مذكرات التجاني - الحلقة الثانية - 2 - بقلم المودن أحمد
.
------ سنوات المرحلة الابتدائية -----
حمل التجاني محفظته ، وأسرع الخطى وراء أخيه...المدرسة تبعد بحوالي عشر
كيلومترات عن المنزل...وما أن وصل حتى بدأت التهاني تأتيه من تلاميذ حومته،
وفي نفس الوقت نال نصيبه من الاستهزاء من طرف تلاميذ المداشر
الأخرى...فالمدرسة كان يلجها تلاميذ من كتامة و تسوفة ...ودواوير
بعيدة...هو يتذكر أن تلميذا كان يأتي راكبا على حمار...يربطه بشجرة بلوط
قرب المدرسة ثم يلتحق بقاعة الدرس...
بين
التلاميذ كان هناك صراع دائم ...كان أهل حومة الريف و الدار دالشيخ أكثر
عنفا واحتقارا لباقي التلاميذ...يتذكر أنه يوما وضع خبزا يابسا ليتدفأ على
مدفئة القسم ، وما أن أدار رأسه حتى أصبحت في خبر كان...لقد ابتلعها"
طريدن" على الفور....
مرت الأيام بسرعة...جاءت العطلة الصيفية...كانت مجموعة من المهن تنتظره...فهو مخير بين الرعي أو المساعدة في أعمال الحقل...كان يفضل رعي الغنم...على الأقل سيمارس هوايته في صيد الطيور "بالجباد".
نجح التجاني في عامه الأول ، ثم الثاني...والخامس ، بعدما رسم المعلمون على جسده النحيف جميع الرموز والعلامات من كثرة الضرب و" التحميلات" ...و عند حصوله على الشهادة الابتدائية اشترى له أبوه جلبابا أبيضا وأخبره بأنه سينتقل الى غفساي التي تبعد عن مدشره بثلاثين كيلومترا ...لمتابعة الدراسة هناك...لكن قبل ذلك على التجاني أن يلتصق بظهر أبيه وهما يركبان بغلا لأخذ صور فوتوغرافية بهذه الغفساي المجهولة.
بحث التجاني عما يلبسه بالمناسبة فلم يجد غير قميص مقطع من العنق...أخاطت الجدة القميص من كل الجهات وباركت لحفيدها النجاح.
نام التجاني وهو يحاول تخيل هذا العالم الجديد الذي سيحتضنه سبعة سنين كاملة....
وللقصة بقية ...مع تحيات صديقكم أحمد المودن
مرت الأيام بسرعة...جاءت العطلة الصيفية...كانت مجموعة من المهن تنتظره...فهو مخير بين الرعي أو المساعدة في أعمال الحقل...كان يفضل رعي الغنم...على الأقل سيمارس هوايته في صيد الطيور "بالجباد".
نجح التجاني في عامه الأول ، ثم الثاني...والخامس ، بعدما رسم المعلمون على جسده النحيف جميع الرموز والعلامات من كثرة الضرب و" التحميلات" ...و عند حصوله على الشهادة الابتدائية اشترى له أبوه جلبابا أبيضا وأخبره بأنه سينتقل الى غفساي التي تبعد عن مدشره بثلاثين كيلومترا ...لمتابعة الدراسة هناك...لكن قبل ذلك على التجاني أن يلتصق بظهر أبيه وهما يركبان بغلا لأخذ صور فوتوغرافية بهذه الغفساي المجهولة.
بحث التجاني عما يلبسه بالمناسبة فلم يجد غير قميص مقطع من العنق...أخاطت الجدة القميص من كل الجهات وباركت لحفيدها النجاح.
نام التجاني وهو يحاول تخيل هذا العالم الجديد الذي سيحتضنه سبعة سنين كاملة....
وللقصة بقية ...مع تحيات صديقكم أحمد المودن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "