انتفاضة الحمير العطشانة ببلاد جبالة و شراكة و الحياينة.
بقلم ابن المقفع التوناتي.
انتهى ابن المقفع من ترجمة كتاب كليلة و دمنة لينتبه بعد نشره الى أن فقرة سقطت سهوا من الكتاب، و قد وقف علي في المنام و كلفني بأن أنشر ما سقط سهوا من كتابه، و ذلك على مسؤوليته الخاصة...كان زائري في المنام يلبس جلبابا و عمامة هي أقرب إلى الرزة الشرقاوية، كان يركب حمارا عليه قرب ماء مصنوعة من جلد الماعز تماما كتلك التي كان يستعملها بعض الگرابة بسوق أحد بني زروال إلى عهد قريب...
مدني بقلم ودواية مليئة بالصمغ البني القاتم ...ثم قال لي : " اكتب "
...كان يا مكان...في عهد بن عطشان، عين يسقي منها أهل الدوار...يأتون إليها من كل صوب و حدب راكبين الحمير و البغال، بعدما جفت الآبار و ذاب جليد وعود المسؤولين بجلب الماء الصالح للشرب و مد قنواته...
التقت الحمير و البغال بالعين التي أصبحت كسوق يومي يلجه البدويون...وبينما غرق الناس في صراعهم من أجل ملإ براميلهم بالماء، انفرد حمار مدبور الظهر بباقي الحمير و البغال و خاطبهم قائلا:
_ يا معشر الحمير و البغال، ألا ترون أننا نقاسي يوميا و نحن نحمل أثقالا ، و لا نشرب من محتوى القرب و القارورات و البراميل إلا ما تفضل به أولياء أمرنا...؟ ألا يمكننا أن نغير هذا الوضع، فنشتكي أمرنا للمسؤولين عن الرفق بالحيوان، على الأقل كي نشرب كما تشرب الخيول بالسهول؟
" حرنطت " الحمير بشكل جماعي معلنة موافقتها و مساندتها لطرح الحمار المناضل، صاحب فكرة الشكاية...
ولم تكتف هذه الحمير برد فعلها الطبيعي هذا بل حملت ما فوق ظهرها من براميل و بدونات ، و قصدت دار حاكم الإقليم شاكية باكية ومستنكرة هذا الإهمال المتعمد و الظلم الممنهج، خاصة و أن البلدة بها سد كبير و كثيرا ما يزورها بعض الحمير الزردي في موسم الإنتخابات، فيأكلون التبن و الشعير ثم يخطبون و يعدون و يثرثرون و ينجحون ، فيندثرون ...و بعد خمس سنوات يعودون فيأكلون و شربون ثم ينجحون...و البلدة لا يتغير حالها...لذا فقد قرر الحمير رفض نقل الماء، و على البشر أن يجد حلا لنفسه، و أن يتكلف بمنحها ما يكفيها من الماء ، و إلا فإنه سيتم اعتصام جميع الحمير أمام مقر حاكم البلدة إلى أن يحل المشكل..مع رفض التعامل مع الحمار الزردي ...
احسست بالعطش فقمت من منامي و أنا أتحسس أذناي ، أفوقهما عمامة ابن المقفع، أم هما أذناي حمار ...كان العرق يتصبب علي...فقلت مع نفسي من أين لي بالماء لتعويض العرق، و أنا الآن بهذه الصحراء المسماة " تاونات"؟؟؟!!!
_ ملحوظة : أكد لي ابن المقفع أن المقصود بالحمير في هذا النص الحمير الحقيقية و ليس كناية عن بشر. فللبشر فمه ليعبر و يحتج لدى منظمات الرفق بالبشر...
مع تحيات صديقكم المودن أحمد.
Mfadal El Atifi
ردحذفكنت أتوقع ان مشاركتك ستكون مميزة ومثيرة، وفعلا كان ما توقعت، انه انتقاد لاذع للواقع و هجمة شرسة على من قبل بهذا الواقع المرير، فاذا كان هذا ااحمار المدبور الذي احس بالوجع والألم وقرر ان يؤثر في باقي ااحمير و ان يحسوا هم أيضا بهذه المعاناة ويقرروا خوض عملية نضالية في وجه من يدبر امورهم فان عديد من الحمير رغم انها مدبورة ولحمها انفصل عن عضمها فانها مغلولة مقيدة لا تستطيع الشهيق او ما عبر عنه التحرنيط، الهجمة، شملت أيضا المسؤولين السياسيين الذين يكذبون كل مرة علينا معتبرين اننا مجرد حمير لا نصلح الا للركوب وحمل الاثقال... يقدم لنا الشعير والنبن في اوقات معينة ثم نترك إلى حين بحتاجوننا...... انه التعبير المجازي لانتقاد هذا الواقع المفروض علينا ولا نستطيع رفضه. كما أن الكاتب اراد ان يقول ان العرب هم هكذا منذ زمان لربطه زماننا بعهد بن المقفع صاحب كتاب الحيوان .اخي احمد رمضان مبارك سعيد مع اجمل التحيات
Amar Taounati
ردحذفمادا اقول؟؟؟
حسبنا الله ونعم الوكيل فهاد المسؤولين الي مكلفين بتدبير اقليم تاونات
Mohammed Bousraraf
ردحذفكنت مضطرا لتوقيف عمل وطيفي مهم لقراءة رواية سي المودن عن الحمير العدية، وحمير الزرد والعطش المتفاقم.
رائعة , سلامي سي المودن,
Ahmed Asfouri
ردحذفكلماتك اصيلة المنبع حبلى بمعاني الالم المترسب في دواخلنا جميعا .فقدنا الحيلة والقدرة على الفعل ولم نعد نملك سوى الحبر نستجديه كي يصبح في متناول افكارنا المشوشة بما نعيشه من تيه وضياع وغبن على ما الت اليه احوال من نحب من ابناء هدا السجن الكبير اقصد زاوية من زوايا هدا الوطن الدي لم يعد يتسع للجميع ..............تحياتي اخي احمد ومزيدا من التوهج
Abou Ayyoub
ردحذفتحية نضالية عالية رفيقي أحمد أنهم يتعاملون معنا بهذه المنطقة كالقطيع لأننا ا ننتمي للمغرب النافع فقط أيام الانتخابات بالمناسبة ادعو هؤلاء الى الىالقطع مع مهازل الانتخابات هذه
Ali Remmah
ردحذفكما عهدناك ، تطرح المشكل بشكل مشوق ، ونتمنى أن يكون الحل بهذا التشويق أيضا.
خالد التسير
ردحذفاحسنت حلما واحسن اليك ابن المقفع في كليلة ودمنة الزروالية
Abdelkhalak Elouardi
ردحذفشكرا أستاذ على تبليغك لصوت الحمير .الذي يبرهن علي وضع بلادنا الخطير .فبعد الجوع هاهو العطش يداهم الفقير. في تاونات صاحبة الأودية والسد الكبير. فهل إلى هذا الحد وصل بالبشرالتهميش و التحقير حتى تخرج عن صمتها البعير؟
EL Motaki Souad
ردحذفرائع اخي احمد ، فالمذكرة تحمل في طياتها معاناة المنطقة و استغلالها سياسيا في قالب ادبي من كناية و تشبيه ,,,,,,فتنوعك في اسلوب الكتابة من السهل البسيط الى الاسلوب الادبي الهادف والمعبر تجعل القارئ ينتظر بلهفة ما وراء السطور، اقول لك رائع و سر على هذا الدرب فاني ارى فيك كاتب روائي بكل المقاييس ، بالتوفيق و التقدم باذن الله
Hamid Mazigh
ردحذفجبتيها في الركنية برافو عليك سي احمد ألف تحية يا أبن مقفع جبالة وشراگة وحياينة
أنيس الخير
ردحذفاللّٰه يخد الحق