26‏/3‏/2016

مذكرات التجاني. الحلقة العاشرة 10




مذكرات التجاني. الحلقة العاشرة 10. بقلم المودن أحمد.


ينظر التجاني الى أصدقائه فيرى منهم اهتماما بوصفه لهذه الأرض التي اكتشفها قبلهم ...ثم ينظر الى الأعلى ...الشمس في كبد السماء ...إنه موعد العودة الى المنازل لتناول الغذاء ، ثم السباحة في "أفرط" ...يمتطي حمارته، ويهش من فوقها بعصا على غنمه ...قاصدا منزل أهله...
........ً.................
..........
عند عودته يجد جدته بانتظاره ... طاجين سلاوي تفوح منه رائحة بيصارة بزيت زيتون تتساوى مع التجاني في السن...إنها الأكلة المفضلة عند أهل المنطقة ...يتناول وجبته مسرعا...ففي الخارج ينتظره اصدقاءه للقيام بجولة صيد " بالجباد" كما جرت العادة ....
انتشر الأطفال في الغابة ، التجاني لا ينظر في الأرض إلا قليلا ...عيونه على الطيور والأشجار...فجأة رآى هدهدا يدخل ثقبا بشجرة...وهنا تذكر وصية أحد "العارفين" بالدوار..فقد قال له صاحبنا أنه اذا ابتلع تلميذ قلب هدهد حي وهو ينبض، فهو سينجح السنة تلو الأخرى...
اغتنم التجاني فرصة الهدوء السائد بالغابة ثم تسلق الشجرة بحذر...أدخل يده بصعوبة في الثقب ليخرج الهدهد...أخرج سكينا صغيرا من جيبه، ثم شق صدره...نزع قلبه وهو ينبض...ابتلعه...كان دافئا الى درجة أحس به وهو يعبر حنجرته في اتجاه معدته...ثم حمل الهدهد الميت ليحنطه ...فقد قالت له إحدى العجائز أن ريش الهدهد يصلح "لعين الحسود"...
تابع التجاني المسير ليجد نفسه على حافة مجرى مائي يسمونه " الخندق " ...تنفس الصعداء وهو يتذكر قصة غرقه في هذا المكان ذات يوم ...
فقد كان الفصل شتاء...وكان التجاني يرعى الغنم صحبة أمه وعمره لم يتجاوز الخمس سنوات...أمطار غزيرة كانت تهطل...التجاني يلبس سلهاما من البلاستيك شأنه شأن أمه ...الى درجة لا يكاد أحدهما يسمع الآخر...يبتعد رويدا رويدا عن أمه...يثيره حجم المياه التي تجري بالخندق...يقترب أكثر من الماء ...ينزلق...ثم يغرق...يسحبه الصبيب المائي المرتفع معه، صحبة أغصان الأشجار ، و الفلين و الأحجار...
نادى التجاني أمه بأعلى صوته، لكن الأمطار الغزيرة وما تصدره من ضجيج على سلهامها البلاستيكي حال دون سماعها لصراخه...
فجأة التفتت الأم لتجد نفسها وحيدة ...نادت بأعلى صوتها :" التجاني...التجاني..." ...فلم يجبها سوى صدى الصوت ...وخرير المياه الغاضبة...يتبع

وللقصة بقية. . مع تحيات صديقكم المودن أحمد من المشاع،غفساي تاونات

#أحمدالمودن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "