تابع التجاني المسير ليجد
نفسه على حافة مجرى مائي يسمونه " الخندق " ...تنفس الصعداء وهو يتذكر قصة غرقه في نفس هذا المكان... فقد كان الفصل شتاء...وكان التجاني يرعى الغنم صحبة أمه
وعمره لم يتجاوزالخمس سنين...امطار غزيرة تهطل...التجاني يلبس سلهاما من البلاستيك شأنهشأن أمه ...الى درجة لا يكاد أحدهما يسمع الآخر...يبتعد رويدا رويدا عنامه...يثيره حجم المياه التي تجري بالخندق...يقترب أكثر من الماء ...ينزلق...ثميغرق...يسحبه الصبيب المائي المرتفع معه، صحبة أغصانالأشجار ، و الفلين و الأحجار... نادى التجاني أمه بأعلى صوته، لكن الأمطار الغزيرة وما
تصدره من ضجيج على سلهامها البلاستيكي حال دون سماعها لصراخه... فجأة التفتت الأم لتجد نفسها وحيدة ...نادت بأعلى صوتها :" التجاني...التجاني..." ...فلم يجبها سوى صدى الصوت ...وخرير المياهالغاضبة... ............................................. بحثتيمينا ويسرة...مع الأغنام...خلف الأشجار...فلم تجد له أثرا...كان يهيأ لهاأنها تراه في كل مكان...ثم خطر ببالها" الخندق " ...أسرعت الخطواتجاهه...فلم تجد سوى سلهامه عالقا بشجيرةالدفلة التي تنمو عادة علىجنبات المجاري المائية بالغابة...وهنا تأكدت ان التجاني اختطفه الفيضان... بكت الأم ...صرخت...ثمجرت تتبع الماء الجاري باحثة عن فلذة كبدها... ابتلع التجاني ما شاء الله من الماء...كان يقفز مرغما
من من مكان الى آخربالخندق...وهو يصارع الموت...وصل به الماء الى منعرج في الوادي...فاصبحيدور شأنه شأن باقي الحمولة...ثم تراءت له نبتة صغيرت على جانب الوادي ...تمسك بها...النبتة تقتلع رويدا رويدا...ثم يد تجذبه الى خارجالخندق...ضمته امه بعنف الى صدرها طويلا...ثم وضعته على ظهره وضغطت علىصدره لتخرج الماء من جوفه... " التجاني...التجاني...يلاه بحلنا راهاالعصر دبا..." أخرج نداء علي هذا التجاني من دوامة تفكيره ليعرف انه
عليهالإلتحاق بالمجموعة والعودة الى
المنزل...فغنمه ينتظره لإرجاعه الى المرعىفي حصة المساء...حمل هدهده الميت ، و عاد ، وبداخله سؤالين لم يجد لهماجوابا .... لماذا جاءت الأم في آخر انفاس الشجيرة المنقذة...ثم هل سينجح كلسنة مادام قد ابتلع قلب الهدهد وهو ينبض؟؟؟؟؟؟
وللقصة بقية انشاء الله مع
تحيات صديقكم : احمد المودنمن المشاع، ودكة ببني زروال .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "