7‏/12‏/2016

مذكرات التجاني : "حينما يتصادم الجبلي مع الشركي"

مذكرات التجاني 

حينما يتصادم الجبلي مع الشركي

بقلم المودن أحمد

في بداية الثمانينات و بعد بداية الموسم الدراسي فتحت داخلية ثانوية اﻹمام الشطيبي أبوابها...أطفال من مختلف القرى و المداشر بل و من قبائل بعيدة كالحياينة و شراكة...
يجد التلاميذ صعوبة في التعارف بسبب اختلاف اللكنات و اللهجات...
في أول يوم سيتناول التلاميذ فطورهم بالداخلية فتح التجاني الخبز و قبل أن يمرر الزبدة و المربى فاجئه شاب كبير الجثة، طويل القامة بصراخه قائلا أمام اندهاش الجميع و هو ينادي على الحارس العام:
- أستاد...أستاد شوف هدا كَيَكّْلَعْ اللّْبَابَة!
عرف باقي التلاميذ المتواجدون بالطاولة أن رفيقهم هذا شركي اﻷصل من لكنته...لكنهم لم يفهموا كلامه نهائيا...
جاء الحارس العام و تجمهر حول الطاولة المستديرة باقي الحراس أو ما كان يسمى ب " les maitres d' internat "
 سأل التلميذَ الشركي عن شكواه، فأجاب مرة ثانية بثقة زائدة بالنفس :
- أستاد هاد الولد كَيْلُوحْ اللْبَابَة ديال الخبز ...
وهنا ابتسم الحارس العام و قد كان جبلي الأصل، ثم قال مخاطبا التجاني :
-عْلاشْ كَتْحَيَّدْ تَلَقَة من الخبز أ التيجاني ؟
وقبل أن يجيب كان الفتى الشركي  ينفجر ضحكا وهو يحاول اغلاق فمه بكفيه، ليسأله الحارس العام موبخا :
- علاش ليماك كتضحك انتيا ؟!
فيجيبه فورا :
- كيقول " تَلَقَة " ...شَنْهِيَّا هَادْ تَلَقَة ياأستاذ؟
وإلى حلقة قادمة من مذكرات التجاني مع تحية خاصة للأعزاء من شراكة و جبالة.
 
 
                               

هناك 13 تعليقًا:

  1. غير معرف8/12/16

    Charaf Edin Laaboudi
    هههههه مضحك للغايه بل مشوق للمتابعه

    ردحذف
  2. غير معرف8/12/16

    Ali Remmah
    تحية خالصة لسي المودن ، لم يفاجئني الموضوع لأنني على يقين أن سي احمد يمكن أن يكتب في كل شئ ولكنه أضحكني بما فيه الكفاية ، فتشكراتي على الموضوع وعلى الصورة أيضا ، وتكهناتي لجيم قد تتعدى المائتين.

    ردحذف
  3. غير معرف8/12/16

    Khadroun Mohamed
    لا فرق بين جبلي و شركي الا بالتقوى
    حنا حوثي و هما خوتنا احنا من القنطرة الهيه وهم من الكنطرة لاورا
    تحية لصديقي الشركية الحبيب البرواك

    ردحذف
  4. غير معرف8/12/16

    Hakima El Ouali
    دكشي عﻻش قالو عليه شركي بركي الى منطح ينكي ههههه دغيا شكم بيك (براءة)

    ردحذف
  5. غير معرف8/12/16

    Abdallah Dlimi
    ظاهرة معروفة بجميع مناطق المغرب حينما تتطاحن القبائل بكل من : دكالة مع عبدة - تازة مع تسول - هنا ببرشيد : الحساسنة مع اولاد حريز بسوس : اداوكران مع ادا أومحند و القائمة طويلة

    ردحذف
  6. غير معرف8/12/16

    Hicham Sahara
    لكن جبالة وشراكة عندهم تاريخ جميل

    ردحذف
  7. غير معرف8/12/16

    Hassan El Alami
    أستاذي بصفتي جبلي الأصل وشركي الحياة ما ينيف عن خمسة وعشرين سنة نحن في الجبل موسميين الزيتون الكرموس بعض الوظائف باختلاف أنواعها وكثرتها الجندية اشراكة عمليين طول السنة الصيف بعدها مباشرة كثيراً منهم يحرث الأرض لتسميدها بالشمس بعدها الهجرة المختلفة العمل في مناطق أخرى التجارة بشتى أنواعها البيع والشراء في المواشي الجزارة الحضارة نسبة 50% البيع والشراء في الزيت البال التبن تنتهي الصيف الخريف الحرث كل الأرض استعدادا للزرع بالبذدور على اختلاف أنواعها بعد نهاية البذور يبدأ الزيتون رغم أنهم يكونوا قد بدؤوا ببيعه في نهاية الشهر 9 أو نصفه بعد الزيتون الهجرة للتجارة أما الوظائف نسبة ضعيفة بالنسبة للكثافة السكانية وهذه إطلالة قصيرة على تجربتي المعاشة في منطقتين

    ردحذف
  8. غير معرف8/12/16

    Fettouma Boutaher
    لاتنسى يااخي المودن ان ابناء الجبل جلهم كانوا يدرسون في القرية منذ الستينات والسبعينات وكانت علاقة طيبة ومفهومة ومرضية تجمع جبالة وشراكة ولم نكن نميزهم او نضحك على لكنثهم الجبلية
    وقد كانوا نعم الاخلاق والدراسة الجيدة ومازلنا الى يومنا هذا نتعامل معهم
    كلنا مغاربة والحمد لله لافرق بين عربي و لا عجمي الا بالتقوى

    ردحذف
  9. غير معرف8/12/16

    Badre Tajdine
    Tijani, de par ce qu'il a dit n' a voulu qu'évoquer des termes ou des expressions qui se différent d'une région à l'autre et non comme quelques uns (es) le pensent, voudrait amoindrir de la dignité de qui que ce soit. Il est tt de même conscient de ce qu'il ose dire. C'est loin d'être raciste. Merci

    ردحذف
  10. غير معرف8/12/16

    EL Moudden Ahmed
    تماما كما جاء على لسان الأخ بدر ، فهذا النص هو تأريخ لفترة الثمانينيات حينما كان التواصل قليل جدا بين أبناء القرية و أبناء غقساي ، ما عدا بكتامة أو في الثانويات أو الأسواق...عكس ما هو عليه الأمر حاليا...تعارف و أصهار و تعاون بل و جمعونا في دائرة انتحابية واحدة لكي نتعارف " بالسيف "...و الصورة المرافقة خير دليل عما ذهبت اليه ففيها مربي الاجيال السي مجمد بوسرارف و هو شركي و كذا الصديق علي الرماح الكاتب الصاعد...دون أن أنسى أن أكبر مساندي مذكرات التجاني هم اصدقاء شركيون و خاصة السي حميد مزيغ و للا فاطمة ريان و فطومة بوطاهر و حكيمة الوالي و اللائجة طويلة جدا و هذا ما يسعدني فعلا....

    ردحذف
  11. غير معرف8/12/16

    Hassan Harti
    هذا التنوع والاختلاف في الدلائل اللغوية حول نفس المعنى /المدلول لا يزال محطة للترفيه بين اجباله واشراكة يتقبله الطرفان في الأسواق ومقرات العمل ولا ضير فيه .أنه ثروة لغوية تسلل إليها صديقنا المودن الذي يفاجئنا مرة تلو الأخرى بإحياء معاني نكاد نحسبها اقبرت .تلقة/البابة .تماما مثل الخبزة والكرونة او القرعة والبطة. .

    ردحذف
  12. غير معرف8/12/16

    EL Habib EL Barouag
    لكل قبيلة مميزات خاصة منها الإيجابي ومنها السلبي.إذن لافرق ببن جبلي وشركي إلا بالتقوى.ونتمنى أن نتضامن ضد التهميش،ضد التفقير،ضد السياسات التصفوية.....

    ردحذف
  13. غير معرف13/12/16

    مد زروال
    الذي شدني بشوق كبير هو تاريخ هذه القصة ...بداية الثمانينات القرن الماضي حيث عُين مجموعة من شباب المنطقة كأستذة جدد في هذه المؤسسة كنت واحدا من هؤلاء .....الامام الشطيبي أيام الشباب , كنا أكثر حماسا وجدية وعطاء ...مع تلاميذ كانوا روعة ...روعة في الاستيعاب والاداب ...أحيي بحرار كل من درسته في هذه الحقبة الذهبية من تاريخ التعليم بالمغرب ....كما أحيي جميع الاطر التربوية والادارية التي كانت صاهرة على المؤسسة انذاك ...رجال ...رجال ...التلاميذ كانوا رجالا والاساتذة رجالا والاداريون رجالا ...تظافرت الجهود فكان جيل المعرفة أنذاء , من أطباء ومهندسون وأساتذة جامعيون ومحامون وقضات ,وغيرهم كثير ...وحتى الذي لم يتتم دراسته تأقلم واندمج في سوق الشغل بشكل كبير ...احيي جميع أبناء هذه المنطق.مودتي أخي

    ردحذف

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "