22‏/3‏/2016

مذكرات التجاني الحلقة الثامنة 8

مذكرات التجاني ... الحلقة الثامنة 8 بقلم. أحمد المودن

تذكر التجاني آثار الضرب على وجه أمه ، و تقاذفته احتمالات حياة او موت أخته...ثم غرق في نوم عميق...
...ً.......................ً...........
جاء الصباح...استفاق التجاني على خبر وفاة الطفلة...بكى كبقية اخوانه ...حملها أبوه فوق قطعة فلين مستطيلة الشكل ، واتجه بها صحبة رجلين الى مقبرة سيدي عبد الكريم...
التجاني يخاف كثيرا من سيدي الكريم فقد أخبرته جدته أنه عليه ألا يتبول جهته...وألا يحلف به إن كان كاذبا...هو يتذكر أنها كانت دائما تردد على مسامعه : " سيدي عبدكريم الله يعطينا بركتو أيفلس...أيعمي العينين..."
أهل الدوار يعطون أهمية كبيرة لهذا الولي الصالح، يقسمون به ويطوفون حوله طلبا للغيث...يذبحون عليه الذبائح ...يعلقون على أشجاره ثيابهم البالية ...بل ويجتثون الأشجار حيثما وجدت ما عدا "غابة السيد " فلها هيبة عظيمة...
ترك التجاني المدشر بما فيه وقصد الغابة صحبة اخيه الأكبر ...فهو من اليوم سيصبح راعي الأسرة ...أربعون رأس غنم عليه أن يطوف بها الغابة صباحا، ثم يعيدها الى المنزل زوالا...يتناول الخبز والزيت وما لذ وطاب من القطاني، ثم يسرع صحبة أقرانه الى ضاية يسمونها "أفرط" يسبحون ويمرحون ثم يقسمهم كبيرهم مثنى مثنى...الصغير مع الصغير والكبير مع الكبير...يختبؤون عن بعضهم البعض وراء الأحجار...يتبادلون المواضع...ثم يعود بعدها الجميع الى السباحة لازالة " النجاسة " ...يتكرر هذا طيلة أيام الصيف وبالتراضي...
تمر الأيام على هذا النحو ...الى أن جاء موسم الأعراس...جاءه صديقه علي بخبر يثلج الصدر..." كاين وحد العرس غدا فالمشاع الفوقي ...والشيخات واعرين..." يقول علي وهو يمسح ما تبقى من غبرة الحليب التي كان بعض السكان يتوصلون بها كمساعدة، فقد كان يتناولها كما هي دون ذوبان...
انتظر التجاني الغد بلهفة ليلبس جلبابه ويسير وسط حشد من أبناء حومته قاصدين دار العرس.
"وشالي المعلم شالي" ...هكذا يخاطب أبو العريس المعلم الغياض طالبا منه اعطاء إشارة الإنطلاقة حتي يأتي أهل المدشر جميعا...
وبعد هنيهة يتجمع القوم من كل حدب وصوب...من كتامة ، النقلة، أفوزار، تينزة ، تسوفة ، تورطة، الركيبة....اما أهل الدوار فيأتون نساء ورجالا ، صغارا وكبارا...
تتجمع النساء في جهة والرجال في الجهة المقابلة ...يتحرك الحشد انطلاقا من المسجد في اتجاه منزل العريس...يردد الشباب المحيطون بهذا الأخير نشيدا تعجز الجن عن تفسيره " به مسوفو لهي جلالال...يا عزيز يا ربي..."!!!
يصل القوم الى "دار العرس" يبدأ الجوق في الغناء ...الطقطوقة الجبلية أولا...ثم يغير " المعلم الكوامنجي " الإيقاع ليتيح الفرصة " للشيخات " ليرقصن و يجمعن الغرامة ...أقصى ما كان يعطى للشيخة مائة ريال...
التصقت عيون التجاني بثنايا جسد الشيخات...وليس التجاني وحده بل كل رجال الدوار حتى المسنون منهم ...
بدأ النوم يداعب جفني التجاني ...إلا أن قوما يستمتعون بإيذائه ...يلقون عليه احجارا صغيرة ،يسمونها " طويبة " كان هذا من اختصاص صبيان وشباب حومتي الريف و الدار دالشيخ...
أزعج هذا التصرف التجاني و أصدقاءه ، فغادروا المكان...
يوم غد استفاق أهل الدوار على خبر غريب...لقد اختطف ثلة من شباب المشاع " الشيخات " ...
اثنى عشر شابا يختطفون فتاتين ...ولما انتهى بهم الأمر بمنزل أحدهم ...اتفقوا على ان يجعلوهن " وسادات" تحت رؤوسهم في انتظار حلول النهار والنظر في كيفية اقتسام الغنيمة...

وللقصة بقية انشاء الله
مع تحيات صديقكم : أحمد المودن من ودكة ببني زروال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "