ملهي السراح
خاطرة بقلم المودن أحمد
حينما ظهر التلفزيون أول مرة بباديتنا كنا نجلس أمامه مدة طويلة ننتظر بداية الإرسال ونحن ننظر لكرة أرضية بوسطه...
ذات مرة نهرنا أبي رحمه الله قائلا :
- أما آن الأوان لتبتعدوا من ذاك " الملهي السراح "؟
" ملهي السراح " هذا هو طائر ذكي جدا كان يزور قريتنا خلال أيام الحصاد ...وعنما تحصد كل الحقول تنتشر فيها المواشي فيستمتع الرعاة بممارسة الألعاب المفضلة لديهم...
كنا يومئذ ونحن تلاميذ-رعاة نستمتع معهم، فيفاجئنا ظهور دائر رمادي غير بعيد عنا، فنصوب حجارتنا نحوه، فيتظاهر بأنه مصاب ...نسرع نحوه فيطير غير بعيد ثم يتظاهر بالسقوط...ثم نسرع نحوه فيكرر نفس العملية...حتى نبتعد عن القطيع...
عادة ما يتبع الرعاة هذا الطائر-الممثل ، حتى إذا عادوا لمواشيهم لم يجدوا لها أثرا...
تمر الأيام والسنين ليظهر شيء إسمه " الأنترنيت " فتتكاثر فيه طيور من صنف " ملهي السراح " فظهر الواتساب والفايسبوك والسناب شات، والأنستغرام وتويتر...ووو...حتى إذا عادت المرأة إلى مطبخها وجدت الطعام قد احترق، وإن عاد التلميذ إلى دروسه وجد النوم يداعب جفنيه، وإن عاد الأب لأبنائه وجدهم قد خرجوا عن طاعته وسيطرته...وإذا عاد المسلم لصلاته وجد نفسه قد جمع الظهر بالعشاء...
أتخيل لو كان أبي لازال حيا بماذا كان سيشبه هذه " الملاهي " الحديثة !!!
التعاليق حول النص هنا
خاطرة بقلم المودن أحمد
حينما ظهر التلفزيون أول مرة بباديتنا كنا نجلس أمامه مدة طويلة ننتظر بداية الإرسال ونحن ننظر لكرة أرضية بوسطه...
ذات مرة نهرنا أبي رحمه الله قائلا :
- أما آن الأوان لتبتعدوا من ذاك " الملهي السراح "؟
" ملهي السراح " هذا هو طائر ذكي جدا كان يزور قريتنا خلال أيام الحصاد ...وعنما تحصد كل الحقول تنتشر فيها المواشي فيستمتع الرعاة بممارسة الألعاب المفضلة لديهم...
كنا يومئذ ونحن تلاميذ-رعاة نستمتع معهم، فيفاجئنا ظهور دائر رمادي غير بعيد عنا، فنصوب حجارتنا نحوه، فيتظاهر بأنه مصاب ...نسرع نحوه فيطير غير بعيد ثم يتظاهر بالسقوط...ثم نسرع نحوه فيكرر نفس العملية...حتى نبتعد عن القطيع...
عادة ما يتبع الرعاة هذا الطائر-الممثل ، حتى إذا عادوا لمواشيهم لم يجدوا لها أثرا...
تمر الأيام والسنين ليظهر شيء إسمه " الأنترنيت " فتتكاثر فيه طيور من صنف " ملهي السراح " فظهر الواتساب والفايسبوك والسناب شات، والأنستغرام وتويتر...ووو...حتى إذا عادت المرأة إلى مطبخها وجدت الطعام قد احترق، وإن عاد التلميذ إلى دروسه وجد النوم يداعب جفنيه، وإن عاد الأب لأبنائه وجدهم قد خرجوا عن طاعته وسيطرته...وإذا عاد المسلم لصلاته وجد نفسه قد جمع الظهر بالعشاء...
أتخيل لو كان أبي لازال حيا بماذا كان سيشبه هذه " الملاهي " الحديثة !!!
التعاليق حول النص هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "