يوميات فقيه الدوار
قصة قصيرة بقلم المودن أحمد من المشاع بغفساي
السي عبد السلام فقيه شاب...يحفظ القرآن عن ظهر قلب و يعمل إماما، مؤذنا و خطيبا بمسجد الدوار...ورغم التحاقه بهذا المسجد منذ أشهر فقط، فقد تمكن من التعرف و التعارف مع أهل الدوار بسهولة، مما سهل تعرفه على همومهم ومشاكلهم...
ككل ليلة خميس يختار السي عبد السلام مواضيع خطبة الجمعة بعناية...لكن هذه الليلة حدث أمر فرض عليه تغيير موضوع الخطبة...لقد سمع لغوا و كلاما منحطا و سبا و شتما غير بعيد من المسجد...
يوم غد الجمعة لبس جلبابه و سلهامه وصعد المنبر...
حمد الله و شكره ثم غاص في موضوع الساعة بالدوار...اللسان و زلاته...فكلمة واحدة طيبة قد ترفع المرء درجات...و كلمة خبيثة قد تغضب الله و العباد...
ثم أكد على وجوب محبة الناس لبعضهم البعض و عدم الإساءة للناس جميعا ، واﻹحسان للجار و اليتيم و الفقير و الضعيف و اﻷرملة و المسنين...
ألقى نظرة على الحاضرين ليفاجئ بأن أغلبهم يغط في نوم عميق...ضرب بعصاه على المنبر ليستفيق النائمون...مسحوا عيونهم، و منهم من فتح فمه متفوها ليكسر النوم الذي يداعب جفناه...
عاد الفقيه لينصح الناس بضرورة التحلي بالصبر و التسامح...و ترك الأنانية، و قد كان يقصد هنا الفلاحين الذين يريدون سقي قنبهم الهندي من عين الدوار دون غيرهم، وما فقه قوله سوى القليل منهم...
ختم خطبته بدعاء بالهداية لأهل الدوار ثم أمر بإقامة الصلاة...
صلى الناس و خرج نصفهم بسرعة...و بينما الفقيه يستغفر الله صحبة من بقي بداخل المسجد، سمع لغطا و صراخا بالخارج:
يجب عدم كراء ماء العين...
سنكتري الماء لإسترداد ما صرفناه...
الجمعية ستكتري فائض الماء لتحسين مداخيلها وجلب ماء جديد...
أزل "التيو" من العين...سنشتكيكم للقائد...
أنتم لصوص...انتهازيون...
أنتم خربتم المدشر...أنتم...أنتم...
ثم ارتفعت حدة النقاش لتتشابك اﻷيدي...و يبدأ الشتم و القذف:
أنت حمار...أنت كلب...شفار...منافق...بركاك.......
ابتسم الفقيه وكأنه يطرد الحزن الذي اعتلى محياه، ثم رفع كفيه داعيا : اللهم اهدنا في من هديت، واعفو عنا و ارحمنا ولا تعذبنا بما فعله السفهاء منا...اللهم اهد أهل هذا الدوار و نبههم لعيبهم و لا تجعل المحاكم ملجأهم ولا السجن مقامهم...ولا جهنم مأواهم...ولا القائد مبلغ علمهم...سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين...
انتظر أن يقول معه أحدهم " آمين " فلم ينطق بها أحد...نظر خلفه فوجد المسجد فارعا إلا من المنبر و العصا و شيخ نائم...
جمعة مباركة.
Salah Rabouli
ردحذفاحسنت استاذ احمد قمت بتشخيص واقع الحال
Mfadal El Atifi
ردحذفلقد اصبحت خطبة الجمعة مجرد كلام يتلى مرة في الأسبوع على بعض القوم دون ان يستوعب معناه، هذا في حالة وجود من يتقدم بهذا النوع من الخطابة، اما الباقي لا يحتهدون إطلاقا لتنبيه الناس عما يقترفونه من اعمال وافعال مدانة شرعا
Jbala Hta Lmoute
ردحذفالإستاد أحمد أقدر فيك هذه الروح الإبداعية وكلما قرأت يومية من يوميتك إلا وتخيلت سنوات مضت فتفس المشاكل بالدوار ونفس الأحداث مع فارق بسيط في الشخصيات
عبد الحميد الدويمة
ردحذفلم تعد الخطب تحذير للمصلين بل أضحت تجمعات يتفنن المتلقي والملقي في سماع وسرد ما خط بخطبة تترك على عتبات المصلى لينتشر الناس في شيطنة واقعهم كالمعتاد.
Abdelaziz Elouarti
ردحذفاااااياااه على أيام الزلط والمحبة .ما جاء القنب إلا بالكراهة الله يحفض
Ali Remmah
ردحذفهؤلاء لا تلزمهم خطبة جمعة وإنما قانون صارم يعطي لكل دي حق حقه .
EL Moudden Ahmed
ردحذفأتفق معك مائة بالمائة السي علي...و هي مناسية لأعترف أن السلطة لا تقوم بالدور المنوط بها على أحسن وجه ...و ستجد نفسها متهمة هي الأخرى بالتقصير اذا حدثت جريمة قتل لا قدر الله...خاصة و ان ما رأيناه بأعيننا يجعل كل شيء ممكننا في رمشة عين ...اللهم اني قد بلغت.
Abdelaziz Elouarti
ردحذفألا يوجد كبير في هذا الدوار.يرجعون إليه في مثل هذه النزاعات! ؟
EL Moudden Ahmed
ردحذفللأسف الكبار لم يعودوا يخرجون من منازلهم حتى لاداء الصلاة بالمسجد، كما أن شباب اليوم لم يعد يحترم من هو أكبر منه سنا...الكل يدعي أنه يفقه في كل شيء...للأسف ...و لهذا عبر الكاتب في اخر القصة عن الأمر قائلا: "نظر خلفه فوجد المسجد فارعا إلا من المنبر و العصا و شيخ نائم..."
Abdelaziz Elouarti
ردحذفأوهل تلاشت ايام الشيخ والمقدم في حكم هذا المجال.ام ينتظرون آخر الشهر لصرف رواتبهم. أم هم فاسدون. ..
Abdelatif Azermai
ردحذفاللهم تقبل نصيحتك ونصيحة الناصحين الى الخير
Mohammed Bousraraf
ردحذفعادة ما يتظاهر جل المصلين بالخشوع أثناء الإنصات ، وبمجرد الخروج من المسجد ، بعد صلاة الجمعة ، يعود السواد الأعظم منهم لأفعال ولأعمال يوم الخميس .
أردت أن أقول أن أنك تتوفر كل مواصفات الإمامة والقيادة بالمفهوم النبيل الكلمتين .
Fadel Daoud
ردحذفمنذ ان شرعت الدولة في صرف الرواتب على الائمة لم يعد لهم تاثير في نفوس الناس
Settof Laqmus
ردحذفرائع �� الله يعطيك الصحة
في الصميم...
عثمان شيبو
ردحذفهذه هي حالتنا اسي احمد مع بعض الناس هديهم الله الفقيه يتكلم وهو نائم وكأن الامر لايعنيه كانه يجئ الى المسجد ليسجل الحضور فقط الله يهدينا
احبابي لاتلومو الفقهاء فالفقيه قام بدوره وخاطب الناس على قدر مايقع فيهم لاكن لاحياة لمن تنادي
Fatima Riane
ردحذفعطلتك هذه كنت فيهابمثابة الصحفي ذيالعين اليقظة وقد لاحظت ان جميع المشاحنات تدور حول نقطة الماءالتي هي عين الدوارالا انني لم افهم من
هو المستفيد من مداخيل كراء العين؟وهل هذه العين ملك خاص لشخص معين؟
العين ملك لأهل الدوار جميعا، الا أنه هناك بعض الأشخاص يرغبون في السيطرة علي الفائض من الماء لري حقولهم ...كذلك دخلت احدى الجمعيات المحلية لتكتري الماء للسكان لملا صندوقها و استرداد مصاريف القنوات التي تدعي انفاقها...هذا التداخل في المصالح جعل المدشر مقسما الى طوائف...مما سهل المأمورية على الشيطان ...
ردحذفImad Elyoussfi
ردحذفأحسنت موضوع في المتناول
Ab Do Abdo
ردحذفههههه لا حياة لمن تنادي ايها الفقيه . هم لايفهمون الدارجة عساك اللغة العربية .اللي فراسو شي حاجة راها فراسو .
Jawad Er-rahouti
ردحذفرائعة و واقع ملموس و معاش في حياتنا. الجبلية. تحياتي استاذي
Nordin Nordin
ردحذفاو لم يكن القدامى اكبر نوما وجهلا..؟او لم تكن هناك صراعات؟فلماذا هذه الحدة والقصوة رغم ما عرفه مستوى المعيشة من تحسن نسبي؟ تحياتي استاذي .
Adam Amro
ردحذفتحية لك سيد أحمد. و تحية لكل سكان المشاع و الركيبة و النقلة التي درست فيها لمدة 4 سنوات. لا زالت محفورة في ذاكرتي بحلوها و مرها. اناسها طيبون و من طينة السي عبد السلام الزفزوف مدير م م النقلة الذي لا زالت تربطني به علاقة جيدة جدا هو و السي عبد الله اوقسو .تحياتي لكم جميعا
عبدو مغربي
ردحذفشكرا خويا احمد على شجاعتك في كلام شيق
عبد الله القاسمي
ردحذفأسلوب جيد و قصة رائعة . واصل ،المنطقة محتاجة لقلمك . فلا تبخل أرجوك.
Rachid Hilali
ردحذفجمعة مباركة .هذا واقع .بمجرد الخروج من المسجد بعد سماع الخطبة .وقع ما نهى عنه الخطيب !!!
EL Motaki Souad
ردحذفلا يسعنا سوى ان ندعي لشبابنا بالهداية و التخلق بالاخلاق الفاضلة و ان يبعد عنا الافة الدخيلة التي تشكل السبب الرئيسي في ما ا لت اليه المنطقة الان من تدني ، تحياتي
Elmouden Ouadie
ردحذفونقرأ السلام على وضع يدمي القلب ، قالوا لهم فيما كنتم قالوا كنا نختصم حول الماء امام بيت الله قلنا لهم ما انتم بعطشى ولا جوعى ولكنكم فطمت جهلا ولد حسدا وتطاحنا بينكم فمثلكم كمثل الخنزير يلقي فظلاته ثم يأكلها ليس جوعا وانما خسة وتكاسلا، ولا أرى لأمثالكم قلبا تؤثر فيه المواعظ والخطب لأنه لو كان هذا لما كان هذا.... وشكرا للأنامل التي نقلت لنا القصة بطريقة راقية ، وللقلب الذي لا زال يدق غيرة على القرية والمسجد والفقيه.
EL Motaki Souad
ردحذفممتاز اخي احمد ، تكلمت في صميم الواقع المعاش ، فالمنطقة التي كان يضرب بها المثل في تعلم مبادئ الدين الاسلامي و حفظ القران اصبحت الان مرتعا كبيرا للمخدرات انتاجا و تجارة فانحطت الاخلاق و كثر الفساد باشكاله مع انتشار الجريمة بوتيرة متسارعة ، وانا اقول هذا و عندي احصائيات يندى لها الجبين ، فالتنهضوا يا هل بني زروال لنستجمع شتاتنا قبل فوات الاوان ، وحينها لن ينفع شيئا خصوصا وان المنطقة تزخر بكفاءات عالية و تتميز بذكاء اهلها يجب ان يوظف بشكل جيد ، املي كبير ان تعود بني زروال لاوجها انشاء الله ، موفق