3‏/4‏/2016

قصة قصيرة بعنوان: " مراهقة طفلة بدوية "

قصة قصيرة بعنوان: " مراهقة طفلة بدوية "

بقلم المودن أحمد

 لم يكن عمرها يتعدى الخمسة عشر سنة حين زارت أختها التي تقطن بالمدينة ، أثار انتباهها منطر فتاة وهي تتأبط ذراع شاب في حديقة جنان السبيل الخضراء، بل و أخرى تقبل حبيبها خلسة بين القصب...
عادت " ارحيمو " إلى الدوار حاملة أحلاما كبيرة و صورا لا تفارق مخيلتها أبدا...حكت لصديقاتها عند جلبهن الحطب من الغابة عن الحرية التي تعيشها فتيات المدينة، فلباسهن و طريقة مشيهن مختلفة، بل يمكنهن الخروج مع من يحبن من دون خوف...
أحست "ارحيمو" بتغيرات تحدث في جسدها، صدرها يكبر يوما بعد يوم، رغبتها في أن يكون لها حبيب هي اﻷخرى...ميلها إلى اﻹهتمام بمظهرها الخارجي...
تتذكر "ارحيمو" كيف أنه كانت لها صديقة لا تفارقها...و كان لهذه الصديقة أخ جميل يثير اهتمامها...شاب خجول وسيم يتابعها بنظراته و يبتسم لها باستمرار...
و جاء اليوم الذي اعترف لها بحبه...فلم تخفي اهتمامها به...بل أنه كان جريئا جدا...فقد اغتنم  فرصة قيامها بتجميل منزلهم استعدادا لعيد اﻷضحى صحبة أخته، لينفرد بها و يقبلها...
ارتفعت حرارة جسمها بعد قبلة الفتى اﻷسمر...الذي غاب للحظات ثم عاد...سألها عن أخته حليمة فأخبرته أنها ذهبت لتحضر " أحزام " و ستعود بعد حوالي نصف ساعة...
عرف العاشق أن غياب أخته كان متعمدا لتتيح للعاشقين فرصة الحديث على انفراد...لكنه لم يتحدث بل مرر يده على شعر ارحيمو، ثم على ظهرها، و قبلها من حيث تخرج الكلمات لتنام بين أحضانه...
بعدا لحظة سمعا دقا على الباب...إنها أخت العاشق تعلن نهاية فترة الخلوة...سألته فأقسم لها أنه لم يمسسها بسوء...
سافر العاشق عبد الله إلى المدينة بعد أيام و طال مقامه بها ولم تبقى سوى ذكراه و صورة كفيها الملطختين ب " أحزام " على قميصه عندما عانقته...
مرت اﻷيام لتتعرف ارحيمو على شاب بدوي آخر...
 لم يطل تعارفهما حتى انفرد بها ذات يوم بالغابة المحيطة بالدوار...ودون مقدمات افتض بكارتها...ليعدها بالزواج في الصيف المقبل...و لكن الصيف جاء بما هو أصعب و أخطر...فقد جاء بجنين قدر له أن يزداد بدوار يرفض أهله " أبناء الحرام " ، ليتنكر " اليازيد" لكل و عوده ، بل و اتخذ محاميا ليدافع عنه بغفساي...ليحكم لصالحه في اﻷخير في أبشع صورة لقضاء ينصف الرجل ولا ينصف المرأة و الجنين...وذلك بدعوى عدم وجود اﻷدلة و الحجج الكافية...
أصبح اليازيد يفتخر في كل مجلس بفحولته و بأنه أرشى الحاكم...في حين وضعت ارحيمو مولودها بالمنزل وأغلقت اﻷسرة أبوابها...لتمطر السماء صيفا ، على غير عادتها ، و قد كان مطرا أكثر سوادا في عيني ارحيمو التي أصبح الناس ينظرون إليها نظرات قاسية و يشيرون إليها بأصابعهم حتى بعد و فاة إبنها الذي لم يعمر سوى شهورا...و كأنه رفض العيش في مجتمع يلوم اﻷبناء على أخطاء آبائهم...
#أحمدالمودن

 

                                                           

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "