مذكرات التجاني ...الحلقة - 3- بقلم احمد المودن
______________ أول أسبوع بغفساي ____________
ارتمى التجاني فوق البغل والتصق بظهر أبيه بعدما مسح ما تبقى من الزيت
بيده على شعر رأسه وانطلق في حلم طويل وأسئلة لم يجد لها أجوبة....فعلى طول
الطريق كان يتساءل : " هل المدينة كلها إسمنت ولا يوجد بها تراب ؟...هل
صحيح أن جميع نساء المدينة لا يغطون شعورهن؟...
تناسلت الاسئلة في ذهنه ، و لم يكن يستفيق من أحلامه إلا عند ترديد أبيه:" أرا زيد أرا " مخاطبا البغل... وفجأة تراءت له دور كثيرة مبنية بالإسمنت على شكل قرية... سأل أباه بصوت خجول: - ما هذه يا أبي ؟
فرد الأب :" إنها غفساي"
استغرب التجاني، اذ بعد ثلاثين كيلومترا يجد نفسه في بلدة لا تختلف عن مدشره سوى بالمباني الإسمنتية المتناثرة ، وأخرى من طين يغطيها قصدير اعتلاه الصدى...
من حسن حظ التجاني أن أباه كان" بوعروف الدوار" ، اذ سجل إبنه في داخلية الثانوية ...
بناية من أربعة طوابق مقسمة إلى جناحين ...محاطة بملعب وزبالة كبيرة تتعايش فيها الكلاب والقطط والفئران والأغنام...لم يكن يعرف التجاني أنه سيقضي بهذا المبنى سبع سنوات كاملة...كان أسوءها اليوم الأول...فما أن ودع أباه حتى انهمرت دموعه...فهو لا يعرف أحدا باستثناء شاب يكبره سنا من مدشره ... كان عبد الرفيع هو ملاذه الوحيد خاصة أمام بطش واحتقار بعض التلاميذ له ...
مر الاسبوع الاول ثقيلا طويلا كأنه الدهر...وجاء يوم الأحد ،إنه يوم سوق أسبوعي ببني زروال ...التقى بأبيه باكيا :"باغي نمشي فحالي أبابا ...مبغيش نقرا هنايا"
هكذا انفجر التجاني شاكيا ...لكن أباه طمئنه وهو يبحث بين ثنايا جيبه ...ثم افرج عن قطعة نقدية ...نعم درهم كامل... تناوله التجاني مفرجا عن أول ابتسامة منذ أسبوع كامل...
ودع التجاني أباه ، وانصرف قاصدا بائع الحلوى...اقتنى أربع فانيدات من نوع " حمو" و بعض حلوات " الفرفارة "،واحتفظ بعشر ريالات ...
أثار انتباهه وهو قاصد " زريبة البهائم " قمار يداعب دادوصه ، تردد قليلا ثم جرب حظه ، فخسر العشر ريالات التي بقيت بجيبه ...تأسف كثيرا على هذه الخسارة الفضيعة فكانت الأولى والأخيرة في حياته...
انطلق التجاني نحو زريبة البهائم ...فهو كثيرا ما سمع عنها...لكن من راى ليس كمن سمع ...
وللقصة بقية ان شاء الله
مع تحيات صديقكم : احمد المودن
تناسلت الاسئلة في ذهنه ، و لم يكن يستفيق من أحلامه إلا عند ترديد أبيه:" أرا زيد أرا " مخاطبا البغل... وفجأة تراءت له دور كثيرة مبنية بالإسمنت على شكل قرية... سأل أباه بصوت خجول: - ما هذه يا أبي ؟
فرد الأب :" إنها غفساي"
استغرب التجاني، اذ بعد ثلاثين كيلومترا يجد نفسه في بلدة لا تختلف عن مدشره سوى بالمباني الإسمنتية المتناثرة ، وأخرى من طين يغطيها قصدير اعتلاه الصدى...
من حسن حظ التجاني أن أباه كان" بوعروف الدوار" ، اذ سجل إبنه في داخلية الثانوية ...
بناية من أربعة طوابق مقسمة إلى جناحين ...محاطة بملعب وزبالة كبيرة تتعايش فيها الكلاب والقطط والفئران والأغنام...لم يكن يعرف التجاني أنه سيقضي بهذا المبنى سبع سنوات كاملة...كان أسوءها اليوم الأول...فما أن ودع أباه حتى انهمرت دموعه...فهو لا يعرف أحدا باستثناء شاب يكبره سنا من مدشره ... كان عبد الرفيع هو ملاذه الوحيد خاصة أمام بطش واحتقار بعض التلاميذ له ...
مر الاسبوع الاول ثقيلا طويلا كأنه الدهر...وجاء يوم الأحد ،إنه يوم سوق أسبوعي ببني زروال ...التقى بأبيه باكيا :"باغي نمشي فحالي أبابا ...مبغيش نقرا هنايا"
هكذا انفجر التجاني شاكيا ...لكن أباه طمئنه وهو يبحث بين ثنايا جيبه ...ثم افرج عن قطعة نقدية ...نعم درهم كامل... تناوله التجاني مفرجا عن أول ابتسامة منذ أسبوع كامل...
ودع التجاني أباه ، وانصرف قاصدا بائع الحلوى...اقتنى أربع فانيدات من نوع " حمو" و بعض حلوات " الفرفارة "،واحتفظ بعشر ريالات ...
أثار انتباهه وهو قاصد " زريبة البهائم " قمار يداعب دادوصه ، تردد قليلا ثم جرب حظه ، فخسر العشر ريالات التي بقيت بجيبه ...تأسف كثيرا على هذه الخسارة الفضيعة فكانت الأولى والأخيرة في حياته...
انطلق التجاني نحو زريبة البهائم ...فهو كثيرا ما سمع عنها...لكن من راى ليس كمن سمع ...
وللقصة بقية ان شاء الله
مع تحيات صديقكم : احمد المودن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "