أخذ من نفس الفقراء مالا فاشترى مطرقة...ثم لجأ الى قبة ...وأعلن أمام النائمين بها أنه مجرد رجل آلي صنع على يد "أصحاب الحال" في بداية الثمانينات...ليكون حائطا قصيرا يلقون من خلفه الزيادات... كما أنه اكتشف مؤخرا أنه خدع بضرب اﻷساتذة اعتقادا منه أنهم كباقي الفقراء...لذا فهو سيصنع نعشا كبيرا له ولمن معه، وذلك أمام أعين النائمين...
وضع " السي أبو زيادة " تسبيحه...وزرواطته...وحمل المطرقة...تخيله النوام قاضيا ...و إذا به يصنع لنفسه نعشا...حاول صانعوه ان يثنوه عن قراره ، فلم يتراجع...
اجتمعوا بسرعة و قرروا أن يعوضوه فورا برجل آلي آخر يمكنهم التحكم فيه عن بعد...
ثم حل ضباب كثيف داخل القبة ...وبعده تسلل شعاع كتب على حائط القبة :" بلاغ....لقد تم سحب المرسومين...وتكريم اﻷساتذة المتدربين بمنحة مناسبة...لأنه تبين أن الخلل الحاصل في ميزانية الدولة لا تأثير لقضية الأساتذة عليه...إذ يكفي أن يتقيأ تمساح واحد ما ابتلعه أوما هربه، ليعود الماء لمجراه..."
- فيق فيق فيق
قفزت من فراشي على صوت زوجتي تنهرني بعنف و هي تردد : "فيق فيق فيق".
سألتها مستغربا : " ياك لباس؟ "
فردت علي : " مبروك الزيادة ".
#أحمدالمودن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "