قصة قصيرة بقلم المودن أحمد
تسلق الفقيه السي عبسلام بصعوبة سلالم المنبر ...داهمته نوبة سعال حاد ...أذن المؤذنون الثلاثة...ثم وقف بصعوبة ونظر إلى وجوه المصلين وكأنه يكتشف وجودهم لأول مرة ...
كان لون وجوه الناس يميل إلى الزرقة وكأنهم ينتظرون عزرائيل...مندسون في بعضهم البعض ومحتمين بجلابيبهم الصوفية...
سمى الله...حمده وشكره ثم قال :
- عباد الله هذه خطبة من وزارة الصحة ...لقد تبين للفلاسفة القدماء أن الصحة تاج فوق رؤوس اﻷصحاء لا يراها سوى المرضى...واليوم تأكدت وزارة الصحة من خلال أجهزتها المختصة من صدق هذه الفرضية وقررت القيام بحملة وطنية ضد مرض الزكام والسعال الذي أصاب المغاربة على إثر تعويم الدرهم في جو بارد...وستنظم الحملة تحت شعار " الصحة تاج فوق رؤوس أطباء القطاع الخاص ، لا يراه إلا المرضى الفقراء الذين يؤدون 250 درهم مقابل الفحص اﻷولي " ...وسيتم توزيع مجموعة من التحاميل عليكم عند زيارة القوافل الطبية ...كما توصيكم الوزارة بالضحك والتفاؤل ومن لم يستطع فليبتسم وذلك أضعف اﻹيمان...
.....أقم الصلاة....
تنتهي الصلاة ...يتسلل احميذو الى بيت الفقيه ويسأله ببراءة :
- كدايرين هاد التحاميل اللي غدي يعطيونا نعام السي؟ ياكما غدي يحملونا ؟!ههههه
يبتسم الفقيه بصعوبة ويردد ببشاشة :
- التحاميل هوما القوالب حشاك أحميذو...
يطلق احميذو العنان لضحكته المثيرة ويعقب:
- فوقاش غدي يقيو قيد من هاد القوالب معانا .. هاد الشي راه صباح عليه الحال نعام السي....
..................
- بالنسبة لمن لا يعرف معنى "فوقاش يقيو قيد " فمعناها هو " متى سينتهون ".
لقراءة التعاليق بخصوص هذا النص المرجو الضغط : هنا
- بالنسبة لمن لا يعرف معنى "فوقاش يقيو قيد " فمعناها هو " متى سينتهون ".
لقراءة التعاليق بخصوص هذا النص المرجو الضغط : هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "