الصفحات

1‏/6‏/2016

قصة قصيرة "ثرثرة نساء"

قصة قصيرة "ثرثرة نساء"

بقلم المودن أحمد

أصيب احميذو يوما بحمى شديدة جعلته يلزم الفراش يوما كاملا...فشاع خبر مرضه بالحي...
اتفقت نسوة الحومة على أن يزرن بيته لتقديم الدعم المعنوي لزوجته، و الإطلاع عن قرب على حالته حتى يفزن برؤيته قبل أن يموت، فيحصل له ما حصل لجاره علال قبل أيام...فقد ودع اﻷخير الحياة تاركا و راءه زوجة صغيرة السن وطفلة لم تتجاوز الثانية من عمرها...
حملت كل واحدة من النسوة سكرا أو طحينا و قصدنا دار احميذو...ولأنه لم يكن يرغب في ثرثرتهن، فقد تظاهر بغيبوبة شاملة، فغطى وجهه و أغمض عينيه و فتح أذنيه...
 كانت النسوة يزحن الغطاء عن رأسه ويسألنه عن حاله فلا يجيب...فانتهى أمرهن إلى أنه ميؤوس منه، و أن عدوى وفاة  الرجال أصبحت سارية...
لم يكن يؤذي احميدو سوى كرم زوجته...فقد أفرغت من الزيت قنينة نصف لتر...و انتشرت روائح " المسمن "...و الزبدة البلدية...فيما يشبه اﻹحتفال الحقيقي برحيله!
ثم انضاف إزعاج آخر...فقد ارتفع صوتهن و نقاشهن وضحكاتهم الى درجة أنهن لم يحترمن وجوده و لا مرضه...
" إذا كان مثله مثل زوجي فموته أفضل من حياته..."
هكذا افتتحت "فطومة" مهرجان القيل و القال...لتؤكد طرحها "راضية " قائلة:
-" الرجال لا يحزنون على زوجاتهم، بل يختارون العروسة من بين المعزيات ".
وبسرعة البرق فتحن النار على الرجال ولم يعد حديثهن يتخطى السرة إذا علا، لتتكلم أخيرا زوجة احميدو :
-" الرجال لا ثقة بهم، ففي بلدتنا تزوج شيخ عمره سبعين سنة بفتاة في ربيعها الخامس و الثلاثين...لم يكن قد مر على وفاة زوجته خمسة أشهر...لقد أصبحت ضحكته تسمع من بعيد...بعدما كان عبوسا...أزال "الرزة " و تشبب..."
و هنا دار بخلد احميدو أمر جعله يضحك بشكل هستيري، لينكشف أمره ...

                                                                                          

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "