الجزء الثاني من خواطر حول الفقر والغنى
بقلم الكاتب أحمد المودن
الفقراء أصناف و أنواع، ففيهم نوع يسمى " المعذبون في الأرض " هؤلاء هم الذين يحاولون أن يعيشوا أغنياء رغم أنهم فقراء...قد يجمعون المال بشتى الوسائل، الحلال منها و الحرام ، وقد يشترون سيارة فارهة باللجوء للقرض، وقد يجمعون بعض المال وحينما يعتقدون أنهم التحقوا بركب الأغنياء يقيمون حفل زفاف أو عقيقة فيصرفون كل ما يملكون ، ثم يعودون عندنا إلى مرتبة الفقراء...بصراحة نحن الفقراء " فينا شي دعوة " ...فقد قمت بإطلالة يوما على مبرد الثلاجة فوجدت به دجاجة ترتعد بردا ، خاطبت زوجتي :
- لماذا تطبخين لنا البقولة و العدس و الفول باستمرار، وتحتفظين بهذه الدجاجة هنا ؟!
أجابتني بسرعة و ثقة :
- أحتفظ بها هناك كاحتياط إن جاءنا ضيف على حين غفلة.
انظروا معي كم هي كريمة زوجة الفقير هاته...تفكر في الضيف و تحرمني من الإستمتاع بفخدها...(أقصد الدجاجة يا أصحاب النية الناقصة )...
كنت دائما أتساءل لماذا نحن فقراء و الآخرون أغنياء...سؤال أخفيته بداخلي كثيرا...لأنني حينما طرحته على أمي يوما، نهرتني ....نعم لقد سألتها ببراءة الأطفال:
- لماذا نحن فقراء يا أمي رغم أن بلدنا فيه الفسفاط و المعادن و السمك ؟
فأجابتني و هي " تقرشل " الصوف لتصنع لي جلبابا:
- لقد كان أبوك وجدك فقيران ، فورثنا الفقر.
فردت عليها ببراءة:
- نحن يا أمي جميعا أبناء آدم، فكيف ورث بعضنا الفقر وورث الآخرون الغنى ؟
حينها نهرتني قائلة :
- إياك أن تدخل في الشرك بالله ياولدي ...إيلا بقيث دسول هيثا بدتفلس.
ومن يومها لم أسأل عن مصير ايرادات الفوسفاط و المعادن و السمك بهذا البلد حتى لا "يفلسني" الذين ورثوا الغنى عن أبينا آدم ...
و ما يزيد سروري هو ميلنا معشر الفقراء إلى التناسل و التزايد فلم تقضي علينا لا حبوب منع الحمل و لا ضربات سيارات أبناء الأغنياء و لا هراوات المخزن...
معذرة عن الإطالة ...يبدو لي أن مفعول البقولة كان قويا هذه المرة ...فأصبحت أهذي..." أمصاب غي منتفلسشي "...
السلام عليكم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "