قصة قصيرة بقلم المودن أحمد
اشتاق الفقيه السي عبد السلام لزوجته الموجودة بمسقط رأسه بإحدى مدن الشمال، فقرر اختيار احميذو لينوب عنه في القاء خطبة الجمعة بمسجد الدوار...ابتسم احميذو وهو يرد على الفقيه قائلا:
- كانت بني زروال تصدر الفقهاء لشراگة وأولاد جامع و الحياينة، واليوم ها نحن نستوردهم من الشمال كما نستورد " الطراباندو " ...هههه
أصبح منظر احميذو بجلبابه الأبيض الصوفي وهو يصعد المنبر أمرا مألوفا لدىأهل الدوار، فالفقيه حديث الزواج وكثير السفر...
....الحمد لله و الصلاة والسلام على أشرف خلق الله سيدنا محمد و على آله وصحبه أجمعين...عباد الله...
يتوقف احميذو و ينظر ذات اليمين و ذات اليسار...ليلاحظ أن عمي علي بدأ يستعد...طبعا يستعد للنوم كعادته كلما صعد الخطيب المنبر...لكن مع احميذو سيكون يومه أسودا...
يضرب الأخير بعكازه على المنبر بقوة يفقد أغلب السكان على إثرها وضوءهم إلا الثابتون المنتبهون..
- عباد الله، يحكى أنه في حديث الزمان خصصت الدولة بقرة حلوبا لكل إقليم و أمرت بأن ينتفع أبناء الفقراء و اليتامى بحليبها ولبنها ثم بلحمها...لكن الذي حدث أن أعيان ومسؤولي الإقليم قاموا بذبحها فورا ووزعوا لحمها على ذوي القربى وبعض الفقراء لذر الرماد في العيون...وهكذا لم يستفد المعنيون بالبقرة لا من حليبها ولا لبنها ولا لحمها....
بعد أيام سُمِعَ صوت انفجار قوي، ولما بحث الناس عن مصدر الصوت ، فوجؤوا بأن إبن أحد الأعيان قد انفجر بطنه من فرط استهلاكه للحم البقر...وهنا قام الوالي ببحث عميق في النازلة وثبت لديه أن المذنب الوحيد في القضية هو " المقدم " فتم عزله، في حين تمت تبرئة باقي المتهمين في القضية...
عباد الله سقت لكم هذه الحكاية التي وقعت بإقليم البنجاب بالهند، لتعرفوا أنه حينما تسقط الصومعة يتم شنق الحلاق...أو ما يسمى بالحائط القصير...
نظر احميذو حوله فإذا بأفواه الناس مفتوحة...فدعا و ختم خطبته ب:
- سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين...
انتهت الصلاة ، وخرج الناس، فبدأت التأويلات و التفسيرات و الإجتهادات ، ليجر " المقدم" العم علال من قب جلبابه ، انفرد به وسأله:
- أجي السي علال ، دبا هاد احميذو لي خدام كيدوخ علينا ويقولنا الحكاية وقعات فإقليم البنجاب فالهند، واش أيحسابلو احنا كنكلوا الهيشار...أوالله إيلا كيهدر على إقليم تاونات بالله...حق ربي الحبيب...
# أحمد_المودن
التعاليق حول النص هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "