قصة قصيرة "ثرثرة نساء"
بقلم المودن أحمد
أصيب احميذو يوما بحمى شديدة جعلته يلزم الفراش يوما كاملا...فشاع خبر مرضه بالحي...اتفقت نسوة الحومة على أن يزرن بيته لتقديم الدعم المعنوي لزوجته، و الإطلاع عن قرب على حالته حتى يفزن برؤيته قبل أن يموت، فيحصل له ما حصل لجاره علال قبل أيام...فقد ودع اﻷخير الحياة تاركا و راءه زوجة صغيرة السن وطفلة لم تتجاوز الثانية من عمرها...
حملت كل واحدة من النسوة سكرا أو طحينا و قصدنا دار احميذو...ولأنه لم يكن يرغب في ثرثرتهن، فقد تظاهر بغيبوبة شاملة، فغطى وجهه و أغمض عينيه و فتح أذنيه...
كانت النسوة يزحن الغطاء عن رأسه ويسألنه عن حاله فلا يجيب...فانتهى أمرهن إلى أنه ميؤوس منه، و أن عدوى وفاة الرجال أصبحت سارية...
لم يكن يؤذي احميدو سوى كرم زوجته...فقد أفرغت من الزيت قنينة نصف لتر...و انتشرت روائح " المسمن "...و الزبدة البلدية...فيما يشبه اﻹحتفال الحقيقي برحيله!
ثم انضاف إزعاج آخر...فقد ارتفع صوتهن و نقاشهن وضحكاتهم الى درجة أنهن لم يحترمن وجوده و لا مرضه...
" إذا كان مثله مثل زوجي فموته أفضل من حياته..."
هكذا افتتحت "فطومة" مهرجان القيل و القال...لتؤكد طرحها "راضية " قائلة:
-" الرجال لا يحزنون على زوجاتهم، بل يختارون العروسة من بين المعزيات ".
وبسرعة البرق فتحن النار على الرجال ولم يعد حديثهن يتخطى السرة إذا علا، لتتكلم أخيرا زوجة احميدو :
-" الرجال لا ثقة بهم، ففي بلدتنا تزوج شيخ عمره سبعين سنة بفتاة في ربيعها الخامس و الثلاثين...لم يكن قد مر على وفاة زوجته خمسة أشهر...لقد أصبحت ضحكته تسمع من بعيد...بعدما كان عبوسا...أزال "الرزة " و تشبب..."
و هنا دار بخلد احميدو أمر جعله يضحك بشكل هستيري، لينكشف أمره ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "