"مذكرات احميدو" .. سيرة المودن تعتني بحفظ الذاكرة في "منطقة جبالة"
هسبريس - وائل بورشاشن
الأربعاء 14 شتنبر 2022 - 03:00
طبعة جديدة تعيد إلى المكتبات “مذكرات احميدو”، سيرة أحمد المودن الروائية التي توثق جزءا من تراث وتاريخ منطقة “جبالة”.
عن دار مقاربات، صدرت الطبعة الثانية من هذا العملِ المحاولةِ لتوثيق جزء من ذاكرة العيش بمنطقة جبالة، من خلال تجربة ذاتية تلاحظ وتوثق وتؤوِّل.
الكاتب أحمد المودن، قال في تصريح لهسبريس إنه لم يكتب عمله هذا من أجل الجيل الحالي. وزاد موضحا: “أكتب لجيل سيأتي يوما ولن يجد التقاليد الموجودة حاليا، ولن يجد اللهجة الجبلية القحّة التي تندثر مع استمرار حالة التمدن الكبير”.
وأضاف: “ما نكتبه كتراث وتقاليد معيشة، لن تجده أجيال في المستقبل، لذا أكتب لهم موثِّقا؛ ليجدوا سردا مفصلا للتقاليد والعادات الجبلية، لجزء من المنطقة، وسيجدون تاريخا شفهيا مدوَّنا”.
وحول منطلق الاهتمام بتاريخ “جبالة”، ذكر المودن أن الأمر مرتبط بتخصصه الجامعي في التاريخ والجغرافيا، وانتمائه إلى المنطقة. ثم استدرك قائلا: “كان منطلقي البحث عن شيء أكبر، هو من أين أتى الإنسان الجبلي؟ هل موريسكي؟ أم عربي؟ أم ريفي؟ أم أمازيغي؟ عبر البحث في التقاليد وربطها بالمحيط”.
وتابع: “اضطررت إلى الاستعانة بأناس كبار في السن، ومراجع خاصة غير متوفرة في الجامعات، لوضع تاريخ منطقة عاشت أحداثا عظيمة جدا، لم تذكر في المكتوبات، وحاولت الاهتمام بها، من خلال ما رآه البطل احميدو: المسيد (المدرسة القرآنية) والدراسة باللوح، والتوازع (الإسهامات الجماعية) في العقيقة، وتقاليد الأعراس، وطلب المطر بالاستسقاء، وإحياء عيد الأضحى، وطقوس بوجلود (احتفال)…”.
وواصل: “أركز على المشترك بين مختلف قبائل جبالة، فاهتمت السيرة الروائية بالتقاليد، التي رآها البطل، مع مقارنتها بالمحيط القريب في الريف مثلا، بحثا عن التشابه”.
وفسر الكاتب اختيار اسم “احميدو” بطلا لعمله وعنوانا له، بكونه “لقبا واسما في الوقت نفسه، فهو تصغير لاسم أحمد، وفي منطقتنا يستعمل أيضا اسما، وهو الاسم واللقب الوحيد الذي لن تجده إلا في منطقة جبالة بالمغرب؛ فـ(مذكرات احميدو) منذ العنوان تقول للقارئ إنه سيقرأ عن محتوى جبلي، ويختصر هذا اللقب أيضا اسمي أحمد، ففي صغري كنتُ أنادَى احميدو”.
ووضح أحمد المودن أن اختيار “السيرة الروائية” للتوثيق والحكي، ينطلق من كون الاقتصار على “السيرة الذاتية” سيعني “انحصارا في كتابة معيش الكاتب دون زيادة ولا نقصان، مع مسار خطي من الطفولة إلى اللحظة التي كتبت فيها، بينما توجد في السيرة الروائية الذات، ولكن دون الاقتصار عليها، بل يتحدث الكاتب كجزء من كلٍّ، وهو ما يعطي مساحة كبيرة لعنصر الخيال، وتوليف الأحداث كما يريد خاطُّها”، قبل أن يجمل قائلا: “هذا يتيح الإبداع”.
عن جريدة هسبرييس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "