22‏/4‏/2016

قصة التجاني مع بنت مسؤول كبير

مذكرات التجاني : " قصة التجاني مع بنت مسؤول كبير "

بقلم المودن أحمد 

كان التجاني حديث العهد بالزواج فقد اختار زوجته عن اقتناع و حب و عاهد الله ألا يخونها...
لكن حدث أن استدعت إحدى جاراته زوجته " نبيلة " لحفل زفاف بنتها...ثم تمت المناداة على التجاني ليقوم بتصوير الحفل...فهو يملك آلة تصوير متطورة ستجعل الجارة تستغني عن استدعاء مصور الحفلات...
بدأ الحفل الذي كان خاليا من الرجال باستثناء التجاني الذي كان يقوم بين الفنة و الأخرى برقصات صحبة زوجته لإبداء الفرحة لجيرانه بزفاف بنتهم...
و حدث أن كانت هناك امرأة سمينة غريبة عن الحي، تبدو عليها أثار الغنى الى درجة  أغرقت يديها و عنقها في أساوير ذهبية، و بصحبتها بنت جميلة جدا كاسية عارية...
كانت الجارة " رقية " تقدم ضيفتها بافتخار لكل النسوة قائلة :" هذه زوجة المسؤول الفلاني الذي يسير المدينة الفلانية...إنها صديقتي..."
اهتم التجاني بتصوير كل صغيرة و كبيرة، إلى أن فوجئ بأنامل رقيقة تدق على قفاه برفق...ثم تخاطبه ذات الوجه الجميل بصوت عذب :
- " اسمع أنت...أريد أن أرقص معك، هل لديك مانع؟ "
فيتراجع التجاني  الى الوراء و هو يقول :
-" ألا سماحلي منقدرشي، أنا مزوج ، و المرا ديالي مدحبشي"
فطمأنته قائلة :
- " لا تخف، سأتكلم مع زوجتك "
غابت قليلا ثم عادت و معها " نبيلة " زوجة التجاني التي طلبت منه آلة التصوير ثم أمرته بمبارزة الفتاة...
توجهت إبنة المسؤول الكبير إلى الحضور و قالت :
-"لقد أعجبت برقصة هذا الشاب، لذا أريد مبارزته، فعليكن أن تشجعن الأفضل رقصا، مفهوم؟".
زغردت النسوة ، و صفقن، ثم بدأت موسيقى شعبية بإيقاع خفيف...انطلقت الفتاة كالسهم ، في حين و قف التجاني جامدا و هو يتذكر " بلوطته " بالبادية و التي لم ينل منها سوى نظره إليها و هي ترقص...
توجهت الفتاة للتجاني قائلة :" مالك خفتي من مراتك ...هههه"
أحس التجاني بالإهانة فأعطى لساقيه و يديه الفرصة لإمتاع الجمهور برقص سريع يتماشى مع إيقاع الموسيقى...لكن حصل ما لم يكن بالحسبان...فقد " هاجت " الفتاة ، فأطلقت شعرها و فتحت صدفتي فستانها ثم مالت برأسها الى الخلف...فإذا بجبلان يطلان ، و كأنهما جبلي توبقال و تدغين يتعانقان...
نظر التجاني إلى زوجته و كأنه يريد حلا...في حين بدأت النسوة يتفوهن بكلمات ساخرة و يتغامزن و يضحكن...
أزال التجاني نظارتيه...لتفادي سقوطهما بسبب العرق المتصبب و كذا لكي لا يرى هذا " الخير " الذي فاض ، و الذي لا عهد له به...ثم استرسل في رقصة سريعة جعلت النسوة ينادين باسمه مشجعات و مقتنعات بانتصاره...
فجأة سمع الجميع صوت اصطدام عنيف بالخارج...خرج الصغير و الكبير ليفاجؤوا بزوجة المسؤول تخرج من سيارتها و هي سكرانة بعدما صدمت عمود الكهرباء ليسقط و يغرق الحي في ظلام دامس...
عاد كل فأر لجحره...في حين انصرفت زوجة المسؤول الكبير و بنتها تاركات أهل الحفل يكملونه بالشمع...
وما أن اجتمعت النسوة حول العروس حتى بدأ القيل و القال ، و قد استفتحته أم العروس قائلة :
-" صاحبة السيارة صديقتي، و هي زوجة مسؤول كبير ، يتحكم في مدينة بأكملها، وبالمنزل تتحكم فيه زوجته...بل يغسل لها رجليها.ههههه"
فتنفجر النسوة ضحكا ، لتستفسر إحداهن :
-" و كيف كتديرلوأمي رقية ؟ أنا بعد راجلي بحال الشبة العاصية، ولكن كلها و زهرو... "
ثم تقاطعها أم العروس :
-" أودي شمن زهر ، راه مكينشي ش فقيه اللي مكتعرفوشي...فلوس الرشاوي داوهم الفقها و الشراب...هههه"
وهنا توجه التجاني إلى زوجته :
" إيوا يالله بحالنا و لا خصك تعرفي العنوان دالفقيه؟ "
فتبادلا الابتسامة وودعا أهل الحفل...لتبدأ محاكمة التجاني على رقصاته و نظراته ...ليقول لزوجته مهددا:
-" و الله و مسكتني من الصداع حتى نعطيك بشي صاني".

و إلى حلقة قادمة مع تحيات صديقكم المودن أحمد من المشاع بتاونات.
ملحوظة: أصاني في اللهجة الجبلية يعني صفعة على الخد و يقال أيضا طرشة و تصرفيقة و تمرميقة او اطاريش...
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "