الصفحات

17‏/8‏/2016

يوميات " الشكام " ببني زروال

يوميات " الشكام " ببني زروال.

قصة قصيرة بقلم المودن أحمد من بني زروال.

جاء مقدم الدوار يوما إلى حومة " المتهومين " ، بأحد دواوير بني زروال، و اللعاب يتطاير من فمه من شدة الغضب...توجه للسكان بعد صلاة الجمعة قائلا :
" أعباد الله أنا راني هو المقدم ديالكم...إيلا كان ش خبار فالدوار خبروني أنا اللول ، ماشي دخبرو القايد "
ابتسم "علال" و هو يسمع المقدم يتوسل دون أن يعرف " مول الفعلة " ...
أما " الفعلة " فكانت إبلاغ القائد بوجود شخصين أجنبيين قرب عين الدوار ، و قد أثار و جودهما شكوك السكان...ولما اتصل القائد بالمقدم و جد أنه لا يعلم شيئا عن النازلة...
"علال" استطاع زرع زبانيته في الدوار ، فهم يمدونه بكل جديد حتى و إن كان خارج الدوار...فالهاتف النقال يسهل المأمورية في توصله بأخبار الدوار...ولكنه لا يفي بالغرض عندما يتعلق الأمر في إيصال هذه الأخبار للسلطة...فحضوره أمر ضروري عند قيامه بدور "الشكام " ...لكن هذا الحضور ليس ضروريا عند ما يتعلق الأمر بالشكايات المجهولة، حتى يحافظ على سرية العملية، لأنه إذا افتضح أمره فقد يكون ذلك سببا في الإطاحة برؤوس مفسدة و مستفيدة من هذا الوضع الضبابي ...
توصل علال بخبر مفاده أن خصاما عنيفا حدث حول عين الدوار التي أراد أن يجعلها بقرة حلوبا لنفسه...وأنه هناك أناسا يريدون مد عين قديمة جفت بأنيوب من القناة التي تمد بقرته عفوا عينه بالماء...فلم يهدأ له بال ، بل و لم ينم ليلتها...
قام علال باكرا...ركب سيارته وقصد مكتب القائد...فهناك خبر ساخن يجب أن يوصله للقائد قبل أن يسبقه المقدم...لكنه لم يكن محظوظا، فقد ذهب القائد إلى غابة نشب بها حريق بالجبل...
انتظر طويلا دون جدوى...أحس أن خبره بدأ يبرد و لم يعد له بريقه...و لكنه قرر أن يقطع الطريق على الراغبين في الإستفادة من صبيب العين القريبة منهم...فاختار بعناية تامة أشخاصا معينين و معنيين بأمر هذه العين ليقنعهم بأن هذه العملية ستؤدي إلى النبش في القناة الموصلة للماء الوفير على عدة مستويات، مما سيؤدي إلى فوضى و غضب السكان الذين قد يمتنعون عن اعطاء أصواتهم لحزب معلوم...
اقتنع المسؤولون بهذا الطرح ليحرموا حوالي خمسين أسرة من الماء الصالح للشرب!!!
فرح علال بنجاح خطته، فرجع لسيارته ليستريح في انتظار القائد...فتح مذياع السيارة ليصادف كلاما نزل عليه كالصاعقة " ايها المستمعون الكرام يقول رسول الله (ص) : لا يومن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " فاتقوا الله و اهجروا النميمة والغيبة و الإساءة إلى إخوانكم المسلمين، فلا تلبسوا الحق بالباطل، و تذكروا يوما لن ينفعكم لا مال ولا جاه و لا سلطة..."
أقفل علال المذياع ، ثم تساءل مع نفسه : لماذا أنا هنا؟ فهل أرضي الله أم أرضي
القائد؟...
ندم علال بعدما وبخه ضميره ، فأقسم بأغلظ الأيمان أن يتوب ويخدم بلدته بتفان وجد، و أن يدع طريق الشيطان...
انطلق بسيارته نحو الدوار، وكل أمله أن يصدق الناس توبته ...قصد حائط "الجامع " فلم يجد سوى مجموعة من "الشياطين" الصغار، صنعهم بنفسه...هرولوا عنده فرحين و هم يبشرونه بأنهم استطاعوا تقسيم المدشر الى فئتين : مصوتون لحزب "القالب" ، و مصوتون لحزب " الفجلة"...


ملحوظة:
القصة لا تقصد شخصا أو جماعة أو دوارا بعينه، بل هي رصد لحالة مرضية  شاذة يجب معالجتها واجتثاثها من بني زروال...
 
 
                               

هناك 12 تعليقًا:

  1. غير معرف18/8/16

    Abdo Marnissi
    هذه الغريزة الشنعاء ألقت بمجموعة من الأبرياء وراء القضبان وخصوصا في السنوات الأخيرة بفعل كثرت المخبرين وحترافة الدرك بمنطقة بني زروال بتلفيق التهم لمزارعي القنب الهندي

    ردحذف
  2. غير معرف18/8/16

    Fadel Daoud
    وما اكثر الشكامة في زمن قلة ما يدار

    ردحذف
  3. غير معرف18/8/16

    Mounir Chakir
    نحن أمة أعزنا الله بالإسلام. فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله .( عمر بن الخطاب ) ..

    ردحذف
  4. غير معرف18/8/16

    Mfadal El Atifi
    لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

    ردحذف
  5. غير معرف18/8/16

    Jawad Er-rahouti
    قصة رائعة جدا تعكس الواقع اليومي لاهل الجبل و الكل القرى عموما،. تحياتي استاذي

    ردحذف
  6. غير معرف18/8/16

    Mohamed Rkhissi
    تحياتي الأخ المودن ... مؤكد قصتك هذه ستذكر الكثيرين بأحداث مشابهة ولو في بعض الجزئيات ..
    وعبد ربه منهم .. ذلك وأنا في بداية الثمانينيات من القرن الماضي حللت بقريتي بمناسبة العطلة الصيفية .. لنا ملحقة بالدار تطل على موقف للسيارات التي تتواجد بمناسبة العطلة ...
    منتصف الليل لاحظت سوءا هناك يضئ قليلا ثم ينطفئ .. تسللت بالقرب منه وجدت المقدم - رحمه الله- يأخذ رقم سيارة دخلت الدوار تلك الليلة ... ولأنه لم يكن يتقن قراءة أرقام المائة والألف ... كان مضطرا لنقل رقم لوحة السيارة رقما رقما ما دفعه لايضاء واطفاء المصباح أكثر من مرة ...
    وفي الغد الذي يصادف سوق الخميس وأنا أستعد للتوجه إلى سوق الخميس بكيسان تقدم مني المقدم وقدم لي ظرفا طالبا مني إيصاله لقائد تفرانت وبتلقائية قلت له: واش فيها الاسم ديالي والاخبار بأنني دخلت للدوار أمس ... أخذت منه الرسالة وهو يقول ضاحكا :سير الله ايمسخ مكتفوتك حتى حاجة ...
    من يومها ولأنه كان من أصحاب الشحمة في الشاقور سيحكي لي أنهم مطالبون بإعداد تقارير دورية وبمناسبة العطل وخاصة ما تعلق منها بالطلبة والموظفين الذين يحضرون بمناسبة العطل .. أما ما يتعلق بنساء ورجال التعليم فكانت تعطى لهم نماذج للتقرير يكتفون بنقلها واضافة اسم المعني خاصة من هم واضحون في انتماءاتهم السياسية والنقابية ...
    وطال الزمن وعدت مديرا لكيسان بداية القرن الحالي .. وسمعت من شيخ هذه المرة هذا لم يعد العمل به .. بالفعل من قبل كان ذلك أما اليوم فإننا نكتب الحقيقة .. يومها كان باشا غفساي : السيد النحوي.

    ردحذف
  7. غير معرف18/8/16

    Hassan Charafi
    كان واحد الشكام من الخونة في ايام سنة الاستقلال اصبح معلق مجيف من طرف جيش التحرير ف الدردرة في بداية حدود البلدية الان وكان اليوم الاحد السوق(كانت مشهورة ) اخذه الفرنسيون ودفنوه

    ردحذف
  8. غير معرف18/8/16

    Mahjoub Rouhi
    هدا حال المغاربة مند القديم مند ايام الكلاوي مرورا بالبصري الدي ترك بصماته بصورة واضحة وهدا لا يقتصر على بني زروال بل كل انحاء المغرب حتى ان هناك من يشكم من اجل لا شيئ اصبح الشكام لدينا غريزة

    ردحذف
  9. غير معرف18/8/16

    حميد الگرضى
    إيصال الأخبار بأدق تفاصيلها وبسرعة قياسية إلى السلطة المحلية هي مهنة المقدمين والشيوخ وهي شرط أساسي لبقائهم في مناصبهم .وفي حالة ما إذا امتنعوا أو أحسوا بتأنيب الضمير يكون مصيرهم الطرد . يتم التخلص منهم متى انتهت صلاحيتهم دون مراعاة ظروفهم الإجتماعية والإنسانية

    ردحذف
  10. غير معرف18/8/16

    Mohammed Bousraraf
    صباحكم سعيد سي المودن. صراع الخير والشر ، وكذا تجسيد مقولة : " من حفر حفرة فليتجنب تعميقها ، فقد يكون من أولي ضحاياها" ، إلى جانب الصراع حول البقاء ، أو أنا وبعدي الطوفان.
    جميل سي أحمد .

    ردحذف
  11. غير معرف18/8/16

    Abdelouahab Nfissi
    اصبح معضم المواطنين مدجنين من طرف المخزن...فاصبحوا مخبرين ،بل يتباهون في ايصال الخبر لمن يهمهم الامر اكثر من الشيخ والمقدم...وبالمجان...فقط ينالون استحسان من يهمهم الامر...مع كامل الاسف...

    ردحذف
  12. غير معرف18/8/16

    Madridi Htalmout Alabyad
    قصة حقيقية

    ردحذف

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "