الصفحات

26‏/6‏/2016

فضح المستور بمراحيض اقليم تاونات المحگور

فضح المستور بمراحيض إقليم تاونات المحگور

بقلم المودن أحمد


احميدو مهاجر يعشق فواكه بلاده، بل يأكل منها دون احتياط ولا خوف...
نزل ضيفا ببادية بغفساي نواحي تاونات، وكان الفصل صيفا...الناس يكرمون ضيفهم في هذه البلدة بأطباق متكررة من " الزعبول" أو " الهندية " كما يحلو لهم أن يسمونها...
يقوم الناس باكرا، يركبون بهائمهم و يغيبون لساعات ليعودوا بقارورات ماء  يفرغونها في براميل كبيرة ثم يعودون للبحث عن الماء من جديد...
مرت ثلاثة أيام على مقام احميدو بهذا الدوار لم يعرف فيها للمرحاض سبيلا إلا لقضاء حاجته الخفيفة...
في يومه الثالث هذا جاءه المخاض...طلب من مضيفه سطل ماء و أسرع قاصدا  المرحاض...
مده علي بسطيل به لتر ماء...و هنا كانت المفاجئة :
فقد وجد احميدو صعوبة في قضاء حاجته...ليفرج بعد نصف ساعة عن قطعة سوداء كأنها مصنوعة من الحديد أو من الگرانيت...أغلقت فم المرحاض و انتصبت فيه على شكل صاروخ ...
أفرغ احميذو محتوى السطل على " قطعة الكرانيت "، فلم تتزحزح من مكانها ، بل انبعث منها بخار و كأنها تستحم...
خرج متسللا ثم ملأ سطلا أكبر بالماء من البرميل "الخزان " و أفرغه بالمرحاض...فتشكلت ضاية صغيرة انتصب و سطها عمود الخبز و كأنه برج إيفل !!!
ثم عاد احميدوا لملإ سطل ثالث...ورابع ...
بالمرحاض يهبط الماء ويبقى البرج شامخا...أحس بورطة حقيقية...
خرج إلى فناء الدار و بدأ يفكر...يجب أن يجد حلا يحفظ له كرامته...فقرر أن يفرغ الماء من جديد، حتى و لو اقتضى الأمر إفراغ البرميل الكبير عن آخره...
و ما أن هم بملإ السطل حتى سمع صوتا ينبعث من نافذة غرفة مقابلة :
_" السي احميذو ، لا تضيع الماء، فالماء هنا كالذهب...نحن نعاني كثيرا في نقله و خزنه...أتعلم يا السي احميدو أننا هنا لا نستعمل المرحاض إلا لحاجتنا الصغرى ، أما الكبرى فنقضيها في الهواء الطلق لنقتصد الماء...إننا نعيش في صحراء حقيقية ما ينقصها سوى الرمل..."
أحس احميدو بأنه تورط فعلا...فاحمر وجهه خجلا وخرج...



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "