مذكرات التجاني. الحلقة 11. بقلم أحمد المودن
مذكرات
التجاني. الحلقة 11. بقلم أحمد المودن.
" غرق التجاني"
تابع التجاني المسير ليجد
نفسه على حافة مجرى مائي يسمونه " الخندق " ...تنفس الصعداء وهو يتذكر قصة غرقه في نفس هذا المكان...
فقد كان الفصل شتاء...وكان التجاني يرعى الغنم صحبة أمه
وعمره لم يتجاوز الخمس سنين...امطار غزيرة تهطل...التجاني يلبس سلهاما من البلاستيك شأنه شأن أمه ...الى درجة لا يكاد أحدهما يسمع الآخر...يبتعد رويدا رويدا عن امه...يثيره حجم المياه التي تجري بالخندق...يقترب أكثر من الماء ...ينزلق...ثم يغرق...يسحبه الصبيب المائي المرتفع معه، صحبة أغصان الأشجار ، و الفلين و الأحجار...
نادى التجاني أمه بأعلى صوته، لكن الأمطار الغزيرة وما
تصدره من ضجيج على سلهامها البلاستيكي حال دون سماعها لصراخه...
فجأة التفتت الأم لتجد نفسها وحيدة ...نادت بأعلى صوتها :" التجاني...التجاني..." ...فلم يجبها سوى صدى الصوت ...وخرير المياه الغاضبة...
.............................................
بحثت يمينا ويسرة...مع الأغنام...خلف الأشجار...فلم تجد له أثرا...كان يهيأ لها أنها تراه في كل مكان...ثم خطر ببالها" الخندق " ...أسرعت الخطو اتجاهه...فلم تجد سوى سلهامه عالقا بشجيرة الدفلة التي تنمو عادة على جنبات المجاري المائية بالغابة...وهنا تأكدت ان التجاني اختطفه الفيضان...
بكت الأم ...صرخت...ثم جرت تتبع الماء الجاري باحثة عن فلذة كبدها...
ابتلع التجاني ما شاء الله من الماء...كان يقفز مرغما
من من مكان الى آخر بالخندق...وهو يصارع الموت...وصل به الماء الى منعرج في الوادي...فاصبح يدور شأنه شأن باقي الحمولة...ثم تراءت له نبتة صغيرت على جانب الوادي ...تمسك بها...النبتة تقتلع رويدا رويدا...ثم يد تجذبه الى خارج الخندق...ضمته امه بعنف الى صدرها طويلا...ثم وضعته على ظهره وضغطت على صدره لتخرج الماء من جوفه...
" التجاني...التجاني...يلاه بحلنا راها العصر دبا..." أخرج نداء علي هذا التجاني من دوامة تفكيره ليعرف انه
عليه
الإلتحاق بالمجموعة والعودة الى
المنزل...فغنمه ينتظره لإرجاعه الى المرعى في حصة المساء...حمل هدهده الميت ، و عاد ، وبداخله سؤالين لم يجد لهما جوابا .... لماذا جاءت الأم في آخر انفاس الشجيرة المنقذة...ثم هل سينجح كل سنة مادام قد ابتلع قلب الهدهد وهو ينبض؟؟؟؟؟؟
وللقصة بقية انشاء الله
مع
تحيات صديقكم : احمد المودن من المشاع، ودكة ببني زروال .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "