14‏/5‏/2016

قصة قصيرة " التبرع بالبقر لملإ الحفر"

التبرع بالبقر لملإ الحفر

بقلم المودن أحمد من تاونات

يحكى أن مواطنا تاوناتيا استغرب و هو يقطع الطريق الرابطة بين غفساي و إحدى الجماعات القروية التابعة لها لسنين عديدة، و لم يرى لها تحسنا و لا إصلاحا...
سمع عمي عبسلام كلاما عبر أمواج اﻹذاعة عن المواطنة و الشفافية و الجهوية و محاربة الرشوة و الديموقراطية و النزاهة ....فقرر أن يكون مواطنا صالحا...وهكذا تبرع ببقرته الوحيدة، صحبة عجلها الصغير، للساهرين على الشأن العام باﻹقليم و قال للشيخ بالحرف :
-" هذه بقرة حلوب، قل للمسؤولين هي مساهمة مني في تنمية قريتنا...فليبيعوها و يصلحوا بها ما يمكن إصلاحه في الطريق الرابطة بين المركز و الدوار...
قاد الشيخ و المقدم البقرة إلى المسؤول الكبير و شرحا له اﻷمر...فشكرهما و قال :

-" نعم المواطن هذا "
جمع المسؤول مستشاريه و رؤساء مصالحه و رؤساء الجماعات و بعض المنتخبين...والأمناء...و أحد المقاولين الذي عادة ما يفوز بالصفقات...وطلب منهم المشورة في هذه النازلة التي تشبه إلى حد كبير ما يصل المسؤولين من ميزانيات مخصصة لمشاريع تنموية محلية يسهل "صرفها " ...لكن أن تكون بقرة حلوب فهذا أمر فيه نظر...
اجتمع القوم...وذبحوا ثوران سمينان، اشتراهم الحاكم من المال العام، على شرف الحاضرين...أكلوا و شربوا ما لذ وطاب من حلوى و فواكه ومشروبات احتفاء بهذا اليوم الكبير الذي يؤرخ لبداية وعي المواطن و مساهمته في تنمية منطقته...
افتتح المجلس... وبعد أن رحب الحاكم بالحضور بدأت تباشير الديموقراطية تلوح في اﻷفق...
تناول الكلمة المسؤول عن التجهيز فقال:
-" هذه ميزانية...عفوا بقرة هزيلة لن يكفي ثمنها لتبليط طريق و لا ﻹصلاحها...لكني أعدكم لو أعطيتموني هذا العجل الصغير فسأملأ الحفر بثمن البقرة..."
و هنا صرخ أحد رؤساء الجماعات :
-" إن جماعتي هي أفقر جماعة...اعطوني البقرة ،لأكسبها و لما يكبر
العجل، نبيعه و نملأ بثمنه الحفر..."

فانفجر مرشح من المعارضة :" لكن أين ذهبت البقرة!؟...لا بد أن تبقى البقرة بالجماعة و نحلب حليبها و نخرج منه اللبن و الزبدة..."
أمر الحاكم الحضور بالتزام الهدوء ليسمع صوت المقاول...
فقام اﻷخير و شكر الحاكم على ثقته و قال: " أنا أرى أن نعلن عن سمسرة بيني و بين أخي و ابن عمي...و إذا فزت بها سأبيع البقرة وأملأ الحفر بالرمل...وبعد أن يسقط المطر ستعود الحفر لحالها فنطالب من المواطنين المساهمة من جديد لنجد مالا نملأ به الحفر..."
فصرخ أحدهم دون وعي منه :" وماذا سنربح نحن؟"
فابتسم الحاكم و هو يقول :" ياغبي ألم تلاحظ أننا بعنا للمقاول البقرة فقط و احتفظنا بالعجل؟هههه"
كثر الهرج و الصراخ...ولم يهدإ المجتمعون إلا لما أطل المكلف باﻷمن ليدلي بدلوه فقال:
- " لماذا لا نقتسم البقرة بيننا كل حسب موقعه...وما بقي عنا نملأ به الحفر بالتفنة و التراب...و إذا أراد المواطن معرفة مصير بقرته فلنلصق له تهمة قطع غابة الدولة و حرث القنب الهندي...وكذلك نفعل إن انتفض الرعايا...فما رأيكم!؟
صفق الجميع و هم يرددون :" نعم الرأي ...نعم الرأي..."
إمضاء أحمد المودن .


                                                                                    

هناك 11 تعليقًا:

  1. غير معرف14/5/16

    Khadroun Mohamed

    ﺍﻧﻬﺎ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎﺯ ﻧﻌﻢ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﺍﻧﺎﻣﻠﻚ ﻳﺎ ﺗﺠﺎﻧﻲ ﺍﻧﻪ
    ﺍﻻﺩﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭ ﺍﻻﺩﺏ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺘﻘﺪ ﻣﻨﻬﺎﺟﻨﺎ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﻪ
    ﻭﺍﺻﻞ

    ردحذف
  2. غير معرف14/5/16

    Abdeltif Ettaouil
    ..ﺗﺤﻴﺎﺗﻲ ﺍﻧﻬﺎ ﻗﺼﺔ ﺭﺍﺋﻌﺔ

    ردحذف
  3. غير معرف14/5/16

    Abdelfadil Grimet
    ﻣﻠﺨﺺ ﺟﻤﻴﻞ ﻟﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻭﻳﺔ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﻏﻔﺴﺎﻱ

    ردحذف
  4. غير معرف14/5/16

    Hamdino Khairlah
    ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻳﺤﺎﺋﻲ ﺭﺍﺋﻊ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﻣﺮﻳﺮ

    ردحذف
  5. غير معرف14/5/16

    ﻟﻼﺳﻒ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺗﻨﺎ
    Adam Ayour

    ردحذف
  6. غير معرف14/5/16

    ﻭﺍﻗﻊ بئيس ﻣﻊ ﺍﻻﺳﻒ
    Ahmed Chaoul Rohi

    ردحذف
  7. غير معرف14/5/16

    Mfadal El Atifi
    ﻟﻘﺪ ﺍﻛﻠﻮﺍ ﻋﺤﻠﻴﻦ ﺳﻤﻴﻨﻴﻦ ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﻳﺴﻴﺮ ﻭﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ﻣﻦ
    ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻭﺑﺪﺍﻭﺍ ﻳﺪﺑﺮﻭﻥ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺴﺎﻛﻨﺔ ﺑﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻓﻲ
    ﺍﻧﻘﺎﺫ ﻣﺎ ﺑﻤﻜﻦ ﺍﻧﻘﺎﺫﻩ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺣﺎﻟﻨﺎ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﻒ، ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻳﻨﺘﻘﺪ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﺸﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ
    ﻭﻗﻀﻴﺔ ﺗﺸﺎﺑﻚ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺪﺧﻠﻴﻦ ﺍﻧﻪ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﺮ ﻣﻌﻨﻰ . ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺟﻴﺪ ﺟﺪﺍ ﻟﻜﻦ ﺍﺧﺮﻩ
    ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻴﺊ ﻏﺎﻣﺾ ﺍﺭﺩﺕ ﺍﻳﺼﺎﻟﻪ ﻟﻠﻤﺘﻠﻘﻲ ﻟﺘﺨﺘﺘﻢ ﺑﻪ ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺸﻔﻲ ﺍﻟﻐﻠﻴﻞ
    ﻣﻼﺧﻈﺔ ﻓﻘﻂ ﻭﺍﺳﺘﺴﻤﺢ،

    ردحذف
  8. غير معرف14/5/16

    Ahmed Drify
    ﻟﻼ ﺳﻒ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺗﺴﻴﺮ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻣﺎﻓﻴﺎ ،ﺗﺨﺪﻡ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ

    ردحذف
  9. غير معرف14/5/16

    ﺍﻟﻔﺎﻫﻢ ﻳﻔﻬﻢ ....ﺗﺤﻴﺔ ﻟﺴﻲ ﺍﺣﻤﺪ

    Abderrahman Merizak

    ردحذف
  10. غير معرف14/5/16

    ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ

    Imad Elyoussfi

    ردحذف
  11. غير معرف16/5/16

    Abdelaziz Bouhachem
    والله ان أمرنا لغريب عجيب ، دائما نشتكي من الفساد والمفسدين ، وعندما
    تاتي ساعة الحساب ( الانتخابات) بدل ان نعاقب الفاسدين من سماسرة الانتخابات
    نصفق لهم ونزكيهم ، وتعود حليمة الى عادتها القديمة . الفاسد الحقيقي هو من
    يحتضن ويرعى الفساد ، فلولا الخونة والمنافقون والانتهازيون والمتملقون لما وجد موطن لهذا الفساد ، فالحاضنة فاسدة وهي بيت الداء ، ولن يتغير اي شيئ ما
    لم نتغير نحن .

    ردحذف

يمكنكم التعليق باسم " مجهول - anonyme "