23‏/5‏/2016

مذكرات التجاني الحلقة 17 " محاولة اغتصاب فاشلة "

مذكرات التجاني الحلقة: 17

بقلم أحمد المودن من غفساي، بني زروال، تاونات

" محاولة اغتصاب فاشلة "


مر العيد ...ونشر " القديد" ...و انتهت معه العطلة الصيفية ، ليرجع التجاني الى غفساي...
مزيج من الأحاسيس المتشابكة...حزن لمغادرة الدوار، وفرحة لملاقاة اصدقاء الدراسة ...
جمع التجاني ملابسه في كيس بلاستيكي...وكيس آخر ملأته أمه بالتين والگرگاع...ودع جدته و أسرته الصغيرة ...دموع باردة تجري على خده...ارتمى فوق البغلة وانطلق صحبة أبيه قاصدين سوق أحد بني زروال...وتتكرر حكاية الدرهم ...لكن هذه المرة لن يلتحق مباشرة بالداخلية ، بل سيحل ضيفا لمدة أسبوع عند أحد أفراد عائلته الذي يقطن بحي الجردة ، غير بعيد عن المقابر...أهم ما أثار انتباهه طيلة الأسبوع هو بياض رجلي إحدى بناته...تلتصق عيناه بفخض الفتاة العشرينية العاري...لقد أحس التجاني بدم الذكورة يسري في عروقه...في حين تعتقد الفتاة و أهلها أن هذا اللأخير لازال صغيرا...
مر أسبوعه الأول ليلتحق بداخلية غفساي...أول شيئ تغير هو قدوم حارس عام جديد...إسمه المكاوي ...رجل طيب وابن بلد...قيل انه من نواحي الرتبة...ثم جديد آخر تمثل في حلول إبن دواره " حفيظ "بالداخلية...مما أعطاه نفسا جديدا ليفرض ذاته بين التلاميذ... حفيظ هذا لم يستأنس بجو الداخلية ، فطلب من التجاني طلب رخصة الخروج ليتسنى لهما زيارة الدوار نهاية الأسبوع.
وفعلا كان لهما ما أرادا...فما أن جاء يوم الجمعة حتى سجلا نفسهما من بين المغادرين...على ان يذهبا الى مسقط رأسيهما زوال السبت...
وفعلا قصدا الدوار راجلين ، مرورا بالقلايع ثم أفوزار ثم العزايب...ثم وصلا الى غابة ودكة ...

غابت الشمس ...ثم حل الظلام ...وريدا رويدا بدأ الخوف يتسلل إليهما...كان كل واحد منهما يشجع الآخر...الذئاب تعوي...ثم سرب من الخنازير يمر سريعا قاطعا الطريق عرضا...الى أن وصلا الى منتصف الغابة ...سمعا نباح كلاب...ثم ضوء خافت ينبعث من نافذة منزل...تأكدا أنهما وصلا إلى " الدار دزينون" ...منزل منفرد وسط الغابة يملكه شخص أبكم...يزيل الجن ويضرب الخط...وفيه منافع أخرى كما يروي سكان المنطقة...
اطمئن التجاني و رفيقه حفيظ و جلسا بعيدا عن ذاك المنزل مستأنسين بنباح الكلاب وهما يخططان لطلب الضيافة من عمي زينون ...إلا أن حفيظ الذي يكبرالتجاني بسنوات كان له رأي آخر...فقد اقترح على التجاني ممارسة اللواط بالتناوب !!!
فوجئ التجاني بالطلب، فرفض فورا...حاول حفيظ ان يقنع التجاني بشتى الطرق السلمية...إلا أن الأخير تمسك برفضه...

لاحظ التجاني أن غريمه عازم على الوصول الى هدفه بأي ثمن...فكر قليلا ثم صرخ بقوة:" عمي زينون...عمي زينون...أأأأأعمي زينون..."
وما أن انتهى من نطق الثالثة حتى صفعه حفيظ صفعة جعلته يرى الشمس ساطعة في العاشرة ليلا، وعندها خرج رجل يحمل " لمبة " و هو ينادي:" شكون هداك تم ألولاد ؟ "
أسرع التجاني صوب المنادي ، ثم تبعه حفيظ...قدما نفسهما لحارس الدار فقبل ضيافتهما، ليبيتا الليلة هناك في أمان.

غدا كان يوم الأحد...اذن عليهما الرجوع الى غفساي دون التمكن من زيارة الأهل...

وللقصة بقية انشاء الله
مع تحيات صديقكم : احمد المودن من ودكة ببني زروال


                                                                                

هناك 4 تعليقات:

  1. غير معرف26/5/16

    Nordin Nordin
    مع الاسف استاذي ،لا زال الحال على حاله رغم التطور البسيط في وساءل النقل .المعانات نفسها وربما اكثر .

    ردحذف
  2. غير معرف26/5/16

    Mohammed Bousraraf
    عظيم سي المودن.

    ردحذف
  3. غير معرف26/5/16

    Mohamed Serghini
    مغامرات وحكايات الازمنة الغابرة ياسي أحمد وكلها وقائع كانت في تلك الوقت عبارة عن الوصول الى المبتغى بشتى الوسائل وان حتمت ٱستعمال القوة وتبقى في الاخير اعمال الطفولة الا ان اللبيب كان بعرف كيف يفك ويخرج من الورطة بدون الوقوع في ما لايحمد عقباه كالتيجاني.

    ردحذف
  4. غير معرف26/5/16

    Ab Do Abdo
    يالها من مغامرات فريدة من نوعها تبين مدى شجاعة التجاني بصفة خاصة وتلاميذ الدواوير بصفة عامة

    ردحذف

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "