خطبة الوزارة بمسجد الدوار.
بقلم المودن أحمد
فقيهنا اليوم ليس بأفضل حال، يبدو مضطربا منذ صعد فوق المنبر ...وما تبقى له من صبر سييقضي عليه "الطويل "...هذا الشاب الذي لم يحلو له ضبط صوت مكبر الصوت إلا حينما صعد اﻹمام فوق المنبر...
اختلطت اﻷصوات بمكبر الصوت ثم أصدر ضجيجا عبارة عن صفير ...سيووووو....سيييييوووووو
طال انتظار الخطيب لكن العطب لم يتم إصلاحه، فغضب الفقيه وحكم ببطلان صلاة " الطويل " نتيجة لغوه...
كانت صدمة "الطويل " كبيرة أمام هذا الحكم العلني القاسي وهو الذي حاول فقط ايصال صوت الخطيب لمسجد النساء...
"مدير خير ميطرا باس " قد يكون هذا ما دار بخلد "الطويل " وهو يستوي بمكانه ليتابع الخطبة رغم أنه لن ينال نصيبها مصداقا لفتوى الفقيه...
نظر الخطيب إلى سكان الدوار كأنه يكتشفهم لأول مرة، وهو الذي اعتاد على الصلاة بعشرة أفراد على أكثر تقدير خلال الصلوات الخمس...ثم حمد الله و شكره وصلى على النبي المصطفى لينتقل بعينيه إلى الورقة...
لأول مرة لاحظ التجاني اضطرابا واضحا على محيا الخطيب بل وأخطاء لغوية و إملائية جعلت العرق يتصبب على جبين فقيه الدوار...يقرأ دون شرح ولا تفسير كما كانت عادته من قبل، بل و يبحث عن مكان توقفه إن كتب له أن يرفع رأسه...ويتلعثم و هو يخطأ في شكل الكلمات التي كان محورها "الوالي والولاية و البيعة..."...
رفع رأسه مرة فلاحظ أن أغلب الناس يغطون في نوم عميق، فضرب بعصاه على المنبر حتى كاد التجاني أن يبطل وضوءه...
في حين استفاق من لم يكن نومه عميقا...واستمر المنهوكة أجسادهم ب"تمرة" في سباتهم...
الغريب في اﻷمر أنهم يستفيقون جميعا عند دعاء الخطيب فيرددون " آمين " في موضعها و غير موضعها...بل قد يرددونها في بداية الدعاء...
تساءل التجاني مع نفسه :" لو أن هذا الخطيب دعا على هؤلاء بالسخط لقالوا " آمين " ...هذا أمر مؤكد..."
انتهت الخطبة و أقيمت الصلاة و في ركعتها اﻷخيرة وسوس الشيطان في أذن التجاني :" هل استنجيت بعد خروجك من خلوتك بالكيف أم اكتفيت بمسح مؤخرتك بأوراق الكيف؟! "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "