مذكرات التجاني الحلقة الواحدة و السبعون. 71
بقلم أحمد المودن من المشاع غفساي بتاونات.
.... الأيام الأولى لبدوي بالجامعة .....
وصل التجاني و خلوق الى " ظهر المهراز " حيث يوجد منزل بنت العم...ثلاث
بنايات من طابقين محاطة بمساكن عشوائية عبارة عن "براريك " ، وغير بعيد
توجد ثكنة عسكرية...
استقبلت بنت العم و زوجها الضيوف أحسن استقبال، ثم حكى خلوق ما صادفه من مصائب في حين أحس التجاني بالإهانة فخرج قاصدا سطح المنزل...ليفاجئ بمساكن كثيرة و عمارات شاهقةعلى مرآى عينيه، فقال لطفل كان يطوف حوله:
_ " المذينة كبيرة بزاف أخاي، أنا إيلا خرجت بحدي ننتلف..."
فرد عليه الطفل :
" اعطيني ش درهم "
فابتسم التجاني وهو يقول مع نفسه " هاد ولاد المدينة مطورين على صغورهم"...
شاهد التجاني بناية يعتليها " قرمود " فسأل الطفل عنها ليخبره أنها الجامعة،
ففرح لأن منزل العائلة لا يبعد عن المؤسسة الجامعية سوى بأمتار، على الأقل هذا سيسهل من مأموريته...
يوم غد ذهب خلوق و التجاني إلى الجامعة قصد التسجيل...إختار شعبة التاريخ و الجغرافية ...أثار انتباه الوافد الجديد شساعة الجامعة و كثرة الطلاب.
في المساء خرج البدويان صحبة زوج بنت عمهما إلى المدينة الجديدة ، ليكتشف التجاني أن مدينة فاس تحتوي على متناقضات كثيرة...أناس يسكنون بالبراريك و آخرون بالعمارات أو الفيلات!!!
مرت الأيام الأولى طويلة على التجاني الذي كانت أحلامه كلها حول غفساي و الدوار...المدينة رهيبة...أخوه يطلب منه تغيير لكنته الجبلية ب "المدينية "...نعم عليه أن يغير الخاء كافا...فعوض أن يقول " قلتلخ " عليه أن يقول " گلتلك "...وهكذا دواليك!!!
لم يجد التجاني مكانا بالحي الجامعي لظهر المهراز، بل كان حظه تعيسا، إذ كان نصيبه سرير بغرفة بملحقة الحي الجامعي بعين قادوس...
رجع خلوق إلى الدوار ليبقى التجاني وحيدا بمدينة فاس، يتخذ لكل زنقة علامة و يرى في كل شاب لصا...تذكر وصايا أخيه: " إذا نادى عليك أحدهم فلا تستدر وجهك جهته...النقود دائما في الجوارب...غير لهجتك..."
ثم وصايا أبيه: " أقرا مزيان...باش دتوظف...و عندك تتعلم دتكيف الگارو..." و دعاء أمه:" سير أولدي الله يكون منك الزرع و الزريعة "...
أحس بوحدانية قاتلة و كأنه في جزيرة لا يعرف عنها شيئا، ولا عن أهلها...فلا هم يردون السلام كما في الدوار، وإن سألتهم عن مكان قالوا لك " سير شد الطاكسي"!!!
أجمل ما في المدينة نساءها، فهن فاتنات عاريات تلتصق مؤخراتهن عادة به أثناء ركوبه في الحافلة، فيولد عنده ذلك متعة مجانية لا عهد له بها....
وكم كانت مفاجئته كبيرة عندما اكتشف أن أغلب أصدقاءه بغفساي أصبحوا رفاقا له بنفس الشعبة ، فوجد امريزق، أغوثان، المرابط، النميلي...بل أن سعادته كانت أكبر و هو يطأ قاعة الدرس لأول مرة ، خاصة و أنها تتسع لأكثر من أربعمائة طالب..
و إلى حلقة قادمة مع تحيات صديقكم المودن أحمد
استقبلت بنت العم و زوجها الضيوف أحسن استقبال، ثم حكى خلوق ما صادفه من مصائب في حين أحس التجاني بالإهانة فخرج قاصدا سطح المنزل...ليفاجئ بمساكن كثيرة و عمارات شاهقةعلى مرآى عينيه، فقال لطفل كان يطوف حوله:
_ " المذينة كبيرة بزاف أخاي، أنا إيلا خرجت بحدي ننتلف..."
فرد عليه الطفل :
" اعطيني ش درهم "
فابتسم التجاني وهو يقول مع نفسه " هاد ولاد المدينة مطورين على صغورهم"...
شاهد التجاني بناية يعتليها " قرمود " فسأل الطفل عنها ليخبره أنها الجامعة،
ففرح لأن منزل العائلة لا يبعد عن المؤسسة الجامعية سوى بأمتار، على الأقل هذا سيسهل من مأموريته...
يوم غد ذهب خلوق و التجاني إلى الجامعة قصد التسجيل...إختار شعبة التاريخ و الجغرافية ...أثار انتباه الوافد الجديد شساعة الجامعة و كثرة الطلاب.
في المساء خرج البدويان صحبة زوج بنت عمهما إلى المدينة الجديدة ، ليكتشف التجاني أن مدينة فاس تحتوي على متناقضات كثيرة...أناس يسكنون بالبراريك و آخرون بالعمارات أو الفيلات!!!
مرت الأيام الأولى طويلة على التجاني الذي كانت أحلامه كلها حول غفساي و الدوار...المدينة رهيبة...أخوه يطلب منه تغيير لكنته الجبلية ب "المدينية "...نعم عليه أن يغير الخاء كافا...فعوض أن يقول " قلتلخ " عليه أن يقول " گلتلك "...وهكذا دواليك!!!
لم يجد التجاني مكانا بالحي الجامعي لظهر المهراز، بل كان حظه تعيسا، إذ كان نصيبه سرير بغرفة بملحقة الحي الجامعي بعين قادوس...
رجع خلوق إلى الدوار ليبقى التجاني وحيدا بمدينة فاس، يتخذ لكل زنقة علامة و يرى في كل شاب لصا...تذكر وصايا أخيه: " إذا نادى عليك أحدهم فلا تستدر وجهك جهته...النقود دائما في الجوارب...غير لهجتك..."
ثم وصايا أبيه: " أقرا مزيان...باش دتوظف...و عندك تتعلم دتكيف الگارو..." و دعاء أمه:" سير أولدي الله يكون منك الزرع و الزريعة "...
أحس بوحدانية قاتلة و كأنه في جزيرة لا يعرف عنها شيئا، ولا عن أهلها...فلا هم يردون السلام كما في الدوار، وإن سألتهم عن مكان قالوا لك " سير شد الطاكسي"!!!
أجمل ما في المدينة نساءها، فهن فاتنات عاريات تلتصق مؤخراتهن عادة به أثناء ركوبه في الحافلة، فيولد عنده ذلك متعة مجانية لا عهد له بها....
وكم كانت مفاجئته كبيرة عندما اكتشف أن أغلب أصدقاءه بغفساي أصبحوا رفاقا له بنفس الشعبة ، فوجد امريزق، أغوثان، المرابط، النميلي...بل أن سعادته كانت أكبر و هو يطأ قاعة الدرس لأول مرة ، خاصة و أنها تتسع لأكثر من أربعمائة طالب..
و إلى حلقة قادمة مع تحيات صديقكم المودن أحمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "