1‏/4‏/2016

مذكرات التجاني الحلقة الرابعة و السبعون 74 بقلم المودن أحمد

مذكرات التجاني الحلقة الرابعة و السبعون 74 بقلم المودن أحمد

                                    التجاني و المنحة

غضب التجاني من تصرفات و استهزاء صديقه عبد الله، بل و لعنه بشتى أنواع اللعنات بما في ذلك ما يستخدم لطرد الشيطان و سب المغضوب عليهم، ثم تركه و انصرف، في حين كان عبد الله يضحك و يقهقه ساخرا من ردة فعل التجاني و هروبه المثير للإنتباه.
مر التجاني أمام المطعم الجامعي دون أن يثير اهتمامه مجموعة من الطلبة و هم يضربون مفاتيحهم بعضها ببعض طلبا لتذكرة غذاء قد يكون طالب ما قد استغنى عنها، و يريد بالتالي بيعها
أما بالنسبة للتجاني فأول ما يفعله عندما يلج الجامعة ، هو أداء ثمن تذكرة الأكل و الإحتفاظ بها ليكون دائما ضمن ذاك الطابور المنظم و الطويل الذي ينتهي الأمر بالواقف به عند قاعة الأكل الفسيحة بالمطعم الجامعي....ثمن التذكرة لم يكن يتعدى الدرهم و أربعين سنتيما، مع أن الوجبات كانت ممتازة مقارنة بوجبات الداخلية...و الويل كل الويل لو أن أحد الطلبة و جد ذبابة أو ما شابهها بالأكل...يحتج الطلبة حينها بالضرب بأدوات الأكل على الصحون لمدة طويلة في أروع احتجاج حضاري ...
ملأ التجاني معدته بما لذ و طاب من لحم و مرق و فاكهة، فكان يعض على فخض الدجاج و أمنيته أن يكون المعضوض فخض معشوقته...فقد كانت صفعتها قوية، و كلماتها رصاص اخترق قلبه...
خرج من المطعم و قصد محطة الحافلات، أثار انتباهه ناقلات جنود و أمن مرابطين غير بعيد من باب الجامعة...ثم سمع صوت طلبة يهتفون " أواكس ...حمار...مهمته التجسس على الطلبة..." ...كانوا يحيطون بشاب شكوا في أمره على أنه شرطي سري...فقد كان يمنع منعا كليا على رجال الأمن التواجد بالحرم الجامعي...
عاد التجاني إلى ملحقة الحي الجامعي بعين قادوس...نظر إلى صورة معشوقته المرسومة على حائط الغرفة...مد يده ليقطعها ، لكنه تراجع...شيء ما بداخله منعه...فتساءل مع نفسه:
أيحبها؟ أهو مغرم بها ؟....
وضع رأسه على وسادته و استسلم لتفكير عميق...و لم يكن ليراوح مخيلته منظر الحبيبة و هي تقذف الرسالة الممزقة في و جهه...تذكر كيف أنه لا حظ له في الغرام...الحبيبة الأولى لم تقل له يوما كلمة عشق ، أو ربما هي لم تكن تعلم أنه مغرم بها...و حبيبة الجامعة جعلت منه قردا وسط الطلاب...
في حصة المساء التقى بصديق أمازيغي تعرف عليه مؤخرا...كان إسمه " الحو " و هي تصغير لإسم الحسين عند أهل الراشدية ...شاب لطيف يعرف أحياء فاس جيدا...لهذا اقترح عليه التجاني الذهاب معه إلى " باب السمارين " فبها دار يتذكر التجاني لون بابها و ثمن اللحم بها ...عشرة دراهم تغنيه عن كتابة الرسائل و تلقي الإهانات....
اكتشف التجاني أنه يملك مؤهلات كبيرة في تكرار عملية "أكل اللحم " من دون كلل...لذا فهو سيخصص جزءا من منحته الدراسية لساكنات هذه الدار التي أصبح يعرف قاطناتها من حجم صدورهن...
بعد أيام قليلة...حصل التجاني على منحته الدراسية ...ألف و ثلاثمائة و خمسون درهما...إنه يوم تاريخي ....لم يكن التجاني يعرف حتى طريقة عدها...و أول ما خطر بباله ، أبوه، ثم اللصوص...و كيفية صرف هذا المبلغ الكبير...
ركب في الحافلة بعدما و ضع النقود بجواربه...و هنا سيحدث له أمر غريب جدا....
و إلى حلقة قادمة مع تحيات صديقكم أحمد المودن 


                                                    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "