الصفحات

1‏/2‏/2018

احميذو و الشيطان

قصة قصيرة بقلم المودن أحمد


لبس جلبابه وقصد قيسارية وسط مدينة فاس راغبا في تغيير شاشة هاتفه التي تشققت،لكن رغم ذلك فهي تعمل بشكل جيد...
كان منظره يغري، والدليل أسئلة الواقفين بباب القيسارية ...يسأله أحدهم:
- شي تلفون للبيع الشريف؟
ثم آخر :
- ها واحد تليفون ماركة مزيانة خذوا مني....
فيرد عليهم ببساطة :
- ألا ...مكنبيع ، مكنشري...
فيرد أحدهم متهكما :
- كتزور مولاي ادريس ياك؟!
فيتبادلون الضحكات في حين يستمر احميذو في توغله داخل القيسارية ...تثير انتباهه لوحة فوق باب محل كتب عليها" إصلاح الهاتف النقال والكمبيوتر..."
سمى الله ومد هاتفه لصاحب المحل راغبا في تغيير " طاكتيله "
استمرت العملية ساعتين دون جدوى فكان الجواب:
- لقد ضيعت وقتي كان عليك أن تقول لي أن هذا الهاتف صيني الصنع...لم يصلح له أي نوع من الطاكتيلات...
فرد عليه احميذو ببراءة :
- إذا كنت أنت " المعلم " لم تتمكن من معرفة صانعه فكيف أعرفه أنا؟!
تغيرت لهجة التقني وأصبحت أقرب إلى السب...
حافظ احميدو على هدوئه إلى أن مسك بهاتفه...مرر بأصبعه على شاشته فتفاجئ بأن الطاكتيل لا يعمل فتوجه إلى التقني :
- ملي عطيتاك التيليفون كان خدام الشريف ...ودبا كيتبانلي مخدامش...
هنا يخرج المعلم ما في جعبته من خبث ويرد بوقاحة :
- شوف شي طوبيس دايز وديرو لو مع الروايد يدوز فيه...ملي ولاو العروبية كيديرو التليفونات ...
انصرف احميذو حزينا بسبب ضياع نقوده...فهو لم يشتري هذا الهاتف سوى يوم أمس...
عند وصوله إلى المنزل كان أول شيء قام به هو فتح الهاتف ليكتشف المفاجئة ...فقد وضع التقني- الشيطان لصقة تفصل بين أماكن الربط حتى لا يعمل أي " طاكتيل " يتم تركيبه لاحقا...
ولحسن الحظ أن تلك " الكولة" لم تكن قد يبست بعد...فأزالها احميذو بحذر ثم ربط الطاكتيل ليعمل الهاتف
كما كان في السابق...
ولأن احميذو جبلي عنيد فقد عاد مسرعا عند " التقني - الشيطان " ثم خاطبه :
-" انظر ...إنه يعمل ...لذا أنصحك بأن تستعمل شيئا أخطر من الكولة ...لعنة الله عليك...تفو عليك وقبح الله سعيك.
أتدرون ....لم يرد " المعلم " خوفا من الشوهة ...وبلع ريقه...في حين تدخل بعض الزبائن لإبعاد احميذو عن المحل...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "