مذكرات التجاني الحلقة الثمانون 80
" بين جبل زلاغ و جبل ودكة "
بقلم المودن أحمد
استأنس التجاني بجو المدينة فلم يعد يجد صعوبة في زيارة الأحياء البعيدة عن مسكنه، بل و أصبح عضوا نشيطا بدار الشباب ضمن جمعيته التي قررت تنظيم رحلة لمنخرطيها الى جبل زلاغ مشيا على الأقدام.اجتمع حوالي الثلاثين شابا و طفلا، و انطلقوا في رحلتهم الإستكشافية لجبل كان التجاني يمر بقربه و هو بحافلة الغزاوي عند سفره...
أناشيد و ضرب على " البنادر " و " التعارج" ، و حماس لا مثيل له، رغم أن المسار كان طويلا و شاقا بين باب الگيسة و جبل زلاغ...
ما أن و صل الزوار إلى أسفل الجبل حتى تكررت أحداث جبل تازغدرة، إذ بدأ الرعاة يدحرجون الأحجار من أعلى الجبل في اتجاه المستكشفين الشباب...و لكن أبناء أحياء كريان الحجوي و البورنيات، الشارة، و بن دباب كانوا أذكى، إذ تفرقوا و أحاطوا بالجبل ثم حاصروا الرعاة و بدأوا في تسلق الجبل، وعند و صولهم إلى القمة لم يجدوا سوى الغنم، كما لو أن الجبل قد ابتلع الرعاة!
كان المنظر رائعا و ساحرا...فعلى مرآى العين تبدو فاس أكبر مما تصورها التجاني...بل و تراءت له مدينة صفرو والقرية و ...و جبل و دكة أيضا، أو ربما هكذا خيل له...
جلس على صخرة كبيرة، فعادت به الذكريات إلى يوم صعد صحبة جدته إلى قمة جبل ودكة...يومها جلس على صخرة تطل على أفرط د النجوم...تلك الضاية التي نسجت حولها حكايات و خرافات كانت جدته تتفنن في حكيها...هو لم ينسى ذاك " العياع " الذي رددته جدته يومئذ...
لم يخرج التجاني من شروده سوى دخان نار أشعلها زملاءه لتسخين الأكل ...اتجه نحوهم و أمسك بتعريجة، مررها فوق النار و هو يمسح على جلدها و يضرب ضربات تجريبية ، ثم افتتح بعياع جبلي مقلدا جدته، لتنطلق بعدها الفرجة في مزيج بين الفن الجبلي ، الشركي، الحياني، و الجامعي...ليرد التجاني على " الهيت " بالگناوية ، ثم سرعان ما انقلب جو الفرجة الى جو من الضحك و السخرية، لا لشيء ، سوى لأن الشاب الجبلي انتبه للنار و هي تكاد تخمد، فخاطب طفلا قائلا: " دني أولدي ديك أصفطان باش دزند النار "
لكن الطفل لم يفهم شيئا و كأن التجاني قد خاطبه بالصينية...فابتسم الأخير ردا على سخرية زملائه، و قام بنفسه بدفع العيدان إلى الأمام لتشتعل النار من جديد...
وهنا اكتشف التجاني أنه لم يتأقلم بعد مع واقعه الجديد...
وإلى حلقة قادمة إن شاء الله مع تحيات صديقكم المودن أحمد
في الحلقة القادمة ...التجاني بتعريجته ضمن مجموعة موسيقية متخصصة في تنشيط أعراس أبناء الفقراء...و أول حضور له يصادف صراع أهل العروسة مع أهل العريس...
الفرجة والضحك مضمونين...إن شاء الله.
خالد التسير
ردحذفالتيجاني وتاقلمه ووضع بصمته داخل مجتمع غريب عنه رغم ذالك وبشخصيته القوية فهو يحدث جلبه وراءه تترك الاثر في الاخرين لولا فوته لما استمر ضمن الحياة الجديدة بثقافتها داءما مبدع التيجاني في كل قصة يرويها وتناسق في الافكار بين جميع القصص سلمت افكارك يا متحدي
Mfadal El Atifi
ردحذفذكريات رائعة والاروع فيها تجمع من الشباب من كل حدب وصوب لتشكل باقة من الزهور مختلفة الألوان فاكيد تكون الفرجة والنشاط، يالبته يعود ااشباب ولن يعود فتبقى هذه الكربات منقوشة في الذهن. تخياتي لك اخي احمد تتحفنا كل مرة بققصك الرائعة
EL Motaki Souad
ردحذفاسلوب جديد انوه به ، فسياسة التشويق لاحداث مقبلة تجعل المتتبع يترقبها بحماس ، فيما يخص التيجاني و رحلته الاستكشافية و استهزاء زملائه بلهجته سيمنحه طاقة داخلية للتحدي وفرض وجوده عليهم ، بالتوفيق انشاء الله
Abdellah Ez Zghari
ردحذفمذكرات التيجاني أفضل بكثير من مسلسﻻت قنوات الصرف غير الصحي :دوزيم.اﻻولى الﻻمغربية...
Abdelfadil Grimet
ردحذفههههههههههههه.والله لقد اضحكتني كثيرا بتلك الجملة النابعة من أعماق التراث الجبلي.
Abdelgani Eloued
ردحذفكما لو ان الجبل قد ابتلع الرعاة الرعاة المهزلة سيلقي بهم التاريخ في الزبلة يا اخي يا احمد انت تمتلك كل مقومات الكتابة السردية ليس فقط كتابة سردية للكبار فاسلوبك لسلاسته الحلوة سيجلب الصغار لقراءته ونموذج التيجاني هذا اذا كنت تستطيع كتابته في حلقات اقترح عليك ان يكون للصغار وما اقل الذين لهم القدرة على الكتابة للصغار مع العلم ان الكبار هم الآخرون سيجدو ن انفسهممنكبين على قراءتها لروعة الاحداث وجمالية الفضاء في كتابتك الاحترام والتقدير لك
Hakima El Ouali
ردحذفريحت البﻻد الغزاوي القرية زﻻغ انه خليط متجانس وباقة متنوعة اﻻفكار ورافية في معانيها تعود بنا الى التسعينات ايام كان اﻻمن وامان والهدوء والسكينة اما دابا الى مشبتي لزﻻغ خصك تدي معاك البوليس تحياتي
Aziz Zitouni
ردحذفما عساي أقول في طريقة مزجك بين مواضيع هادفة لن يستطيع أن يفك شفراتها إلا المتخصص في علم التداولية أو علم المعاني أي قراءة ما تحت السطور، قصصك أستاذ أحمد تحمل في طياتها مواضيع هادفة؛ اجتماعية واقتصادية وأدبية فنية، هذا ليس حكما انطلاقا من هذه القصة وفقط بل خلال تتبعي مسار حلقات التجاني وكما أشار أحد الزملاء في تعليقه، لك من المقومات ما يكفي لتجتاح سوق القصة خاصة قصص للأطفال التي تعرف إقبالا كبيرا ولاحظت هذا خلال زيارتي للمعرض الدولي للكتاب الذي يقام كل سنة بالدار البيضاء، ولي مرشد لدور النشر أحيلك عليه وستجد مساعدة منهم ونحن معك في هذه الخطوة سي أحمد، وأنا متأكد ستحقق منشوراتك أرباحا لا يستهان بها، فآلاف التحايا لقصاص بني زروال وهذا شرف لها ورمضان كريم بالصحة والعافية..
EL Moudden Ahmed
ردحذفشكرا السي عزيز على مساندتك و تشجيعك و قد أثنيتني برأيك المحترم هذا عن كتابة منشور كنت أرغب في التعبير من خلاله عن شكري و امتناني لمجموعة من الأصدقاء و الصديقات من قرية بامحمد والذين بلغ ببعضهم الأمر أن اتصلوا بي مؤكدين أنهم يرغبون في المساهمة ماديا من أمريكا من أجل إخراج هذه المذكرات الى المكتبات عن طريق طبعها و نشرها...تساءلت مع نفسي : شراكة يساندونني وجبالة يتخلون عني!!!
ولكن ولله الحمد تبين لي فيما بعد أن البركة ما تخطى فشكرا للجميععلى التشجيع...أما اﻷرباح فلا أفكر فيها حاليا ...بل أتفادى فقط الخسارة ...هههه
EL Motaki Souad
ردحذفنحن مستعدون للمساندة المادية و المعنوية و بكل فخر ، فقد استحييت ان اقولها و انك فعلا تستحق كل تقدير تحياتي
EL Moudden Ahmed
ردحذفشكرا أختي سعاد على دعمك و مساندتك ، يكفيني منك الدعم المعنوي...أنا ما حز في نفسي أنه في منطقتنا لازال هناك منطق الحسد المبطن، مثلا هذا إبن فلان أو إبن الدوار الفلاني ...أشياء عريبة اكتشفتها مع اﻷيام...و لكن صدقيني أنني عصامي إلى أقصى حد ...و إن قررت أن أصل فبإذن الله سأصل ...فالحمد لله هناك مساندون و معجبون ...وأنا لست متسرعا و لا متهورا...بل أدرس أي خطوة قبل الإقدام عليها...فشكرا لك و تقبل الله منا و منك.
Mohamed Berrada
ردحذفديك السجالة بحال الأيفون ديال دبا ههههه
Nordin Nordin
ردحذفذكريات جميلة والاجمل طريقة السرد التي تفرض انهاء القصة .راءع استاذي
Mohamed Serghini
ردحذفليس غريبا اخي احمد على الزروالي القح والمتمثل في التجاني التأقلم مع الاجواء المتنافضة للاجواء التي عاشها بجبل ودكة لان رحلته مع هذه الشلة الى جبل زلاغ في حد ذاته ستجعله يتخيل نفسه بودكة لانه ليس هناك فرق جبل جبل،كما أحيي فيك طريقة سرد قصص التجاني الذي بالنسبة لنا هو ذاك "جبيلو بالمدينة" وبما اننا ننحدر من نفس الطينة لهذا نحن وجدنا ظالتنا في هذه القصص التي تعود بنا الى جيل السبعينات لما كانت غفساي لاتعرف سوى حافلة واحدة وهي للغزاوي اذا فاتتك فما عليك سوى إنتظار رحلة اليوم الموالي وهكذا تناسجت قصص التيجاني ونحن معه على ارضية الواقع الصعب والمرير انذاك.