الصفحات

5‏/2‏/2018

انتحار تعليم متعاقد



قصة قصيرة بقلم المودن أحمد


حمل ألبوم صوره فاستوقفته صورة له وهو ابن السابعة...بوط بلاستيكي أسود وجلباب صوفي أبيض ومحفظة بلاستيكية كتبت عليها " فرتيما "...
يمرر الصور بسرعة....صورة لشهادة الباكالوريا ...وأخرى للإجازة والتي يرجع تاريخها الى تسعينات القرن الماضي...
أغلق ألبوم الصور وابتسم وهو يلتفت إلى رسالة نصية على شاشة هاتفه، من حبيبته وزميلته بالمدرسة اﻹبتدائية التي عين بها، كمعلم متعاقد، بإحدى القرى النائية...كانت الرسالة تقول : " ...السنين تزاحمنا...يجب أن تزورنا صحبة أهلك خلال عطلة الصيف قصد خطبتي...فقد سمعت أنهم سيعطوننا " الرابيل " قريبا...كما أنني قرأت خبرا طبيا مزعجا مفاده أن حصول الحمل عند الفتاة بعد الأربعين يصبح ضئيلا...هههه...أسرع يا حبيبي لنفوز ولو بطفل واحد......"
ابتسم الأستاذ بوشتى وهو يلقي بالهاتف بجانب السرير، مستعدا لقيلولة يبدأ بها عطلة اﻷسدس اﻷول من السنة الدراسية...
غط في نومه العميق...
فجأة سمع دقا على الباب ونداء باسمه متبوعا ب " بوسطا " ...فتح الباب فإذا بساعي البريد يطلب منه اﻹمضاء مقابل توصله برسالة مضمونة...شكره وأغلق الباب خلفه...
كانت أطرافه تهتز وهو يفتح الرسالة ليفاجئ بما يلي :
" اعذار بفسخ عقدة....وذلك للأسباب التالية ....سوء معاملتك للتلاميذ وضعف أدائك المهني...اخراجك للتلاميذ من القسم...لجوؤك لأساليب الشتم..."
نظر إلى عمود خشبي يتوسط المنزل الطيني وقد علق به حبل كان يستعمل في " نخض " الحليب ...مسح دمعة باردة سالت على خده، ونفذ جريمته في حق نفسه...
بعد يوم ظهر خبر بلون أسود قاتم بأولى صفحات إحدى الجرائد المتخصصة في أخبار الفضائح يقول :
" انتحار تعليم متعاقد "
وفي اليوم الموالي اعتذرت الجريدة لقرائها بسبب سقوط كلمة " رجل " من عنوان خبر أمس...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "