الصفحات

30‏/8‏/2017

حزن العيد

حزن العيد
بقلم المودن أحمد
كان وجهه أصفرا و شاحبا...لم أراه بذاك الحزن من قبل...سألته ذاك السؤال الذي يطرحه كل أهل الحي هذه اﻷيام :
- أمندرا شريتي شي عيد ولا مزال؟
صعقني بجوابه الذي جمد فرحتي بخروفي الذي اشتريته قبل ساعات:
- أنا ممعيدش هاد العام...
فهمت بسرعة سبب هذا الجواب...و بلعت ريقي محاولا إيهامه أني لا أعرف سبب مقاطعته للعيد...وردت عليه :
- ياك ما الميزانية ناقصة شويا ؟
يجيب بغصاصة :
- المزانية مفنية نهائيا...
هنا اقترب مني ابنه ذي السبع سنوات وقال لي بغبطة :
- جاء العيد يا خالي أحمد...أبي سيشتري لنا خروفا كبيرا غدا...
بسرعة تذكرت فرحة بنتي و هي تصرخ " بابا شرا الحولي ...بابا شرا الحولي...ويييي...حنا شرينا الحولي..."
طافت بمخيلتي صورها مع الخروف و " جيماتها"...فمسحت على رأس الطفل بلطف و أكدت له قوله :
- نعم غدا سيشتري أبوك خروفا إنشاء الله...
كان اﻷب يتابع حديثي مع ابنه و شحابته تكبر...بل مال لون وجهه إلى السواد، ثم علق قائلا :
- غي على هاد الدراري والصافي،أما كوكان جات عليا أنا والله لا عيدت...
خرجت من عند هذا الشخص و أنا أحاول الربط بين ما قرأته عن كون اﻷضحية سنة وليست فرض...وبين طفل يريد أن يرى خروفا بمنزلهم كما هو الحال عند عشرات الجيران!!!
أصبح كل همي بعدها هو أن يتحقق حلم الطفل...نعم يجب أن يأخذ هذا الطفل صورة مع الخروف ويضع علامة جيم كما فعلتها بنتي...
مسحت دمعة شوشت الرؤيا بعيناي...وانطلقت...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "