عام اللفت و عام البصل ... بقلم أحمد المودن من و دكة
القليل منكم من سبق له أن سمع بعام اللفت...فقد سمعتم بعام الفيل و عام الجوع...إلا عام اللفت غاب عنكم أمره...
فقد كان لأب التجاني " عرصة " يزرع بها خضرا كل صيف...فماء السقي موجود بكثرة بالدوار ، يتفرق عبر سواقي إسمنتية يستغل سكان الدوار ماءها بنظام " النوبة " فيأكلون و يبيعون مما تجود به أرضهم ...
ذات سنة اشتكى التجاني لأبيه مبديا قلقه من كثرة اللفت الذي يعطى لقاطني داخلية ثانوية اﻹمام الشطيبي...فحدث ما لم يكن بالحسبان، إذ قرر أبو التجاني زرع اللفت بعرصته...فكانت النتيجة أن نجحت فلاحته فأصبح اللفت هو الأكلة الدائمة لأهل التجاني...بل وأغرق اﻷب السوق المحلية باللفت...
انتبه الناس لنجاح هذه الزراعة فعزفوا في السنة القادمة عن غرس الفلفل و الباذنجان...و زرعوا اللفت...وكان كل واحد منهم يعتقد أنه الزارع الوحيد لهذه النبتة آملا أن يربح منه ما ربح أبو التجاني...
ولما جاء موعد بيع المنتوج، أغرق الناس السوق باللفت فبيع بنصف درهم " للربطة ".
أما أبا التجاني فقد غير زراعته خلال تلك السنة ليزرع البصل...و هكذا باعه بالثمن الذي أراده...
فسمى الناس عامهم ذاك بعام اللفت و سمى التجاني و أهله عامهم بعام البصل...
#أحمدالمودن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "