مذكرات التجاني:" حيلة فاشلة "
بقلم المودن أحمد .
بعد ليلة ممطرة استفاق التجاني على هدوء تام و برد قارس أرغمه على مغادرة فراشه لإفراغ مثانته...كان المنظر غريبا...بياض يغطي اﻷرض و القصدير و اﻷشجار...إنه الثلج و قد زار جبل ودكة بعد غيبة طويلة...استمتع بمنظر مائه الدافئ وهو يذيب الثلج...ثم أخفى شيئه الصغير بسرعة وهرع إلى فراشه من جديد...
فكر جيدا في حيلة لكي لا يذهب إلى المدرسة التي تبعد عن حومته كثييرا...إنه يتابع سنته الثانية ابتدائي بها...و قد مل قطع كل تلك الكيلومترات أربع مرات في اليوم...
ما أن أحس بدفء الفراش حتى نادته اﻷم كعادتها:
- التجاني نوض أولدي غسل وجهك باش تمشي للمدرسة...
رد عليها و هو يتألم :
- أنا مريض أيما ممنمشيشاي...
- شنو أيحرقاك الحبيب ؟!
- بطني أيما أدقطعني بالحريق...
غابت اﻷم بضعة دقائق ثم عادت تحمل قدرا به زيت دافء...ثم خاطبته:
- عري بطنك ندهنها لك بالزيت البلدية سخونة...راها بحال سمية الله...
دهنت له مقدمة بطنه...كان الزيت يزيل اﻷوساخ التي كانت تحيط بسرته...و هو يفكر في ورطته...
سألته اﻷم بحنان :
- أمندرا دبا الحبيب؟ شويا ؟
- وحد الشويوش دبا...
لم يجد جوابا غير هذا فهو لم يكن يتوقع هذا الفعل من أمه التي باغثته قائلة :
- إيوا نوض أولدي فطار باش دمشي للمدرسة، راه مشى الحال عليك...
كان الفطور عبارة عن طبسيل مليئ بأشرود...أعطاه قوة ومناعة ليقاوم البرد القارس ، و على مدى الطريق الرابطة بين الدار و المدرسة كان منظر الثلج الذي غطى كل صغيرة و كبيرة ينسيه الرعد السائد بأمعائه خاصة وأنه يخاف افتضاح أمره عند تواجده بالقسم...
جواد عبيوي
ردحذف������أعطاك الله الصحة السي أحمد متمنياتي لك بالتوفيق والنجاح إن شاء الله في ميدان القصة ولم لا حتى الرواية
Mohammed Bousraraf
ردحذفبعد الانتخابات جاء موضوع نسيان تلك الانتخابات وتناسي الناجحين لوعودهم العرقوبية؛ ثم جاء موضوع الثلج بجبل ودكة .... الروايات مسايرة لظروف وملابسات ووقائع وأحداث الساعة ، وهنا تتجلى أهمية ما يخط الأستاذ المودن . تحياتي.