25‏/4‏/2016

مستشفى غفساي أو قنطرة العبور نحو مقابر فاس

مستشفى غفساي أو قنطرة العبور نحو مقابر فاس

بقلم المودن أحمد من ودكة غفساي بتاونات.

كان التجاني يقضي عطلته السنوية بجبل ودكة كعادته كل سنة، و إذا بمناد ينادي في مكبر صوت المسجد أنه هناك شخص بين الموت و الحياة بالغابة يسبح في دمه...هرع أهل الدوار الى عين المكان و كان ذلك بين العصر و المغرب...نقلوه إلى المدشر ثم اكترى أهله سيارة من نوع مرسديس 207 لتنقل "عمي عبسلام" الى مستشفى غفساي...
قرر التجاني التسلح بآلة تصويره و جهاز التسجيل ثم مرافقة الضحية صحبة عشرة من أبناء المدشر...كان هم السائق همين، الخوف من أن يموت عمي عبسلام بسيارته في الطريق، و تفادي الحفر التي أصبح يحفظ بشكل جيد موقعها و عمقها و طولها وعرضها...
و صلت السيارة قرب مستوصف جماعة ودكة لتتوقف سانحة الفرصة لأحد أبناء عمي عبسلام ليتأكد إن كان بالمستوصف أحد، فعاد و هو يقول : " هذا مختص فقط بالتلقيح و وسائل منع الحمل..."
ارتفعت ظحكات القوم حين قال أحد الرجال: " مخصهمشي نولدو...الفرخين ديالنا قباحين يمكن...هههه"
ثم عم صمت رهيب بعد أن انتبه المرافقون لعدم رضى أبناء الضحية ...
وصل الركب إلى غفساي بعد آذان المغرب...بوابة المستشفى و إسمه يغريان، مما جعل التجاني يتوقع أن الرحلة ستتوقف هنا.
دق أحدهم في الباب ليطل ممرض مستفسرا عن حالة المريض،ثم استطرد قائلا بعد فحصه بأنامله و عينيه:
-"حالته حرجة جدا...كسور عميقة برأسه...الطبيب غير موجود...من اﻷفضل أن يتم نقله إلى المستشفى الجامعي بفاس...كل ما يمكننا أن نفعله هو تمكينكم من سيارة إسعاف...لكن قبل ذلك يجب إخبار الدرك ".
لم يتم إعطاء أي إسعافات أولية للضحية بدعوى عدم و جود الآلات و اﻷدوات و العنصر البشري المناسب...
وجاء الدرك أخيرا...وجهوا أسئلة للضحية فأجاب بكلمات غير مفهومة...
فطلبوا أحد أفراد عائلة "عمي عبسلام" للإجابة عن أسئلتهم...سمع التجاني هنا كلاما أرغمه على محاولة تسجيل الحوار...شك فيه الدركي، فجر إبن الضحية بعيدا الى حدود بريد المغرب المقابل للمستشفى...
عند عودة الولد سأله التجاني عن فحوى الحديث فأجابه : " لقد سألني إن كنت أشك في شخص ما...ثم طلب مني "تدويرة " لكي يكون المحضر في أحلى حلة...فأعطيته 300 درهم هذا كل ما كان بجيبي..."
تحركت سيارة اﻹسعاف أخيرا نحو مدينة فاس حاملة "عمي عبسلام" بجلبابه الملطخ بدمه الذي جف فوق شعره ووجهه...في حين رجع باقي المرافقين الى المدشر.
وفي طريق العودة شرح العربي كيف أن زوجته توفيت وهي تلد بالمستشفى...أما لحسن فكان حزينا وهو يحكي كيف أن أمه أصيبت بشلل نصفي نتيجة صعوبة إيصالها في الوقت المناسب للمستشفى لإسعافها بعد فقدانها للوعي...
كثرت الحكايات...ثم توجه أحدهم بسؤال للتجاني :
-"لماذا لا يهتمون بالصحة في غفساي ياأستاذ؟
فيجيبه:" إنهم لا يعترفون بوجودنا...ولا يعرفوننا سوى في اﻹنتخابات...إننا ننتمي للمغرب الغير النافع...فقد قال وزير الصحة أن كل ما ينقصه بالنسبة لغفساي هو الوعاء العقاري..."
وهنا سأل أحدهم شيخا جالسا بقربه:
-" عمي علي شنو هاد الوعاء العقاري؟"
فأجابه الشيخ :" أنا أولدي أنعرف غ الزيت البلدية و النوار دقرقور..."
فجأة رن هاتف أحدهم ...انه أحد أبناء الضحية يتصل من فاس ...هناك خبر عاجل يقول...
                    
                                                  

هناك 17 تعليقًا:

  1. غير معرف26/4/16

    M.Mohamed Ali

    ما آروعك يا أستاذ المودن. عناوين مهمة أعجبتني في هذا الرسالة ونتمنى أن تصل إلى كل العقول الحية والتي لها انتماء لمنطقة هذا المستشفى الذي تغير بالفعل لمحطة طرقية لا للإستشفاء.
    تحية لكم

    ردحذف
  2. غير معرف26/4/16

    Mfadal El Atifi
    جواب الشيخ يحمل معاني كثيرة
    الزيت يعني المناعة
    نوار اقرقور الطبيعة والدواء. وان كنا بالنسبة لهم مجرد اقرقور

    ردحذف
  3. غير معرف26/4/16

    Badre Tajdine Depuis belle lurette nul n'a osé discuter les souffrances que vivait la population zeroualis. Depuis longtemps même que ns sommes au courant de l'existence d'un modeste hôpital qui souffre des moindres équipements medicaux et paramédicaux. ... !
    Depuis l'enfance que ns entendions nos familles, nos mères nos soeurs quant à leur consultation chez le medecin dudit misérable hôpital ils leur est inscrit un autre billet de consultation ou une évacuation sanitaire à destination fes ou taounate. ....!
    Depuis très peu de temps que le citoyen zerouali si jamais voulait déposer ses pieds à l'hôpital il n'a qu'à se préparer soit pour être insulté soit pour miser afin que les infirmiers ou infirmières lui consacre un peu de temps en lui faisant une injection ou lui octroyant qq médicaments soit disant payés au préalable. ....!
    Bcp de choses à dire là dedans....!
    C'est le moment ou jamais je suppose...si le personnel zerouali voulait changer radicalement de pareils infrastructures.
    C'est le moment ou jamais de demander et de réclamer l'existence d'un centre hospitalier bien équipé....!
    Il est demandé aux responsables à ts les niveaux de faire le possible pour mettre fin à tte amertume si ce n'est au moins alléger les souffrances des démunis et des pauvres....!
    Je vs remercie tres infiniment si Ahmed car tu as évoqué un sujet bcp plus intéressant de par tes écrits. Rares sont ceux qui sont qui voulaient procéder aux changements. ...! Rares sont ceux les intellectuels qui par leurs générosité d'écriture osent dire la vérité ....! Rares sont ceux qui.....veulent du bien pour ce pays !!!
    Bon courage et merci

    ردحذف
  4. الشكر متبادل السي بدر نحن. ملزمون بالتعبير عما يقاسيه أهلنا إنه الواجب الذي يجب أن يقوم به كل غيور على منطقة بني زروال ...و اتمنى أن تسمح لي بنقل تعليقك إلى حيث يمكن أن يقرأه أكبر عدد ممكن.

    ردحذف
  5. غير معرف26/4/16

    Hakima El Ouali
    صحيح لمغرب الغير النافع عند كروش الحرام لكن غدا امام الله سيسالون عما قدمو لهاد المغرب بغيت نعرف واش السيد مات

    ردحذف
  6. غير معرف26/4/16

    Chamali A
    خبر عاجل يقول: ...... أعتقد وبنسبة مئوية كبيرة أن "عمي عبسﻻم" رحمه الله..
    وما أكثر من ماتوا على هذه الشاكلة وهذا السبيل!.

    ردحذف
  7. غير معرف26/4/16

    EL EL Jazouly
    عرفنا الخبر العاجل الأن نحن أبناء المنطقة المنسية لأسف كثير هي تلك. الحاﻻت . شكرا سي أحمد ..

    ردحذف
  8. غير معرف26/4/16

    A. Machehour
    قصة تلخص المشاكل التي يعيشها المواطن الزروالي
    تحياتي استاذ المودن

    ردحذف
  9. غير معرف26/4/16

    Mfadal El Atifi
    يالها من قصة، لقد لخصت اخي احمد كل معاناة ومشاكل منطقة غفساي في. هذه الحلقة في قالب ادبي رائع جدا
    مشكل الصحة، المواصلات، الرشوة..... تستحق منا كل الشكر

    ردحذف
  10. غير معرف26/4/16

    A. Nfissi
    بورك فيك يا اخي احمد... انها قصتنا جميعا مع مستشفى الحسن الثاني بغفساي ...وبدون استثناء...وهذا ما حرك الساكنة مؤخرا كي تنتقم من حضها التعس وقصصها الاليمة مع هذا المستشفى...تحياتي...

    ردحذف
  11. هذا و قد كتبتها بايعاز منكم السي عبد الواحد...فكلمة واحدة من صديق قد تفجر بركان حروف ...فشكرا لك

    ردحذف
  12. غير معرف26/4/16

    A. Nfissi

    شكرا لكم اسي احمد...هكذا يجب ان يكون المثثف العضوي الملتزم...هو الاحتكاك اكثر بهموم الجماهير...تحياتي..

    ردحذف
  13. غير معرف26/4/16

    Abdelilah Tahir
    أحسنت صنعا أيها المبدع ... تحياتي

    ردحذف
  14. غير معرف26/4/16

    Khalat Redouane
    شكرا أستاذي. نعم إنها الحقيقة المرة التي تطارد و تحصد روح كل عزيز لا يقتصر الأمر على المغرب الغير النافع بل كل من لاينتمي الى بباك صاحبي و مماك بوكو لعاقة

    ردحذف
  15. غير معرف26/4/16

    Badre Tajdine

    Pour acceder à cet hôpital mettez vs ds la tête que vs allez faire demi tour vers une autre destination et n'oubliez surtout pas de remplir votre plein si vs êtes motorisés. Ça pourrait prendre encore du temps....!
    Quelle injustice !!!!!
    Une région diamétralement dédaignée....! Si je peux dire oubliée. ...!

    ردحذف
  16. غير معرف26/4/16

    Abdeltif Ettaouil
    تحياتي كل مانعيشه موجود في القصة لنا حكايات مع هذا المستشفى الميت !!!!!!

    ردحذف
  17. غير معرف28/4/16

    Mustapha Jabli
    ....
    ان كانت قصة من صنع الخيال غهو الواقع بعينه وهذا مانعيشه يوميا بثفتي ساءق ييارة اسعاف هنيءا لك على هءا الوصف المحبوك ولو ان الواقع اكبر من هذا بكثير وهناك من كثر لغطه يؤال في البرلمان ومنجزات كثيرة قد تحققت انها والله لشهادة زور

    ردحذف

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "