طيكوك إلى الرباط
بقلم المودن أحمد من ودكة غفساي تاونات.
كتب ابن المقفح الودكي الزروالي الجبلي في كتابه " ودكة و دمنة " في الصفحة 2016 أن بقرة ضعيفة تعيش بإحدى دواوير غفساي، غلبها العطش فلم تجد ماء...فجأة لسعتها " دبانة البقر " فأصابها " طايكوك " ...فأقسمت ألا تقف حتى يصل خبر عطشها إلى حيث يفرق الماء بالرباط...
ازدادت سرعتها و هي تلج الطريق المعبدة ...و كلما اقتربت من الرباط زاد غضبها و هي تتساءل :
هل المغرب مغربان ؟ مغرب في النعيم و مغرب في الجحيم...مغرب يسبح ساكنوه في مسابح فيلاتهم، ثم يفرغوا محتواها بعد يوم، حتى لا يضر الماء " البايت " بشرتهم الناعمة...و مغرب يقطع أهله الكيلوميترات ليسقوا ماء على الحمير و البغال ؟!...
كانت دهشة البقرة كبيرة و هي تطوف شوارع الرباط فترى نافورات و شلالات اصطناعية يتمتع بها سكان المدينة...فأقسمت ألا تشرب ، تضامنا منها مع سكان دواوير غفساي وباقي بوادي المغرب و مواشيهم ...
أكملت البقرة المسير إلى أن و صلت إلى حي الوزارات بالرباط...إلا أنهم و ضعوا حواجز و متاريس خوفا من أن تكون محملة بمتفجرات أو أن تكون مصابة بجنون البقر ...
استعملوا مكبرات الصوت محاولين التحدث معها عن بعد و لكن لا أحد فقه لغتها...و هنا أطل ذئب من مخبئه عفوا من مكتبه،وقال:
_ دعوها فإنني أعرف هذا الصنف من المواشي...يأتيه " طاكوك " من وقت لآخر ...ولا خوف منه
كانت شجاعة هذا الذئب كافية لتطل التماسيح و الذئاب و النمور و الثعالب و باقي آكلي اللحم...
خاطب الذئب البقرة بعد أن زودته الثعالب بسيرتها و رقم بطاقتها ضمن القطيع:
_ أولا أنت بقرة مبحوث عنها و تهمتك حسب إحدى الشكايات المجهولة هي أكل أشجار الغابة و حرث القنب الهندي...
أحست البقرة بالخوف فتراجعت قليلا و هي تقول :
_ نحن يا سعادة الذئب ، عفوا يا سعادة الوزير...بقر ضعيف...أرضنا لا تنبت زرعا و لا فولا...الغابة التي نرعى فيها باعها حراس الغابة بأبخص الأثمان...نحن يا سيدي بقر لا حق لنا في هذا البلد ولا تعرفوننا سوى في موسم الحرث و الإفتراس..لقد و عدونا بماء كثير...فمدت القنوات و بنيت السقايات...و شرب العارفون الماء قبل أن يصل...
إننا ياسيدي بقر مهمل منسي في جبال و دواوير لا يعرفها الذئاب إلا في موسم الإفتراس...
و هنا نظر الذئب الى باب وزارته...قرأ اللوحة التي تعلو الباب، ثم أزال قطعة لحم كانت بين أسنانه و قال:
_ كفى ... لقد حز في نفسي منظرك الهزيل...لذا فقد قررنا بناء سد غير بعيد من سد المجعرة لحل مشاكلكم...
فقاطعته البقرة و هي تقول:
_ هل تسمح لي سيدي أن أروث قليلا ، فقد و جدت ذلك أفضل من أن أتقيأ ...
Khayat Kaftan Tawnati
ردحذفالكل توصل لحقيقة النعيم مقابل الجحيم والمفارقات التي نعيشها نحن وأولئك وفهمها لوﻻنا لما نعموا بنعمهم الظاهرة والباطنة وووو....لكن أمنيتي الوحيدة هي اﻻ تنتقل طيكوكة من عشيقتها البقرة اﻻ أهل الجحيم ههههههه
Mohamed Berrada
ردحذفمع تحياتنا للبقر طبعا ههههه لكن نحن مغلوبين عن أمرنا كما قال لي والدي ذات يوم: قلتلو الواليد خاض الناس يطالبو بالحق ديالهم قالي: "أولدي حنا عندنا لهودي فالدار" يعني الكيف يجيو الجدارمية يلقاو غير الزريعة يصايفطوك بشي عماين لهادا بنادم ساكت
Mouini Mohamed Ali
ردحذفرسالة مشفرة لها عدة ألغاز فربما لا بعرفها اللعض ونحن في هذا الخط تماما.
تحياتي .رائع
Mohamed Serghini
ردحذفبالفعل اخي احمد فنحن عندهم بهذه المنطقة بقر حلوب كلما اشتاقوا الى الحليب والزبدة وحان موسمه يأتونك بكل انواع الاليات لاخذ المنتوج كما تحكي قصص او كما كنا نسميها خرافة الجدات حكاية الذئب مع تلك البقرة عندما تليد كان يأتي فيأكل السلى ثم يأخذ معه العجل الصغير،حتى في ذات يوم سألها السلوگي مالي أراك حزينة فسردت عليه قصتها فقال لها سوف العب دور الابن لاتخافي فلما وضعت مولودها خبأه ثم طلى نفسه بمايصطلح عليه "السلى" فلماجاء الذئب اخذ يجر العجل والثعلب تندهه من الوراء حتى اوشكا ان يقطعا عقبة طويلة فإنتبهت الثعلب الى الارجل وبدأت بالهرب وهي تنادي الذئب (وا ياودي طللوا في حوافرو لا تعفروا) فهم بالهرب الا انه لحق به وبالثعلب وكان مصيرهما الموت المحقق.ولهذا ياأخي احمد شحال ماطال غادي يصبح،ويطل ضوء الفجر انشاء الله.
Ali Elaouni
ردحذفهذا حقتا يا اخي احمد ولا نطلب المستحيل
Mfadal El Atifi
ردحذفياليتنا كنا نشبه هذه البقرة ننتفض ولو موسميا عندما يكون طايكوك لنتقيا على هؤلاء الذئاب لكننا مع الاسف رضينا بالذل والمهانة واصبحنا اقل من البقر صعاف هزال لا نصلح إلا ان نعيش هدذا الوضع المأساوي، تحية اخي احمد، منشور ملئ بالمعاني. والايحاءات كله عبرة وقصص، شكرا لك
Yacine El Hajji
ردحذف...
Ta7iyati al ma3na wsal wal faham yafham
Monim Lazar
ردحذفتبارك الله عليك صديقي مسيرة موفقة
خالد التسير
ردحذف...
انه المغرب النافع والمغرب الغير النافع لم يخطىء المستعمر حينما اطلقوا هذه التقسيمات على مغربنا الحبيب . والله تمنينا ان يستفيق هذا الشعب من سباته ولكن للاسف لايستطيع فتح فمه الا عند طبيب الاسنان كما قالها فيصل القاسم في احد المرات ببرنامجه الشهير " الاتجاه المعاكس "
Abdelfadil Grimet
ردحذفأظن أنه لو اتحد البقر لكانت لهم كلمتهم في وسط الغابة المليئة بمختلف الحيوانات المفترسة من دئاب وغيرها.هناك فيديوهات وحقائق فاز فيها البقر على الأسود.ولكن كما قلت أنت مشكلة البقر أنها مرتبطة فقط بالعشب وعينها دائما عليه ولا تنظر إلى المخاطر وهي غارسة رأسها تأكل اليابس منه وتتطلع للأخضر حتى ينضج.
Mustapha Jabli
ردحذفولا اروع
Mohamed Edfili
ردحذفسرد جميل و حبكة مثقنة تحياتي بقرنا كله مطلوب منه ان يطيكك إلى الرباط لملاقات ذءابه و عفاريته للمطالبة بالحقوق المهظومة
Rachidovitch Nokli
ردحذفجوابه واضح باش يقوليها غير حرث او روث
Badre Tajdine
ردحذف...
Belle histoire ! Malheureusement rares sont ceux les arrivistes et les corrupteurs pourraient prendre cette histoire significative en considération...!
Mohamed Acher
ردحذفو هاهو موسم الافتراس على الابواب فمرحبا بالذئاب الاليفة بين قطيع البقر الضعيفة.
Mouini Mohamed Ali
ردحذفإن صورة منطقتنا عند أهل القرار هي تلك البقرة الهرمة من شدة العطش الحقيقي رغم أنها استراحة فكاهية فهي رسالة قوية وهجومية بامتياز كانت ألغازها مشفرة اتجاه بعض القادة و بعض المسؤولين السياسيين.فعلا منطقتناتعاني مرارة شح الماء وانعدامه في بعض الأماكن.والبقرة هي المنطقة نفسها كتحليل علمي ودقيق.لقد كانت الرسالة في أعلى مستوى من التسييس الفكاهي.وأعجبتني نهاية القصة عندما طلبت البقرة بأن تضع روتتها هناك يعني داخل مجلس الحك..أو البر...الأماكن الأولى في صنع القرار و التي لاتساوي سوى الروت وغيره..
وسبق لي وبعض أصدقائي أن كتبنا وكتبنا مستعينين بإحدى الصحفيات المناظلة وأحييها بحب.طلبنا التزويد بالماء مرات عدة وكانت رسائلي قوية جدا اتجاه هذا المطلب ولا من يحرك ساكنا.وهذه الرسالة كانت ختام وطابع رسالة رائعة
Abdeltif Ettaouil
ردحذفتحية خاصة ومسيرة موفقة..
Mfadal El Atifi
ردحذفبقرتنا حلوب..... لكن مسلوب من اهل........
Anis El Meouaddene
ردحذفوالله لو كنت امامي لقبلت راسك على اسلوبك الراقي لأننا نفتقد لمثل هولاء الاطر ولمن يتحدث عنا وعلينا
Abdell Cherkaoui Man
ردحذفالشيخ امام.هم يأكلون الحمام و الفراخ وحنا الفول دوخنا و داخ هههه قصة رائعة مستوحاة من الادب الانجليزي و خصوصا الاديب جورج اورويل في قصته مزرعة الحيوانات الذي يستعمل الحيوانات في تشخيص القصة و تمرير رسائل قوية لمن يهمهم الامر.
Mounir Bouatia
ردحذفانت انسان رائع اخي معبرة جدا
Abdelali EL Kassimi
ردحذفصدقت اخي احمد كلام يحمل الكثير من المعاني والألغار التى تنطبق اليكوك الأدمي تشبيه رائع وقيم يستحق القراءة على نطاق واسع
جرف الملحة عقارات عقارات
ردحذف...
رايع رائع جده جدا
Aziz Guillo
ردحذفما بقي لنا اﻻ ان نحدو مثل البقرة التي اصابتها الطكوكة.لنيل حقنا من الماء الصالح للشرب .ونطلب باغﻻق مﻻعب الغولف وامداد القرى بالماء الصالح.
Mounir Bouatia
ردحذفانت انسان رائع اخي معبرة جدا
Mohammed Bousraraf
ردحذفعظيم خيالك أخي المودن.
Moatamid Khoudrani
ردحذف...
سوط تاريخ وحبل جهل ومستقبل بيد اللّه احسنت اخي
Abde Elouardy
ردحذف...
Elfahem yefham .olma3na bayen omefhom
خالد التسير
ردحذف...
انه المغرب النافع والمغرب الغير النافع لم يخطىء المستعمر حينما اطلقوا هذه التقسيمات على مغربنا الحبيب . والله تمنينا ان يستفيق هذا الشعب من سباته ولكن للاسف لايستطيع فتح فمه الا عند طبيب الاسنان كما قالها فيصل القاسم في احد المرات ببرنامجه الشهير " الاتجاه المعاكس
Ahmed Zyat
ردحذفﺟﻤﻴﻞ ﻣﺎ ﺗﻨﺎﻭﻟﺘﻪ ﻣﺬﻛﺮﺍﺗﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺳﻲ ﺍﺣﻤﺪ.ﺍﻥ ﺗﺴﻮﻍ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﻮﺩﻛﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻟﺐ ﺍﺩﺑﻲ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺳﺎﺧﺮ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺍﻥ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻻﺑﺪﺍﻉ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺠﺒﻠﻴﺔﺷﻲء
ﻣﻤﺘﻊ.ﺍﻟﻤﺎء ﺑﺠﺒﻞ ﻭﺩﻛﺔ ﻭﺍﻟﻘﻨﺐ ﺍﻟﻬﻨﺪﻱ ﺍﻓﺔ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﻣﺎﺳﺎﺗﻬﺎ .ﺳﺘﺠﻒ ﻳﻨﺎﺑﻴﻊ ﺍﻟﻮﺩﻛﺔ ﻗﺮﻳﺒﺎ
ﻭﺗﺘﺤﻘﻖ ﻧﺒﻮءﺓ ﺍﻟﻐﻤﺎﺭﻳﻴﻦ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﻣﻴﻴﻦ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﻌﻢ ﻗﻨﺐ ﺳﻴﺎﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎءﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻫﻢ.ﺷﻜﺮﺍ
.ﻟﻚ ﻣﺮﺓ ﺍﺧﺮﻯ ﺗﻤﺘﻌﻨﺎ ﺑﻤﺎﺳﻴﻨﺎ ﻳﺎ ﺍﺧﻲ