مذكرات التجاني - حلقة مستدركة -
" التجاني و البوطاغاز "
بقلم المودن أحمد
عاد التجاني إلى المنزل منهوك القوى، فقد كان المفضل قاسيا و هو يوجه له ركلاته في أقسى لعبة يمارسها الأطفال فيما بينهم...إنها " ركيلة "...انتظر عودة أبيه من سوق أحد بني زروال، لكنه تأخر كثيرا ...و ما أن أذن الفقيه السي أحمد لصلاة العشاء حتى كان مكان النوم جاهزا...بطانية مفروشة على الأرض و أخرى كغطاء رغم برودة الجو ...وحده الشيميني يبعث بدفئه لمن حوله...التحق الأطفال بأماكنهم، في حين بقيت الأم تنتظر عودة الزوج من السوق...
وأخيرا نبحت الكلبة...نباحها القصير يعني أن القادم من الأهل...و فعلا جاء الأب...قام الأطفال وهم يصرخون :
- بابا جا...بابا جا...
تم انزال " الشواري " عن البغلة ، ليحمل كل طفل شيئا من المشتريات ...أرگاز ...السردين...الحلوى بالقرابط...ملابس مستعملة ..." كوردة " و سكة للحرث...ثم قارورة زرقاء غريبة لا عهد للأسرة بها....
حمل التجاني القارورة ليقرأ حروفا كتبت عليها: بوطا غاز !
طلب الأب من الأطفال التنحي جانبا، في حين تكلفت الزوجة بقلي الحوت...
دفأ الأب أنامله الباردة ثم قام ليركب رأس البوطاغاز ...و بين الفنة و الأخرى كان يضيف الحطب للمدفئة...
أعناق الأطفال تشرئب لترى هذا الشيء العجيب الذي تفوح منه رائحة الغاز رغم تركيب الرأس بمكانه...طلب الأب من الزوجة أن تأتيه بصندوق الوقيد الذي أشعلت به الكانون، ففعلت ثم جلست بقرب الزوج لتكتشف طريقة الإستعمال...
فجأة امتدت النار لأسفل " الكسكاس " ...فصرخ الجميع ...كانت صرخة الأم صادمة للتجاني و إخوانه:
- والعداو أعباد الله البوطة بدطرطق فينا ....
قذف الأب قنينة الغاز إلى " المستحام " لكنها ظلت مشتعلة ...أفرغ عليها الماء فلم تخمد نارها...
في هذه اللحظات كانت الأم تحمل أبناءها إلى الخارج الواحد تلو الآخر ...في حين كان الأب يجرب كل شيء...
وجد التجاني نفسه ملقى به في " أمجري " و بجانبه المجاهد والحساين و كانهم قد ألفي بهم من الطائرة...
عادت الأم بعد رمي آخر طفل بالخارج لتجد زوجها يبتسم وهو يمسك بالقنينة ملفوفة في بطانية مصنوعة من الصوف...
أحكم إغلاقها من جديد ، ثم طلب من زوجته صندوق الوقيد، ولكن الأخيرة " أنزلت عليه العار " طالبة منه تأجيل إشعالها إلى يوم غد...
نام الجميع بالداخل...وحدها قنينة الغاز قضت الليل بالخارج...في حين كان التجاني يستغرب لشجاعة أبيه...متسائلا صحبة اخوانه عن مصير السمك الذي لم يتم قَلْيُه بعد...
وإلى مذكرة قادمة بحول الله.
مع تحيات المودن أحمد من المشاع بغفساي.
Chafik Laaboudi
ردحذفأكيد طافت القطط على كل السمك فاصبح كالسريم
Abdellah Moulalbab
ردحذفتعامل اهل البادية مع كل جديد غالبا ما تنتج عنه احداث مضحكة تصبح مع تكرار قصها من النوادر
Ez-zghari Khalid
ردحذفشكرا الاخ احمد على القصة الرائعة. انها من صلب الواقع.
Elwarfi Ali
ردحذفهيا ابقيتو بلا غطاء البطانية اتحرقات شكرا اسي احمد على هاده القصة الله يرحم الواليد والله اشافي الوالدة عمتي المراة الحنونة
Abdelhak Ettaki
ردحذفشكرًا ذكريات الطفولة لعبة ركيلةً
Saradia Milezou
ردحذفالحمد لله خرجت طريفة يخلفلم الله ف السمك
Abdelfadil Grimet
ردحذفههه.السردين أكلته القطط
Pedro Wodka
ردحذفنشكرك على إمتاعنا بهذه المذكرات التي تنبش في عمق التاريخ المعاش بالبادية
Mahjoub Rouhi
ردحذفرغم البساطة تجد نفسك متلهفا لقراءة قصصك لا تفوتني مدكراتك
EL Hamzaoui Abdelmalik
ردحذففعلا حياة ابناء البوادي تتشابه. فكل منا عاش تجربة انتظار رجوع الاب من السوق.فهو يوم مميز حيث تنبعث راءحة السمك المقلي من جميع المنازل . وحركية هذا اليوم تكون غير عادية،خصوصا بالنسبة للاطفال الذي يكون بالنسبة اليهم يوم عبد حيث الحلويات بمختلف انواعها .
Abdennaassar Alhmri
ردحذفقصة ليست خيالية انها من صميم الواقع تحياتي سي احمد
Adnane Merezak
ردحذفالحمد لله على سلامتكم. ....رغم خطورة الموقف. ..فقد استطعت اضحاك القارئ باسلوبك المميز. ...تحياتي
Rachid Elmo
ردحذفالله يرحم الوالد ويشافي الوليدة
أنيس الخير
ردحذفعندخ طرطق فيك ههههههه
Mohamed Bouate
ردحذفوفقك الله أستاذي العزيز مزيد من العطاء والتألق في القصة والشعر و الرواية ... وكل الألوان الأدبية مبدع بكل المقايس
تينزةادريس تاونات
ردحذفاراسي مدز عليك وباقي ..شكرا لك
Abdelghani Bouaoid
ردحذفالحياة الجميلة والبسيطة في البادية عشنا القليل منها وﻻكن كانو يحكو لنا اخواننا اﻷكبر منا سنا أنهم عاشو هده الحياة الجميلة
Mohamed EL Alaoui
ردحذفنحن سننتظر مصير السردين
EL Motaki Souad
ردحذفجميلة هي نادرتك و قد ذكرتني بحادثة مماثلة و قعت لي و انا في الجامعة فقد استنفرت جناحي و الاجنحة المجاورة لنا وسادت حالة من الرعب استمرت لايام.. .الحمد الله على سلامتكم و دمتم في سلام وامان دايما تحياتي
علي معتصم
ردحذفههههههههههعهههه استاد المودن والله يعطك الصحة و يفرح قلبك و يعزك انشاء الله انا رجعة مدمن على كتابت ديلك الله يرحم من قراك و علمك
Ab Do Abdo
ردحذفقصة رائعة جدا كل كلمة اقرآها إلا وألقت بذكرياتي الى الوراء
Abdeltif Errmyly
ردحذفأشكرك اسي أحمد على ذاكتك القوية التي تمتعنا دائما من خلال استحضارها لكل نقلة نقلة في حياة البادية المغربية وتطورها الشئ الذي يعيدنا إلى تلك الأزمنة باعتبارنا جيل عاش تللك التحولات كما يجعل أبناءنا على علم بثقافة أجدادهم ،انه التأْرِيخ بتسكين الهمزة من خلال الأدوات المستعملة في حياة اهل البادية (السكة الشواري البوطة....) عااااااائع اسي احمد