وداعا للزلط
قصة قصيرة أغلب أطوارها واقعية
بقلم المودن أحمد من المشاع بتاونات
عاد احميذو من رحلة بحثه عن عمل حزينا مهموما...فمنذ حصوله على شهادته وهو يدق اﻷبواب و يشارك في المباريات...ويضع طلباته بعدد من الشركات...دون جدوى...ركب دراجته العادية و انطلق في رحلة العودة إلى البيت الصغير الذي يكتريه بحي شعبي بمدينة فاس...إقترب موعد أداء الكراء والماء و الضوء، و جيوبه فارغة إلا من دريهمات يحركها لتصدر صوتا يؤنسه...
قرر أن يبيع دراجته...هذا هو الحل اﻷخير...أحلامه تتكسر بهذا البلد الذي لا يعترف بالفقراء و البسطاء...
من كثرة ذهابه و إيابه بين مسكنه و المدينة الجديدة بحثا عن العمل، فقد أصبح يقود دراجته دون وعي و لا انتباه...و كأنها أصبحت تعرف الطريق مثلما تعرفها حمير البادية...
عند منتصف الطريق رأى حافظة نقود على الأرض...لم يصدق عيناه !
أوقف دراجته...حمل الحقيبة و انطلق...كانت مملوءة ...إنها حقيبة نساء صغيرة...حجمها يوحي بذلك...
أوقف الدراجة مرة ثانية و أسندها على جانب الطريق، ثم قصد كرسيا إسمنتيا حيث سيفتح حافظة النقود...و كانت المفاجئة...الحقيبة مملوءة عن آخرها بأوراق من فئة مائة و مائتين درهم...بالإضافة لبطاقات وأوراق دُوِّنَتْ عليها أرقام كثيرة...
كانت فرحته لا توصف...هذه نقود كثيرة ستحل مشاكله الحالية و سيحتفظ بالباقي...
على طول ما تبقى من الطريق كان احميذو يخطط للطريقة المناسبة لصرف هذه النقود...
لما وصل إلى بيته أعاد عدَّها ثم أخفاها داخل السرير، و قرر التخلص من البطاقات و الوثائق الأخرى...
وثائق تحدد هوية صاحبة المحفظة بوضوح...جميلة...حي الزيتون...الرقم ...الزنقة...مكناس...
وعلى ورقة عادية وجد أرقام هاتف ﻷشخاص أكيد أنهم من معارف صاحبة المحفظة!!!
رويدا رويدا بدأت الوساوس والشكوك تنتابه: " أحلال أم حرام هذا المال؟..كيف هو حال صاحبته اﻵن؟...والكراء و الماء و الضوء...كيف السبيل لأدائه إذا أعاد النقود لصاحبتها؟!
و لكنه سرعان ما يتذكر حاجته الماسة للمال فيقرر الاحتفاظ بهذه النقود الكثيرة و التي لا عهد له بها...
احتار احميذو في أمره...بل قضى ليلة بيضاء لم يعرف فيها للنوم معنى...
يوم غد قام باكرا وقصد أقرب هاتف عمومي...طاف على أغلب الأرقام الهاتفية ليتمكن أخيرا من التواصل مع قريب لصاحية المحفظة...
حوالي الساعة الواحدة زوالا جاءت المرأة الى حيث سقطت منها المحفظة...مد لها احميذو أمانتها و طلب منها التأكد من محتواها...
عدت المرأة خمسمائة درهم ثم قدمتها له قائلة :
- خذ هذه البركة...اشرب بها قهوة...
الا أن احميذو كان له رأي آخر ...فقد رفض أخذ ما أعطته...اعتذر لها بلطف ثم ودعها...و قد سمعها تردد:
- الناس بحالك أخويا قلال...
في الطريق وجد دموعه تنهمر...احساس غريب سيطر عليه للحظات...
بعد ثلاثة أيام حمل له ساعي البريد رسالة لا عهد له بمثلها...فتحها بسرعة...
لم تصدق عيناه حروفها"...يسرنا أن نخبركم أنه قد تم قبول طلبكم...."
سجد لله حامدا و شاكراياه...ثم ابتسم و هو يقول : " وداعا للزَّلْطْ "
Abdellah Moulalbab
ردحذفقصصك داءيما حبلى بالعواطف و الأحاسيس الانسانية التى لا مكان لها الا عند فئات الشعب
Aziz Ghafsawi
ردحذفجميل تحية كبيرة لك سي أحمد المودن
EL Motaki Souad
ردحذفلله كرم لا حدود له و جزاؤه عظيم لمن يتشبث بالاخلاق و الشيم الفاضلة متمنياتي بالتوفيق دائما
Hakima El Ouali
ردحذفدير لخير تلقا لخير ربي مخيبكش حيت رجعتي امانة الى اهلها قﻻل الناس بحالك
Abdeltif Ettaouil
ردحذفانها قصة رائعة تتقاسمها او بالأحرى قصة كل حامل للإجازة الجامعية
Abdelhay Ezzayate
ردحذفتبارك الله عليك اسي احمد قصصك جميلة دوم عليها
Abdelhak Rifi
ردحذفاحمدالمودن الله قولك خير
Achraf Charaf
ردحذفروعة سي المودن دمت للقلم وفيا دام لك مؤنسا. ...من خاف الله عوضه اﻷحسن ﻷسف هذا ما أصبح ناذرا
EL Hamzaoui Abdelmalik
ردحذفمن ترك الحرام رزقه الله من حيث لا يحتسب.ومن اضاف درهما حراما الى امواله سلط الله علبه من يبددها. فللقصة عبرة ومعنى وهو ان القناعة والرضى بقدر الله هو مفتاح كل خير.
Abdelfadil Grimet
ردحذفالله هو الرزاق الوهاب و لو بعد حين.
تحياتي
Kallaki Rachid
ردحذفشكرا...تمتعنا كتاباتك
Ali Remmah
ردحذفقصة جميلة مستمدة من الواقع ، وجماليتها تكمن في كونها بالاضافة إلى كونها تسرد واقع المزاليط ،فهي تربط بين خوف الله والأمل في عفوه من هذا الزلط المقيت.
Mahjoub Rouhi
ردحذفرائع جسدت عظمة الله
Adnane Merezak
ردحذففعلا إنها قيم ومواقف إنسانية بدأت في الانقراض. ....لقد انتصر احميذو للخير الذي يسكنه. رغم الفقر والحاجة الماسة للمال... إلا أن مبادئه انتصرت على فقره....."وما جزاء الإحسان إلا الإحسان "
Fatima Riane
ردحذفالكفاف والعفاف
موعظة لمن أراد
ان يهزم الشر.
Abderrahman Merizak
ردحذفصراحة هذا هو حال الناس البسطاء اذ يفكرون في الاخر مثلما يفكرون في انفسهم فهم يحسون بهموم الاخر قياسا على همومهم لكن الجميل في قصته هي النهاية التي تؤكد على المبادئ والقيم فهي كل شيء بالنسبة للانسان اللهم اولئلك الذين لم يعرفو لها سبيلا في يوم من الايام
Abdelkader Elahmar
ردحذفأخى احمد انك تذكرنى بقصص المرحوم أحمد بوكماخ .ادعو لك بالتوفيق والمزيد إن شاء الله.
Taoufik El Bakkali
ردحذفقصص مفعمة بالأبعاد الإنسانية. هنيئا لنا سي أحمد بهذه القريحة التي لا تنضب.
Rachid Elmo
ردحذفكان امتحانا مع الله. سبحان الله العظيم
Abdenbi Haydour
ردحذفقصة مستوحات من الواقع بطلها عاد احميذو!؟ . وعليه على نيتكم ترزقون
Abdenbi Lahjouji
ردحذفومن يتق الله يرزقه من حيث لا يحتسب.قصة معبرة
KaSsi IMi
ردحذفإن الله يرزق من يشاء بغير حساب
Abdelkhalak Abdelkhalak
ردحذفقصة مؤثرة اخي نعم الرجال
Aziz Guillo
ردحذفالزلط اخي احمد وراثي.تعمل كل المجهودات للخلص من الزلط ولكنه ﻻصق في العباد .مزالط دخلوا لعالم السياسة و اﻻمثلة عديدة قفزوا واصبحوا من اغنياء بني زروال.
Badre Tajdine
ردحذفCe que la femme vs avait dit est bien réel. Rares sont ceux ou celles qui agissent ainsi mais dieu le tout puissant sache bien comment gérer notre vie. Le seigneur de l'univers ns guide ds le droit chemin
Hassan El Alami
ردحذفقصة توحي ببشرى لفاعل الخير ولكن لا يؤمن بها إلا من كانت له قناعة تامة بالواحد الذي يفرق الأرزاق ولرب رزق في هذه الدار كان هو باب الخلود في النار والله أعلم
Omar Wild Lblad
ردحذفمن ترك شيئا لله أبدله خيرا منه....!!!!!
Mohammed Bousraraf
ردحذفاحميدو إنسان طيب لا يمكن أن ينساه خالقه.
Ab Do Abdo
ردحذفذالك من فضل الله والخير الذي عاد عليه باالنفع. من هنا فالنأخذ بالعبرة .
Abde Lkarim Es-saoudy
ردحذفقصة مؤثرة أستاذي فأنا قرأتها بتأني و بإحساس لما أشرفت على إكمالها كادت الدموع تسقط من عيناي ...
واصل أستاذ أحمد فأنت اﻷفضل..
لدي إحساس أن أحداث القصة تعود عليك لما كنت تبحث عن عمل .. فإلى أي حد يمكن أن تكون فرضيتي صحيحة ؟!!
الجواب لك أستاذي..
ردحذفكما أشرت السي عبد الكريم فأحداث القصة أغلبها واقعية ...فقط النسق القصصي يفرض علينا إدخال تغييرات بسيطة لإيصال فكرة معينة، لأن المهم بالنسبة إلي ليس بطل القصة و إنما العبرة منها
Abde Lkarim Es-saoudy
ردحذفشكرا للتوضيح أستاذي.. أتمنى أن يتعظ كل من قرأ القصة..
شكراا مرة أخرى ﻹتحافك إيانا بهاته القصص الهادفة..
تحياتي الخالصة
Abdenbi Rachdi Charkaoui
ردحذفان بعد العسر يسرا صدق الله العظيم شكرا اخي المودن على هذا الدرس و اتمنى ان يستوعبه كل من قرا هذه القصة