8‏/6‏/2016

مذكرات التجاني: ذكريات رمضان " المنقوبين"

مذكرات التجاني: ذكريات رمضان " المنقوبين"

بقلم المودن أحمد

يتذكر التجاني أنه كان صغيرا فأراد أن يفعل ما يفعله الكبار...نعم سيصوم مثل أبيه و أمه وإخوانه الكبار...
طلب من أمه أن توقضه عند السحور، فكان له ما أراد...
كان لصوت الطبل، وهو يوقض النائمين ايقاع خاص...لا يشبه إيقاع الطبل مع الغيضة...إنما هو لحن جنائزي يستعمله أهل الدوار حينما يموت أحدهم...
تناول التجاني " المنقوبين " و نوى الصيام ، شرب كثيرا و مضمض...و نام و هو يكاد يطير من الفرحة ...فغدا سيخبر علي و المفضل أنه من الصائمين...
في الصباح قام باكرا و ذهب ليرعى الغنم...لم يحمل زاده معه كعادته...و ما أن ابتعد عن المنزل حتى خطر بباله أمر مهم ...تساءل مع نفسه:" أيحق لي أن أبتلع اللعاب أم لا؟!"
لم يجد من يجيبه في خلوته...فحكم بما أفتاه عليه منطقه...الماء يفطر...و اللعاب سائل كالماء ...إذن فابتلاعه يفطر ...
قضى نصف يومه يبصق دون أن يسمح لقطرة لعاب بالوصول لمعدته...
أحس بعطش شديد...و غير بعيد منه كان جدول يجري صافيا عذبا ...نظر إليه...فرأى و جهه الشاحب في بركة من بركه الراكدة...
خطر بباله أن يسمي الله و يملأ بطنه فالله غفور رحيم...ولكنه تراجع...فهذا يعني أنه ليس شهما، و سيقلل من قيمته في عين أسرته، بل لن يتمكن من الجلوس معهم على طاولة اﻹفطار...
نظر إلى السماء، الشمس لا تتحرك...في  كل مرة يجدها في مكانها...يبدو أن هذا اليوم لا نهاية له!
عاد بغنمه عند الزوال...كان المنزل فارغا و كأنه مهجور...نظر إلى السماء...الشمس دائما في مكانها...
مر أمام فرن تقليدي...رأى قطعة خبز يابسة...انقض عليها دون و عي منه...و ما أن ابتلع المضغة اﻷولى حتى تذكر أنه كان من الصائمين...
نظر يمينا و يسارا...يبدو المكان هادئا...لا أثر لمخلوق هناك...توجه إلى " الديابة "...كان بها بقايا السحور...فول مدمس بارد التهمه بسرعة و من دون خبز...ثم شرب حتى ارتوى...و خرج...
عند المغرب تظاهر بالجوع والعطش...ليأخذ مكانه قرب المائدة...وما ان اجتمع الصائمون حتى توجهت الأم بسؤال للجالسين:
" معرفت شكون كلا ش منقوبين كانوا  مزالين فالديابة ؟"

                               

هناك 7 تعليقات:

  1. غير معرف8/6/16

    أنيس الخير
    ههههههه هههههههه اوا الشمس مبغات لتحرك اشغيدير قتلتني بالضحك

    ردحذف
  2. غير معرف8/6/16

    Mohammed Bousraraf
    التيجاني رأس الغرايب. افتضح سره مسكين.

    ردحذف
  3. غير معرف8/6/16

    Mfadal El Atifi
    رغبة الأطفال في الصوم حتى يحظون بالجلوس امام المائدة عند الفطور مثلهم مثل باقي الصائمين، لكن التيجاني مسكين صام وفي ذهنه حتى البصق لا يجوز له بلعه وهذا له معنى عميق وكبير في مجتمعنا لبعض المجتهدين والذين يزيدون في العلم فيبالغون في الدين اشد المبالغة و المغالات متناسين ان الدين يسر وليس عسر،فلا تلقوا بانفيكم للتهلكة، رمضان مبارك سعيد وكل رمضان وانتم بالف خير

    ردحذف
  4. غير معرف8/6/16

    خالد التسير
    هههههههه والله ضحكت على الطريفة التي حصلت للتيجاني ويسحب نفسه مطور ولكن يفتضح امره حينما وجدت امه الدايبة دالمنقوبين مكولة ومن غيره سياكلها يمكن شي كلب داز من قدامها واكل منها على غفلة من امر الام مسكين التجاني راس المحاين هههههههه

    ردحذف
  5. غير معرف8/6/16

    عبد الحميد الدويمة
    انها الطفولة التي برع التجاني في تذكيرنا بشغبها

    ردحذف
  6. غير معرف8/6/16

    Mohamed Serghini
    كل مامر منه التجاني ربما مررنا منه جميعا في هذه السن،لان أجمل شيء في الصغار هو التباهي بالصيام لكي تنعم مع البقية بالفياق في السحور لتشاركهم وجبتهم ظنا منك انك ستشمت،عندما ستستيقظ في الصباح.وفي النهار كنا ننعم بالخيرات بعيدا عن اعين أهل البيت ،وذلك بالذهب الى الحكم

    ردحذف
  7. غير معرف8/6/16

    Ali Mokhlesse
    بارك الله فيك يا أخي سي احمد انه ماضي جميل رغم قساوته.

    ردحذف

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "